أنا معارض، هكذا يصفنى الاصدقاء، وفى الحقيقة انا لست معارضا، أقصد المعارضة بمعناها السياسي، وانما انا قلق بالمعنى السيكولوجى للسياسة. فمن بين كل الأفكار الموجودة على الساحة لم أجد واحدة تشبع عقلى او يميل لها قلبى، فكلها أفكار جميلة وسمعنا بها كثيرا، وهذا هو مبعث القلق الحقيقى. الوجهة الآن للأحزاب ذات الصبغة الإسلامية ، ويقولون ان هذا خيار الشعب ، وهو بالطبع خيار الشعب ، انما هذا الشعب صبر من قبل على مبارك وحاشيته 30 سنة وكان مستعدا ان يصبر عليه وعلى نجله واحفاده وكل ذريته دون تبرم . ولولا ان منحنا الله هؤلاء النفر من الشباب ليقودوا مسيرة التغييرما تغيرت مصر ولا حدث فيها ما نسميه الآن ثورة ! معروف فى كل بلاد الله ان النخب تطرح افكارا لا برامج، وتعارض وليس شرطا ان تنخرط فى هيئات حزبية، واغلب النخب لا تسعى لشراء اصوات انتخابية، هى تمارس فعلا مختلفا، هى تنور الطريق امام الناس ، لذا فإنهم لا يمثلون تيارا سياسيا ولا هيئات حزبية هم يمثلون ضمير الامة وعقلها الباطن، ومن ثم فإن الهجمة التى نلحظها الآن على النخبة من قبل رموز سياسية معتبرة من التيار الدينى ليست سوى خلط للأوراق، فتعبيرات مثل تعبير الاقلية والاغلبية لا يستقيم حين تضعه بين النخبة والمجتمع لتوصيف حالة ! النخب هى جهاز الوعى، هى جهاز الادراك، هى احيانا بمثابة اشارات المرور، هى عين المجتمع الكبيرة، فحين تقول فهى لا تقول بمعان حزبية هى تقول بالمعنى الضميرى وتترك لكم التنافس على الصناديق. بقيت عندى إشارة لاكمال المعنى حول الاغلبية والاقلية والشعب، واقول بأن السادة رموز التيار الاسلامى يعتبرون انفسهم الاغلبية او هم عندهم حضور كبير فى الشارع وانا لا انازعهم فى ذلك انما كذلك المجلس العسكرى واقصد المؤسسة العسكرية عندها حضور اكبر فى الشارع ، وهذا يضرب فكرة الحديث عن الديموقراطية فى مقتل وينسف تماما حكاية اختصار الديموقراطية فى صندوق الانتخاب، ولو تنافس التيار الاسلامى مع العسكر فإن العسكر يفوزون باكتساح وفى انتخابات ليس فيها تزوير! فهل لا زلتم ترون ان الشعب سوف يمنحكم الاغلبية لانكم الاصلح ام انه سوف يمنحكم الاغلبية على طريقته التى كانت ايام صبر على مبارك وحاشيته ؟! ومن يدرى فربما نحتاج ذات يوم لثورة اخرى تطيح بكل رموز الخُشب المسندة ؟! والله اعلم. خاطرة : اغتر ابليس فأصبح شيطانا واغتر قارون فخسف الله به وبداره الارض، ومن تواضع لله رفعه، اللهم ارزقنا الايمان واليقين والتواضع، اللهم إنا نسألك الجنة ونعوذ بك من النار.