يسأل الكثير من الناس هل يجوز للمرأة ان تسجد سجدة التلاوة بدون حجاب فأجاب الشيخ ابن الباز رحمه الله وقال لا يشترط، سجود التلاوة خضوع لله مثل التسبيح والتهليل لا يشترط فيه سجود الصلاة هذا هو الصحيح، فلها أن تسجد وللرجل أن يسجد وهو على غير وضوء، ولها أن تسجد وهي مكشوفة الرأس؛ لأنه خضوع لله مثلما تقرأ القرآن تسبح وتهلل وهي مكشوفة الرأس، لا حرج عليها في ذلك، هذا هو الصواب. وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يسجد وهو على غير طهارة، وهكذا جاء عن الشعبي التابعي الجليل، والنبي ﷺ كان يقرأ القرآن في المجلس وعنده الصحابة فيسجد ويسجدون معه ولم يقل لهم يومًا ما: من كان منكم على غير طهارة فلا يسجد معنا، ومعلوم أن المجالس تجمع الطاهر وغير الطاهر من على وضوء، ومن ليس على وضوء، فلو كانت السجدة تحتاج إلى طهارة يعني: سجدة التلاوة لكان ذلك من أهم المهمات أن يبينه للصحابة، فهو ﷺ لا يترك البلاغ بل يبين يبلغ عليه الصلاة والسلام، فلو كان التطهر لسجود التلاوة شرطًا لبينه النبي ﷺ للصحابة حين يقرأ بهم القرآن ويسجد ويسجدون معه في المكان العظيم الكثير، قال ابن عمر: "نسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكانًا لجبهته من كثرة الزحام" فلو كانت الطهارة شرطًا لقال لهم ذلك: يا أيها الإخوان! أو أيها الناس! من كان على غير وضوء فلا يسجد معنا. فالمقصود أن الصواب في هذا أن سجود التلاوة وهكذا سجود الشكر لا يشترط لهما الطهارة ولا السترة؛ لأنهما ليستا صلاة، وإنما هما خضوع لله وتعبد له وذكر له لما يحبه سبحانه، كما تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، وتقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتقرأ القرآن عن ظهر قلب وأنت على غير طهارة، فهكذا سجود التلاوة وسجود الشكر مثل هذا.