منذ رحيل قائد الأمة العربية جمال عبدالناصر إلى جوار ربه عام 1971م، توجه الشعب العربي إلى الله عز وجل أن تبقى مصر قائدة ورائدة للوطن العربي، كما كانت قبل رحيل القائد. لأننا إذا حافظنا على هذا الدور سنبقى كباراً.. وسنبقى مرفوعي الرأس.. وسنحافظ على كرامتنا وعزتنا.. ونصون سيادتنا واستقلالنا وسننعم بالرخاء والازدهار.. وسنبقى مصاني الجانب يحترمنا العدو قبل الصديق.. وسنحافظ على ثرواتنا وخيراتنا.. وسندافع عن حياض الوطن.. ونحميه من الاستعمار وأعوان الاستعمار.. وسنجاهد ونكافح لطرد المحتلين من أرضنا العربية.. وسنبقى نساند حركات التحرر العالمية.. ونحافظ على قيادتنا وريادتنا لحركة دول عدم الانحياز.. وندافع عن حقوق الشعوب المظلومة والمستعمرة والمضطهدة لأننا "القيادة والريادة". لكننا وبعد وفاة القائد عبدالناصر رحمه الله أصبحنا صغاراً بعد أن كنا كباراً.. وأصبحنا تابعين بعد أن كنا قائدين.. وأصبحنا ضعفاء بعد أن كنا أقوياء.. وأصبحت مصر وغالبية النظام الرسمي العربي متآمرين على حركات التحرر العربية والعالمية بعد أن كانت وكنا داعمين ومساندين بل حاصرت مصر في عهد المخلوع حسني شعبنا العربي الفلسطيني بعد أن كانت وكنا نناصره وندعمه ونجاهد ونكافح معه.. وأصبح صديقنا عدواً لنا.. وعدونا صديقا لنا.. أصبحنا لا نعرف من نحن.. وماذا نريد.. وما هي هويتنا.. وأصبحنا نرى الجهاد إرهاباً.. ونرى الاستسلام سلاماً.. وأصبح الخطأ صواباً والصواب خطأ. هكذا تحولت القيادة والريادة بعد رحيل القائد عبدالناصر ومجئ السادات وبعده حسني اللذين همشا دور مصر وجعلا منها دولة "تابعة" بل أحياناً متحالفة مع أعداء الأمة العربية، خاصة العدو الصهيوني وقد نجحا في ذلك. لكن هذا النجاح كان ثمنه غالياً بالنسبة لهما، فالأول مات مقتولاً.. والثاني عزله وخلعه شعب مصر العظيم في ثورته المجيدة في 25 يناير العام الماضي عندما هب وانتفض هذا الشعب العربي الأصيل ليعيد لمصر دورها القيادي والريادي لأمتها العربية ولأن للباطل جولة وللحق جولات انتصرت جولات الحق ضد ذلك النهج الاستسلامي والتآمري على الأمة العربية والأمن القومي العربي وعلى سيادة وكرامة وعزة الشعب المصري. الآن ننتظر أن تمسك القيادة المصرية التي انتخبها الشعب بقيادة وريادة مصر للأمة العربية ولا يزال الانتصار سيد الموقف لنرى هل ستعود مصر إلى دورها التاريخي. لكن بعض المؤشرات ترسم أمامنا صورة غير مشرقة حتى الآن عندما سمعنا الرئيس الدكتور محمد مرسي رئيس القيادة والريادة وهو يخاطب السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في اجتماع حزبه وسمعت وأتمنى ألا يكون ذلك صحيحاً أنه وصف أردوغان بزعيم الأمة الإسلامية. وإذا كان هذا الخبر صحيحاً، فنسأل الرئيس المصري الدكتور مرسي لماذا لا تكون مصر هي الزعيمة أو أي دولة عربية مسلمة. ولماذا تحاول "تقزيم" دور القيادة والريادة يا سيادة الرئيس؟! الشعب المصري العظيم ثار ضد "التبعية" ويطالب بعودة مصر لدورها القيادي والريادي، لهذا نريدك قائداً ورائداً.. لا تابعاً.. ياريس.. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية