زعيم الأمة العربية في تاريخها الحديث ورمز العزة والكرامة. الراحل الخالد الذي تظل ذكراه دوما نبراسا للاجيال ناصر الحرية. ولد جمال عبدالناصر حسين سلطان علي في 15 يناير عام 1918 في الإسكندرية ولكنه من أصول صعيدية حيث إن والده عبدالناصر حسين قدم من قرية بني مر - محافظة أسيوط ليعمل وكيلا في مكتب بريد باكوس في الإسكندرية ولم يكد يبلغ جمال الثامنة من عمره حتي توفت والدته وهي تضع مولودها الرابع شوقي فتزوج والده من سيدة تدعي عنايات مصطفي وانتقل جمال ليعيش مع والده في محافظة السويس ومن ثم إلي القاهرة حيث التحق بالكلية الحربية بعد حصوله علي شهادة الثانوية العامة ودراسة الحقوق لبضعة اشهر. في عام 1952 كانت ثورة يوليو ثورة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر ثورة اسقطت الملكية وتحولت مصر إلي جمهورية . وفي عام 1954 اصبح جمال عبدالناصر رئيسا لجمهورية مصر العربية ومنذ ذلك التاريخ انطلقت مصر إلي افاق جديدة . عمل جمال عبدالناصر جاهدا علي بناء مصر وتفعيل دورها الريادي في الوطن العربي والشرق الأوسط وكان عبدالناصر يعلم جيدا ان لا نهضة ولا تقدم تحت الأستعمار كما انه من الصعب المضي قدما بدون اقتصاد قوي فبدء بجلاء القوات البريطانية من مصر في 19 اكتوبر 1954 ثم وضع قوانين الإصلاح الزراعي في مصر وتحديد الملكية الزراعية والتي بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الاولي أرض زراعية يفلحونها ويعملون بها بعد سنوات من الذل والهوان. ليس ذلك فحسب بل نظر عبدالناصر إلي مياه النيل التي يهدر اغلبهاالبحر وبدء يفكر في بناء سد في أسوان يوفر مياه النيل من جهة ويساهم في توليد الكهرباء من جهة اخري ومن هنا جاء حلم السد العالي حلم راود عبدالناصر والمصريون وعلي الفور توجهت مصر بطلب للبنك الدولي تطلب تمويل السد العالي ولكن الطلب تم رفضه بحجة ان ذلك سوف يسبب تقشف علي الشعب المصري وهنا جاء رد جمال عبدالناصر ابن السادسة والثلاثون ربيعا عندما اعلن في السادس والعشرين من يوليو عام 1956 تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية . كانت صفعة قوية علي خد المستعمر ونصرة عظيمة للشعب المصري والامة العربية وثار الغرب وهاج وماج ولم يجد ردا غير الرد العسكري فتعرضت مصر لعدوان غاشم سمي بالعدوان الثلاثي حيث شاركت فيه بريطانيا - فرنسا واسرائيل وهنا اعلنها جمال عبدالناصر صريحة سنقاتل إلي اخر رصاصة واخر قطرة دم وشبابنا هو من سيحدد مستقبلنا بنبني بلدنا ونسترد حقوقنا وبلفعل خرجت مصر منتصرة سياسيا ولمع اسم عبدالناصر وبني السد العالي وانطلقت مصر إلي الأستصلاح الزراعي حيث بلغت الرقعة الزراعية مليون واربعمائة الف فدان واصبحت مصر تصدر للعالم العديد من المحاصيل الزراعية مثل القطن - الكتان - قصب السكر. لكن عبدالناصر لم يتوقف عند ذلك الحد بل امتدت يداه خارج مصر في خدمة الوطن العربي حيث دعم القضية الفلسطينية وساعد البلدان العربية علي التخلص من الأستعمار وتبقي الجزائر خير شاهد علي ذلك. كما كون الجمهورية العربية المتحدة باتحاد مصر مع سوريا. اما علي النطاق العالمي كان عبدالناصر من مؤسسي منظمة عدم الانحياز مع الرئيس اليوغسلافي تيتو والأندونسيسي سوكارنو والهندي نهرو . ليس ذلك فحسب بل عمل عبدالناصر ايضا علي تزيين مصر من الداخل فعمل علي انشاء التليفزيون في مصر وكذلك انشاء ستاد القاهرة الدولي بالأضافة إلي انشاء برج القاهرة وعدد من المساكن لمحدودي الدخل. امام كل هذه الأنجازات لم يكن غريبا ان يقلق الغرب والاعداء من عذا التطور السريع في مصر الكنانة واصبح هم الغرب الأول والأخير حماية اسرائيل التي كان يقلقها وجود عبدالناصر علي سدة الحكم في مصر حيث كان ذلك يعني لأسرائيل تهديد امنها القومي وبقائها وفي الخامس من يونيو عام 1967 كانت ضربة العدو ضربة سميت في مصر بالنكسة ضربة هدفها اذلال عبدالناصر واضعاف شعبيتة الجارفة في مصر والعالم العربي ولكن اماني العدو تبددت واحلامه تبخرت سريعا فعندما اعلن جمال عبدالناصر عن تنحية في التاسع من يونيو عام 1967 هاج الشعب وخرجت الجماهير من كل حدب وصوب كلها علي قلب رجل واحد وبلسان واحد ابق جمال فنحن معك فما كان من الزعيم جمال عبدالناصر الا الأستجابة وبداية مرحلة جديدة في تاريخ مصر العريق . عمل عبدالناصر علي بناء القوات المسلحة المصرية واعدادها اعداد جيد كما عمل عبدالناصر علي بناء حائط الصواريخ علي طول خط قناة السويس لحماية منشأت مصر الداخلية من هجمات العدو ليس ذلك فحسب بل نقل عبدالناصر بعض المنشات الهامة من مدن القناة إلي القاهرة مثل شركات البترول في السويس واستطاع ان يرد علي غطرسة العدو الأسرائيلي بعد 4 شهور فقط من النكسة حينما اغرقت البحرية المصرية المدمرة ايلات امام شواطئ بورسعيد بطرادين مصريين .