كنت أتصور أن يوم 19 مارس من هذا العام سيكون كيوم إجراء أي استفتاء جري من قبل علي أرض المحروسة أمنا العظيمة »مصر« التي ستنطلق وبإذن الله من نصر إلي نصر.. في هذا المشهد الانتخابي أو قل العُرس الاحتفالي الشعبي خرج أبناء الوطن وبكل أطيافه ليقولوا نعم.. أو لا للتعديلات الدستورية عن قناعة وليس بالاعتراض أو بخلاعة!! طوابير حشود الناخبين كانت صورة صادقة عن التغيير الذي حدث.. طوابير طويلة منتظمة وتحيط باللجان وامتدت في بعض اللجان إلي أن »سدت« بعض الطرق الرئيسية كما حدث في شارع الهرم.. طوابير ضمت الرجال من الشيوخ والشباب وطوابير السيدات وكانت منهن المسنات!!.. مشاهد ومواقف رائعة تؤكد أن »مصر« بالفعل تغيرت وأن خريطة الحياة السياسية تبشر بالخير القادم وبعيداً عن مماحكات كل من يدعون أنهم من أصحاب الأفكار الديمقراطية رغم أن البعض من عملاء الكيانات الغربية أو قل الأمريكية!! والمحير في الأمر أن البرامج الفضائية ولن أحدد أسماء القنوات لأن البعض ممن يقدمها أو تقدمها يفرضون علينا ضيوفهم من المعارف والأحباب وكأنهم هم وحدهم أصحاب الرؤي والأفكار مع أن مواقفهم معروفة ورؤاهم مكشوفة!! فضائيات تزيد وتسترسل وتلف وتدور مع أي ضيف من الضيوف وكأنه هو وحده »الفيلسوف« وأنه الأحق بأن يقدم للشعب المصري المعروف!! وتناسي هؤلاء أن عقول الشعب المصري واعية وليست لاهية.. عقول مستنيرة ومهما حاول بعض العملاء إيقاعها في التردد والحيرة.. عقول تستوعب كل ما يتردد ويقال لأن هناك من ظن ويعتقد أنها فقط تنصت لأي »غناء« أو موال!! مثلاً وليس علي سبيل الحصر هناك من تمت استضافته ويقال إنه دكتور »مهم« ولم نسمع عنه مثلاً منذ أكثر من 10 سنوات.. فقط وجدناه يكتب المقالات ويظهر علي شاشات الفضائيات لأن له علاقات بالعديد من الأجهزة حتي لو كانت ألمانية أو أمريكية، وهؤلاء الفلاسفة الجدد صدعونا قبل ثورة 25 يناير بضرورة حدوث التغيير وإزاحة وإزالة الركود السياسي ولا للتوريث!!.. ويبدو أن ما رددوه في السابق كان بمثابة التنفيس أو قل التدليس!! ودليلي علي ذلك هو اعتراضهم الآن بأن جموع الشعب المصري أو الأغلبية قالت »نعم« للتعديلات الدستورية فانزعج هؤلاء رغم أنه لم يتم منع أحد من الإدلاء بصوته ولم يكن هناك بلطجية أو أرعجية أمام اللجان الاستفتائية ولم يقل أي أحد »واء« ولم يجر ويفر صائحاً بكلمة »بيضربوني« أو »الحقوني«!! ناقص السادة الفلاسفة والمنظرين الجدد يقولوا بالمفتشي والنبي حيسجنوني!! بل وتصل درجة البجاحة لمثل هؤلاء من أنهم يخشون من المد الأصولي للسلطة.. وهذه هي النبرة الأمريكية ويبدو أن هناك من يظن ويعتقد بأن »مصر« أفغانستان جديدة ويلزم لها رئيس دولة يتم تنصيبه من الخارج علي غرار بائع السجق والهامبورجر »كارزاي«! مصر يا سادة لا يمكن أن تخنع أو تركع للسيد الأمريكي الذي بشر العالم بالفوضي الخلاقة وتشجيع المظاهرات البرتقالية لإزالة النظم السياسية القمعية التي لا تؤمن ولا تطبق الحرية والديمقراطية.. ويبدو أن دعاة الفكر الغربي يعتقدون أنه بالإمكان الضحك علي الشعب المصري من خلال الرؤي والأفكار التي قد تطالب بتوجيه الدعم المالي الأمريكي لمصر لكي تقوم كل أسرة مصرية بعمل أطباق »المهلبية« وتناسوا أن عقول الشعب المصري في منتهي الألمعية والمفهومية.. والأدهي والأمر أنه توجد من تسمي بالمنظمات الحقوقية التي تريد أن تنصب من نفسها وكأنها »الوصية« علي مصر وتدعي بالكذب والزور والبهتان بأن »الإخوان« المسلمين ارتدوا قناع الحزب الوطني وبأن التيارات الدينية هددت عرش الديمقراطية بل ويدعون بالباطل أن »الاستفتاء« الرائع شابته العديد من الانتهاكات والمخالفات!! فعلاً أين حمرة الخجل؟.. وصدق المثل الذي يقول: »إذا لم نجد في الورد عيب نقول عنه إنه أحمر الخدين«.. المطلوب الآن وفوراً أن ترحمنا هذه الجمعيات من تقاريرها التي شبعنا ومللنا منها ولو كانت هذه الجمعيات صادقة فيما تقول لما سمحت لنفسها بتلقي الدعم المالي من الخارج.. سواء من الأمريكان أو حتي الأوروبيين كمان! والذي يثير الحيرة والأسي أن كل من هب ودب من منظري الديمقراطية الجدد رفعوا يافطة »الديمقراطية« علي مسميات جمعياتهم فمنهم من يقوم بزرع الديمقراطية ومنهم من يقوم برعايتها وآخرون يحافظون عليها والبعض يجمعها وهناك من يفندها من خلال شقة بها عدد من أجهزة الرصد بالفيس بوك والكمبيوتر ومجموعة أو شلة من الموظفين أو بعض المحامين وهاتك كتابة للتقارير التي يتم إرسالها بالإيميلات والفاكسات إلي كل وسائل الإعلام والإعلان وهذا هو النضال مقابل استمرار الحصول علي الدعم بالأموال وهذا هو »الموال«!! ثم ألا يكفي هذا الاستفتاء وروعته أننا لم نجد أمام اللجان ضباط وعساكر الأمن المركزي وأن كل ناخب أدلي »بصوته« وبدون إكراه ولم يقم أحد بتسويد الأصوات وأن الانتخابات كانت من خلال بطاقة الرقم القومي ولم تتم الاستعانة بالجداول واشتراط التوقيع في دفاترها الانتخابية الموصومة بتواجد أسماء الأموات قبل الأحياء!! ومن الآن فصاعداً نتمني أن يكون الانتخاب لأي مواطن أو مواطنة بالغ لسن الرشد أن يدلي بصوته من خلال بطاقة الرقم القومي لأنها هي الأدق بل هي الأصح.. ودعونا من أكاذيب من كتب وردد بحدوث بعض الخروقات وضبط من حاولوا التصويت لأكثر من مرة وحدوث تجاوزات من قبل بعض القوي السياسية والدينية التي حاولت التأثير علي الناخبين وكفانا سماع تحليلات »اللت في العجين« وأن الانتخابات كان حالها زي »الطين« مع أن الاستفتاء الرائع كان دلالة علي صدق اليقين.. لأن من أدلوا بالأصوات رفضوا الوصاية ووشايات وتصورات وتحليلات المتفلسفين وممن رددوا رؤي »الخاسرين« ويعتزون اعتزازاً كبيراً بالأمريكيين!! أخيراً يكفي أن أقول إن الشعب مصدر السلطات وهو الذي منح المجلس الأعلي للقوات المسلحة شرعية اعتلاء منصب الحكم في البلاد.. وهذا الشعب لن يقبل الوصاية من أحد أياً كان ولو ادعي أي أحد بأنه المفكر أو ادعي أي تيار بأنه المتحكم لأن مصر عظيمة وتسير الآن بالخطوات السليمة وتأكيداً لشرعية دستورية تؤكد المصداقية وعلي الكذابين والأفاقين الابتعاد حرصاً علي مصلحة البلاد التي لا ترضي الآن بأي فساد أو إفساد ولو من خلال محلل سياسي نراه علي كل الشاشات ويتحدث بمنتهي الاستعباط!!