نعم.. ان ال 18.5 مليون مواطن مصري الذين أدلوا بأصواتهم في التعديلات الدستورية يوم السبت الماضي.. هم في الحقيقة قد رفعوا كفوفهم وهووا بها علي وجوه النظام السابق وبقية أراجوزاتهم الذين كانوا يتحركون بالريموت كوترول. هذه هي الأغلبية التي كانت صامتة والتي عزفت فيما مضي عن المشاركة في أية لعبة انتخابية، لعلمها التام ان التزوير فيها كان سيد الموقف.. ها هي تشارك في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية وتتسابق للادلاء بأصواتها منذ الصباح الباكر.. ورغم الزحام الشديد أمام لجان الانتخاب والذي عايشناه لأول مرة في حياتنا.. إلا ان هذه الطوابير الطويلة والتي امتدت لأكثر من ألف متر أمام معظم اللجان في مختلف ربوع مصر، لم تثن أي مواطن عن الادلاء بصوته، وحتي كبار السن منهم حرصوا علي المشاركة في الاستفتاء بسعادة غامرة.. وذلك لاحساس الجميع بأن مصر قد أصبحت بلدنا مرة أخري وقد عادت للمصريين بعد ان كانت مخطوفة لمدة 03 عاما.. وبأن الشعب أصبح لأول مرة هو صاحب الحق الحقيقي في تقرير مصير هذا البلد.. 18.5 مليون ناخب شاركوا في الاستفتاء ومعظمهم كانوا يشاركون لأول مرة في حياتهم.. جاءوا ليقولوا رأيهم بحرية دون ضغوط أو إملاءات من أحد أو توجيهات أمنية.. ودون وجود بلطجية.. جاءوا وأدلوا بأصواتهم حسب قناعاتهم الشخصية وحسب ما يعتقدون انه في مصلحة مصر.. لم يحركهم المال أو الأهواء أو المصالح الشخصية.. ما حدث يوم السبت الماضي في مصر كان بالفعل عرسا للديمقراطية، شاركتنا في الاحتفال به جميع وسائل الاعلام العالمية.. التي أشادت بهذا العرس وهي منبهرة بالتحول الديمقراطي الحقيقي الذي تشهده مصر علي أرض الواقع منذ حوالي 06 عاما. وليس المهم ما أسفرت عنه نتائج الاستفتاء فكل من »نعم« أو »لا« ستفتح ان شاء الله سكة جديدة لمصر لتخطو فيها نحو المستقبل المشرق بخطي ثابتة وعلي أرض صلبة.. انما المهم في رأيي ان يحترم كل واحد فينا اختيار الآخر.. وان تحترم الأقلية رأي الأغلبية حتي ولو تضاءل بينهما فرق الأصوات.. وان نعلم جميعا ان رأي الأغلبية قد أصبح هو الذي اختارته مصر.. وبالتالي صار لزاما علي الجميع ان يقاتل في سبيل تحقيق ما أرادته مصر. لقد أرادت مصر عهدا جديدا بلا فساد وبلا لصوص يستترون وراء واجهات »رجال الأعمال«.. وعلي ذكر رجال الأعمال.. أليس من المضحكات المبكيات ان نقرأ عن العروض المقدمة للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، من 6 من المتهمين منهم وذلك لسداد مبلغ 4 مليارات جنيه ورد 5 ملايين متر أراضي للدولة.. مقابل التوقف عن ملاحقتهم قضائيا.. يا سلام.. ايه الحداقة دي؟ طيب وفين حق المجتمع؟ حق الناس الليّ مصصتم دماءهم.. الناس الذين تركتموهم عرايا لا يجدون ما يسترون أنفسهم به، وجوعي يبحثون عما يسد رمقهم في صناديق القمامة.. الناس الذين احبطتموهم وكرهتموهم في المعيشة واللي عايشينها؟ لا.. انتم حتردوا الفلوس، وحتاخدوا حسابكم.. الاتنين في واحد.