الكثير لام محمد أبو تريكة لاعب الأهلي والمنتخب على قراره بعدم المشاركة في كأس السوبر، ووصل الأمر بالكثيرين إلى اتهامه بالنفاق، وبأنه "غاوي شهرة"، وغير ذلك من الانتقادات التي طالته من الجماهير والإعلاميين. ما إن أعلن اللاعب قراره بعدم المشاركة مع فريقه، حتى قامت الدنيا ولم تقعد، وانهالت الاتهامات عليه، بأنه استجاب ل "شوية عيال" بتوع الأولتراس، الذين ضغطوا عليه واضطروه لأن يأخذ مثل هذا القرار. استمعت للكثيرين على مدى يومين، يوجهون سهام نقدهم، صوب اللاعب "الخلوق"، فهذا يتهمه بالنفاق، وآخر يقول عليه "ما تفرقشيمعاه.. هو معاه 200 مليون .. وغيره من لاعبي الدرجات التانيةوالتالتة أصبحوا غير قادرين على الإنفاق على بيوتهم"، وثالث يقول "هي المبادئ ما بتتجزأشي.. طب ما هو لعب مع الأهلي والمنتخب في أفريقيا.. ولعب مع المنتخب الأوليمبي في الأولمبياد.. جت على السوبر يعني"، ورابع يقول "هو زعلان على الشهداء.. طب ما احنا قلوبنا تنفطر "دما" حزنا عليهم.. بس لازم الدنيا تمشي"، وخامس يتهم الأولتراس بأنهم "شوية عيال بلطجية" عاوزين يمشوا البلد على مزاجهم". دعونا نتفق على أن الجميع يشهد لأبوتريكة بالخلق، لكن عندما يتعارض هذا الخلق مع "المصلحة"، لابد وأن يقف عند حده، "هو أبو تريكة هيوقف لينا السبوبة اللي يتأكلنا عيش.. آسف "بقلاوة". جميع من انتقد أبو تريكة، لا يقل راتبه السنوي عن ثلاثة أو أربعة ملايين، بل إن منهم من يتقاضى ستة ملايين. ويظهرون أنهم قلوبهم تنفطر "دما" على موت الشهداء.. بالله عليكم من منهم ساعد ولو بجزء من راتبه أسر الشهداء مثلما فعل أبوتريكة؟ من منهم زار أسر الشهداء جميعهم "اللهم إلا بتقرير أو تقريرين لزومة تحبيش برامجهم"، من منهم لازال يتواصل مع هذه الأسر بما أن قلوبهم تنفطر "دما". ثم ماذا يكون موقف أحدهم لو أن أحد أبنائهم من ضمن الضحايا. ومنهم من يتهم اللاعب بالنفاق، لأنه لعب في إفريقيا ومع المنتخب الأوليمبي في لندن. ولأن الجميع لا يعلم فإن اللاعب وزملائه، كانوا اتفقوا مع مجموعة الأولتراس على اللعب في إفريقيا ومع المنتخب الأوليمبي، على اعتبار أن خلال هذه الفترة من شهر فبراير وقت حدوث المجزرة، سيكون حق هؤلاء الضحايا قد عاد عبر المحاكمات، وهل اعترض أحد من الأولتراس على عدم إقامة مباراة للأهلي مع فريق إفريقي في القاهرة؟ لكن وكما هي العادة، فإن العدالة في بلدنا بطيئة تسير بخطوات السلحفاة، ويقرر المسؤولون أن يعود النشاط دون تحقيق العدالة لأناس لا يبيتون ليلهم إلا والدموع في أعينهم، فلا وألف لا. أبوتريكة "الإنسان"، كما أراه أنا، يخشى على أن تزهق أرواح أخرى، سيضيع حقهم مثلما ضاع حق الآخرين، ولأن الإنسان في بلدنا حقه مهضوم ولا يفكر فيه أحد، يتعلل من ينتقد أبو تريكة بأن هناك آخرين "لاعبين يقصدون" لابد وأن يعيشوا. كيف يعيشون ومات من قبلهم دون أن يهتم بهم أحد ولا يعيد حقوقهم المهدورة. ثم يتهم هؤلاء الأولتراس بالبلطجة، الآن هم بلطجية ما داموا هيوقفوا "السبوبة". وفي أوقاف أخرى يصفهم هؤلاء الإعلاميين بأنهم "ولاد ناس"، "طلبة في طب وهندسة"، ما داموا لا يقتربون من "السبوبة. هؤلاء يتهمون أبوتريكة بأنه منافق. من المنافق إذن! ياسادة.. إن أبو تريكة نطق بكلمة حق في وسط الضلال.. فهذا هو الفرق بين الرجال والأقزام. بقلم: عبدالموجود سمير