مبارك فى غيبوبة ، مبارك يضرب عن تناول الأدوية ، مبارك يحتضر ويجب نقله على الفور الى مستشفى عسكرى ، مللنا أخباره خاصة أن تلك المقولات ترددت منذ فترة ليست بالقصيرة وحمل محاميه فريد الديب حينها المسئولية للمجلس العسكرى إذا ألم بمبارك مكروه أدى إلى وفاته ، حتى إن بعض القنوات الفضائية أعلنت موته إكلينيكيا ، وأنه جار التفاوض هل سيتم عمل جنازة عسكرية أم سيدفن كمواطن عادى ؟ والشعب الطيب أثناء تلك الفترة حاول أن يتناسى مااقترفت يداه فى حقه وقال كلمته ( لايجوز على الميت إلا الرحمة ) وليغفر الله له خطاياه فى حق هذا الوطن ، م يكتفى ونقل المخلوع إلى مستشفى المعادى العسكرى وتم أثناء تلك الفترة تجهيز مستشفى السجن بكل مايلزم لتتناسب مع أمراض الشيخوخة فالعمر جاوز الثمانين ، وعاد مجددا إلى سجن المزرعة بعدما امر النائب العام بذلك ، ليعاود مرة أخرى تمرده بكل الطرق ليعود أدراجه الى المستشفى العسكرى وهو محكوم بالمؤبد بعد ثبوت تورطه فى قتل المتظاهرين السلميين ، منذ عدة ايام تم إستضافة كبير الاطباء الشرعيين فى إحدى القنوات الفضائية وعندما سأل عن حالة مبارك الصحية أجاب حالته مستقرة لايعانى من أى مرض عضال يهدد حياته بالموت فى أى لحظة إنما يعانى من بعض أمراض الشيخوخة التى تصيب كل من فى مثل سنه وتلك امور عادية ، وكان السؤال التالى هل مبارك يتمارض ؟ وأستشف المشاهد الإجابة بالطبع وحده بفطنته نعم مبارك يتمارض تلك الشخصية العنيدة الصلبة التى لاترى أخطائها تقتنع أنها دوما على صواب ، كان يتباهى بصلفه وتشبثه بالرأى حتى على حساب المصلحة الوطنية ، مبارك لايدرك كم أساء للشعب وسجله الحافل بالمصائب والجرائم والإهمال ينضح بكل مانعانيه الآن ، حاول أيضا أن يصنع للتوريث صفحة سوداء عجلت بالإطاحة به لكنه مازال ينظر للشعب نظرة إستعلاء الشعب فى نظره عديم الوفاء قابل العطاء بالغدر والخيانة إذن تلك الشخصية الفاقدة للضمير والنخوة والشهامة لايهمها مايقال عنها فكيف ننسى مشاهد دخوله القفص ممددا على سريره الطبى ليستدر العطف ؟ وكيف بعد الحكم عليه لم يستيقظ هذا الضمير فيعتذر للشعب عما بدر منه فى حقه وهو كثير ؟ قال كبير الأطباء أن مبارك باستطاعته أن يقف على رجليه فلماذا هذا المشهد الذى زاد من حنقنا عليه وقارنا بينه وبين صدام حسين الذى رنا بخطوة الإقدام إلى حبل المشنقة واثقا رافضا أن تعصب عينيه وقدم رأسه ليتم القصاص على مرأى ومسمع من العالم كله ، والآن يعود الى سيرته الأولى ( الحقونى إما أموت فى طره أو أستقر هناك فى المستشفى العسكرى ) ( سوف أضرب عن الدواء والطعام )، وللحق فإنه لم يعد ينطلى على الشعب هذا الكذب المفضوع ، خاصة أنه يدعى دائما أنه سيفارق الحياة فى التو واللحظة لوجوده بسجن طره ، وحتى لو فارق الحياة ماذا عسانا نحن الشعب أن نفعل ؟ يامن أهلكتنا وأضعت ثلاثة عقود كانت كفيلة بإصلاح أحوالنا ؟ والآن تحاول أن تستميل الأطباء خاصة الطبيب الذى كان يتابعك بالمركز العالمى ليظل إلى جوارك بمستشفى السجن ، ترفض يامبارك أى عقاب أى تكفير عن الذنب ، حتى آخر لحظة كاذب ومخادع حتى فى المرض ، صدقنا لم تعد أخبارك تثير أى شفقة حتى من أبنائك الذين وقفوا معك فى لحظة معينة بعدما هالهم حجم السرقات وكيف ساهمت فى تضخم ثروتك وولداك ودفعتهم للنهب والسطو على أراضى من حق باقى أبناء الشعب الذى أسكنته المقابر والعشوائيات وسقيته من الماء الملوث أحاطته الجرذان والعناكب والحيات كم التهمت البراءة ، كم فقد الآباء فلذات الأكباد وهاهى العبارة السلام تقف شاهدا وأنت تصفق للفريق فى إستاد القاهرة وكأن المصاب ليس جللا ، وكانت أسماك القرش تلتهم الأجساد وأسر بأكملها إلى زوال ، كفى تمارض أتعبتنا حتى الرمق الأخير إضرب عن الأدوية إضرب عن أى شئ ...فات أوان التسامح والتعاطف لست إلا جسدا بلا قلب