رحل ميليس زيناوى رئيس الوزراء الإثيوبي اليوم الثلاثاء، وكان زيناوي أحد قادة الهجوم لدول القارة السمراء على القاهرة خلال السنوات الأخيرة، وتعتبر وفاة زيناوى بعد أيام قليلة من رحيل بطريرك إثيوبيا الأب باولوص ثاني صدمة قوية للأثيوبيين والأفارقة. ولد زيناوى في 9 مايو 1955، في بلدة "أدوا" بإقليم "تيجراى" شمال إثيوبيا لأب من البلدة نفسها وأم من قرية أدي كوالا في إريتريا.. أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة "الجنرال وينجت العليا" بأديس أبابا، ثم درس الطب في جامعة أديس أبابا التي كانت تُسمى آنذاك جامعة هيلا سيلاسي لمدة عامين، قبل أن يقطع دراسته في 1975 ليلتحق بجبهة تحرير شعب "التيغراى". وحصل ميليس على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة البريطانية المفتوحة عام 1995، وفي يوليو 2002، نال درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة هنام في كوريا الجنوبية، وماجستير العلوم في الاقتصاد من جامعة إيراسموس الهولندية عام 2004. شغل منصب رئيس اثيوبيا من 28 مايو 1991 إلى 22 أغسطس 1995، وحكم البلاد بقبضة من حديد، وقد وصل الى الحكم على رأس مجموعة مسلحة، تمكنت من إسقاط نظام الديكتاتور منغيستو هايلي مريام. تولى رئاسة الوزراء منذ 22 أغسطس 1995، وهو عضو بالجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي.
وفاز زيناوي بعدة دورات انتخابية منذ ذلك الحين، آخرها انتخابات 2010 التي حصل فيها على تأييد 99% من الناخبين، لكنه واجه انتقادات من معارضيه السياسيين بلجوئه إلى القمع لإحكام قبضته على السلطة. وكان زيناوي يترأس حملة الهجوم التى قادتها دول حوض النيل على مصر خلال السنوات الأخيرة؛ حيث عرف بولائه الشديد لأمريكا واسرائيل اللتين أمدتاه بالسلاح للعدوان على الدول المجاورة والخبراء الذين يقيمون له السدود ويسعون لتمويلها من الدول المختلفة. وعرف زيناوى بعدائه الشديد لمصر واتهمها بمحاولة زعزعة أمن واستقرار بلاده عبر تمويل جماعات متمردة مسلحة تسعى للاستيلاء على السلطة، واعتبر مصر العائق الأول أمام التطور الاقتصادى والسياسى في إثيوبيا. وكثيراً أكد زيناوى أن مصر لم تعد دولة مؤثرة مثلما كانت في الماضي، وأنها ستدفع ثمن تعاملها بعنصرية مع إثيوبيا. ووقعت اسرائيل إتفاقا استراتيجيا مع إثيوبيا عام 1996 يمنحها تسهيلات عسكرية واستخباراتية انطلاقا من الأراضى الأثيوبية ثم جاء اتفاقهما الإستراتيجى عام 1999 لتعميق هذا التعاون ودعمه لتتوالى الاتفاقيات العسكرية والاستخباراتية التى جعلت من زيناوى وبلاده رهينة للأوامر الإسرائيلية التى باتت تتحكم بالقرار الأثيوبى ليصبح عدائيا بشكل كبير ومتصاعد ضد مصر وبات يهدد بقوة أمنها المائي. وفي عام2010 بعنتيبى فى أوغندا، نجحت أثيوبيا في إقناع 3 من دول المنبع وهم "أوغندا، وتنزانيا، ورواندا" بتوقيع اتفاقية إطارية جديدة لتقاسم المنافع من مياه النهر، ثم انضمت إليهما كينيا، وكذلك بوروندى فى أواخر فبراير 2011 ليمثل ذلك منعطفا خطيرا يهدد أمن مصر المائي بشكل كبير. وقامت اسرائيل ببناء عدد من السدود في أثيوبيا بدعم من مكتب الاستصلاح الأمريكى وبمعونة فنية ودعم اسرائيل المسيطرة على مشاريع الرى والزراعة بأثيوبيا منها مشروع سد "فنشا" الذى أقيم على أحد روافد النيل الأزرق والذى يمد النيل بحوالى 75% من المياه لحجز نصف مليار متر مكعب سنويا. وحذر العديد من الخبراء من أن اكتمال بناء سدود إثيوبيا سيؤثر علي حصة مصر في مياه النيل بمقدار 7 مليارات متر مكعب سنويًا. وكان زيناوي كذلك يد أمريكا في أفريقيا، حيث دخل الجيش الإثيوبي نهاية 2006 الأراضي الصومالية لدعم الحكومة الانتقالية والاطاحة بالحكم الذي أقامه الاسلاميون في العاصمة مقديشيو بدعوي محاربة الإرهاب قبل ان ينسحب مطلع 2009. وكانت وسائل الاعلام الرسمية في إثيوبيا أعلنت اليوم الثلاثاء وفاة رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي عن عمر ناهز 57 عاما، وتقلد نائبه هيلا ماريام ديسالجن منصب رئيس الوزراء بالإنابة.