سنوات عمرى «اتسرقت» منى.. لم أشعر طوال حياتى بالهزيمة إلا فى هذه الأيام.. عشت حياتى أعمل بلا توقف فى الحقول والزرايب، ولم أرفض أى عمل عرض على طوال حياتى.. عملت أجيرًا فى المزارع والحقول منذ أن كانت الأجرة ثلاثة جنيهات فى اليوم.. أنجبت ستة أبناء فى رحلتى الصعبة أربع بنات وولدين ولم أشعر يوماً أننى عالة على أحد وكنت أجاهد نفسى حتى لا ينظر إلىّ أحد نظرة شفقة، وكعادة أى شىء فى الحياة يتبدل ويتغير، فقد وهنت صحتى، وانحنى ظهرى، وضعف بصرى، وأصبحت لا أقوى على العمل، فأشار إلىّ البعض أن أتوجه إلى وحدة الشئون الاجتماعية بمزغونة لمنحى معاشًا ضمانيًا، وبعد عرض الأمر عليهم طلبوا منى كشفًا طبيًا بعيادة الهرم الشاملة، ووافقت اللجنة على استحقاقى للمعاش طبقاً لنسبة العجز التى أعانى منها، وتم صرف معاش ضمان «320» جنيهًا شهرياً منذ عامين، ولكن دائمًا ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وتم قطع معاشى بدون أية أسباب، وعندما توجهت إلى مكتب الشئون الاجتماعية بمزغنة طلبوا منى تقديم عدة تظلمات، وبعدها تم عرضى على القومسيون الطبى منذ عام تقريبًا، وفوجئت بأن الإدارة تخبرنى بعد أحقيتى للمعاش وطلبوا منى الانتظار حتى بلوغ السن «65» عامًا، والآن أصبحت على مشارف العام الخامس والستين، ولم يرسل لى أحد، ولا أعرف ماذا أفعل، ولا أين أذهب، وهل أستحق هذا المعاش أيضاً أم لاظ.. فهل هذا الأمر يرضى الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى؟ وهل يرضيها أن أفنى حياتى فى خدمة الزراعة وأعمل مزارعاً لدى الغير وعندما أفقد صحتى لا أجد من يعولنى، أو يوفر لى حتى نفقات العلاج؟.. رسالة بدموع المواطن «ديب على عبدالقادر» المقيم بعزبة مزغونة بالبدرشين نتمنى أن تلقى رعاية الوزيرة الإنسانة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى وترحم شيخوخته وحاجته إلى معاش يستره فى الأيام الأخيرة من حياته. طارق يوسف