القى الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله اليوم الاثنين بصحيفة الاندبندنت الضوء على الاقليات في سوريا وسط الاشتباكات الدائرة بين الجيش السوري الحر وجيش الأسد النظامي ومحاولات إبادة الشيعة للسنة . وقال فيسك في مقاله بعنوان "بالنسبة للأقليات في سوريا، حتى الحياد ليس خيارا آمنا" انه يوجد في سوريا نحو نصف مليون فلسطيني كما يوجد بها نحو 1.5 مليون مسيحي سوري، يتركز معظمهم في حلب يجلسون الان على حافة البركان في سوريا . واشار الى ان الفئتين لا تريدان التعاون مع نظام الاسد، ولكن البقاء على الحياد يعني البقاء بلا اصدقاء على الاطلاق، والقي الضوء على موقف مماثل للفلسطينيين في لبنان اثناء الحرب الاهلية قائلا:"لقد انحازوا لأحد اطراف الصراع، وكانت النتيجة تعرضهم للقتل الجماعي والسجن والكراهية، وعندما اجتاح صدام الكويت 1990، تم اجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين الى الاردن". و يرى فيسك أن الحياد في سوريا هو الخلاص الوحيد للفلسطينيين من الحرب الاهلية التي تكاد ان تبتلعهم. مضيفا:" إن الجيش السوري الحر يزور مخيمات الفلسطينيين بسوريا لحثهم على القتال في صفوفهم. كما أن مخيماتهم تتعرض لتفقد شبه مستمر من المخابرات السورية التي تحثهم للقتال إلى جانب الأسد". وأشار فيسك الى انه منذ شهرين اغتيل 17 من عناصر الجيش التحرير الفلسطيني المدربين في سوريا، ومنذ اسبوع قتل 17 آخرين. ونقلت الصحيفة عن قيادي بالجبهة الديمقراطية الفلسطينية بالمخيمات قوله:"البعض يرى ان الجيش السوري قتلهم لتحذيرهم من الانضمام للمقاومة السورية او معاداة السد ، ويدعى آخرون" متابعا:" أن بعض الفلسطينيين في مخيمات سوريا هم أنفسهم رجال المخابرات التابعة للحكومة السورية ". ولفت الى ان معظم الفلسطينيين في سوريا هم من المسلمين السنة - مثل غالبية السكان في سورية وأكثر من المقاومة. ويضيف أنه بالنسبة للمسيحيين السوريين، فإنه لا توجد سوى اعداد قليلة منهم في صفوف المعارضة المسلحة، وهم لحد كبير يفضلون الاستقرار الذي شهدته حقبة الاسد عن المجهول الذي سيأتي بعدها ، مشيرا الى انه يوجد نحو 47 كنيسة وكاتدرائية في منطقة حلب بمفردها، وإن المسيحيين يعتقدون أن من بين المعارضة المسلحة سلفيين متشددين، وهم محقون في ذلك. وتابع :"إنه في بداية شهر رمضان القى كبير الأساقفة المارونيين في دمشق كلمة في التلفزيون السوري استهلها بشكر الدولة السورية ومسئوليها للسماح له بالتحدث. وفي ختام كلمته سأل كبير الأساقفة الله أن يبارك "المدنيين والمسئولين والجنود".