عندما يستشعر كهنة آمون ان الأسرة الحاكمة تتهاوي وليس لها وريث تقوم باستطلاع فلكي للنجوم تلتقي عنده لمركز وحيد يشير إلي مكان ما ولتكن قرية فيذهبون إلي هذا الموقع ليتعرفوا علي أحدث مولود فيأخذونه ومعه أمه ويقوم الكهنة بتربية هذا الطفل ليكون فرعونا جديد للأسرة التالية، ومغزي القصة سواء كانت حقيقية أو رمزية تجمع بين رؤية السماء وقبولها ان يعد هذا الطفل الإعداد اللازم ليكون لعرشه قدسية، تذكرت هذه القصة وأنا أتابع.. تاريخ حكام مصر، ولنبدأ بمحمد نجيب ثم جمال عبدالناصر يليه أنور السادات وطلعت حرب باشا لننتهي إلي مبارك وجمال ابنه نجد ان أجدادهم مواطنون بسطاء جاهدوا ليصل أحفادهم إلي مراكز الحكم ومراتب الشرف، وكمثال عبدالناصر الذي قام بتحريك شرائح المجتمع ليخلق طبقة أورجوازية لم يكن لها وجود من قبل والتاريخ مملوء بمحاولات الملوك في توريث أولادهم الملك من بعدهم، إن الحاكم لا يأتي وريثا ضعيفا لأسرة تنهار أو بظروف حتمت هذا الموقف لنصل إلي د. مرسي رئيسا للبلاد وهو إنسان كريم لا ثقافة له بحكم مصر أم الدنيا وأعظم حضارة، ولن أخوض في سيرة وأعداد حكام مصر من ثورة 19 وانقلاب عسكري 23 يوليو ثم ثورة الشباب 25 يناير وينتهز هذه الفرصة عندما نجحت الثورة أن يستدلوا علي الحكم بخفة اليد لتصبح مصر حقل تجارب مثل «البني بيج» وماذا أري هكسوس آخر الزمان لا طعم لهم ومطمع إلا المال والنفوذ وإرغام الآخرين بتبني أسلوب خاص في الحياة ضاربين عرض الحائط بالحرية الشخصية وقوانين حقوق الإنسان، لقد جاءوا في زمن ضعفت فيه مصر فتركت مصيرها في أيدي من أهانوها وقالوا عنها ان الشارع المصري أهبل وفي مجال آخر «طز في مصر» وهي تترنح جريحة بين غازين من الفرس والرومان والفرنسية والإنجليزية وتركيا والمماليك العبيد البيض لنصل إلي محمد علي الذي وضع مصر علي موقع خافت منه أوربا فتكالبوا عليه ليحدوا من نشاطه، هذا الرجل بني أسطولا مصريا هدد به أوروبا وتركيا ولا يتكلم العربية. وجاء وذهب فراعين لا قيمة لهم فكانوا لصوصا يغترفون من ثرواتها، إن مغزي هذا المقال هو ان الكل قد ذهبوا وبقيت مصر فقد كانت وعلي مدي التاريخ أكبر من قدرات من حكموها، واليوم تمر مصر بذات المصير وسوف تصبر مصر علي بلوتها.. ومهزلتها، سوف يحكم مصر مصري لا ينتمي إلي فئة أو جماعة، لقد أراد ثوار 25 يناير ان ينيروا مصر فخرج من القمقم مارد كان محبوسا، ليخيم الظلام علي البلاد وأخشي ان يعيث هذا المارد فسادا مثله مثل من كان قبله، سوف تلتقي نجوم السماء لتشير إلي فرعون جديد جدير بحكم مصر العادل الشمخ الذي يعطي ولا يسلب إنه قادم لا محالة. إن المصري قلوق وقد أدي ذلك إلي التجهم والعصبية والكآبة التي نعيشها اليوم، صبرا أخوتي إن الله يمهل ولا يهمل. -- عضو الهيئة العليا