هبت رياح التغيير مع انتفاضة التعمير تحمل الخير الوفير لأمة عانت وذلت من الركود طيلة سنين، آلت لنا المشاركة وأوجب علينا المخالطة لتصحيح المسار بوضع أساس الجدار لنكون له عونا، فأخذنا التحدى جديًا كان أم وديًا علمنا مسارنا ووضعنا قدرنا لتشرق الشمس ويحطم الأمس أصبحت لنا الرقابة وبنا أبيدت العصابة ، لأنهم أكلوا الحرام وتعاظموا عن السلام وفشى فيهم العقوق والعصيان فحق عليهم الذلة والهوان، وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون بأعظم داهية وتصبح ديارهم منهم خالية، فادتنا العبرة بالنظرة لبكرة بتحقيق الفكرة تنهض بلدنا، تابعنا الأمل بجد العمل صادفنا إعلانا يطالب شبانا حرصنا عليه تطبيقا وإيمانا، طلبوا خمسين قيمة اختبارات دفعنا لهم ثمن ملفات، ذهبنا وجئنا بخيبة رجاء اختبارات كانت تلقين غباء لا تغنى ولا تشفى من داء إنشاء جدول كان وسماع كلمات، قلنا التخصص موضع أمجاد اسألنى عنه أتيك الجواب، قالوا هناك رئيس آحاد بلا تدرج ولا خطوات تقدم بطلب يأتيك الآفاد راسلته خطاب حجاج فيه المبرر منه النداء رد على بشرطة قلم بلا القبول ولا العدم، سئلت منه وما العمل أريد حلا أريد أملا، أرشدنى فورا لمكتب مجاور بتأشيرة على طلبى المغاور، فلما رأيته زميلا كريما فى وجهه شظايا محارب قديم أجللته بصدق فى صمت قليل وقابلته بود وحب كبير، قال لى تبع من يا ترى؟: قلت له حالى ترى، قال عفوا ألديك قريب؟، قلت كتاب بالخير المبين أنه بسم الله الرحمن الرحيم: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، وإن أحسنتم فلها أن الله لا يضيع أجر المحسنين، فأوجس وجهه استخفافا وقفل الباب اجحافا وقال أسبوع بعيد أليس الصبح بقريب، خرجت محبطا مصدوما فى خاطرى كم الهموم كيف لنا نعيش الحياة بلا خير ولا قبول؟، إذا بشاب كريم أصيل يصافحنى يدا معه الدليل يقول مالك أراك حزينا لما اليأس معك اليقين دمتم سعاة لا مستحيل وإن ضاقت عليكم هناك الكثير أحسنت قولا وفعل نبيل وأننى لك من الناصحين، جاءنى شعور جميل عظيم وأننى لا زالت فى موكب سليم فيه الاشادة منه العديم، قلت أراك من العاملين فيك الوفاء منك الجميل وأننى لك مبشر نذير: إن اليوم زال أنت الكبير، وها أنا صديق أمين اطلب تمنى أوفيك الجميل، فاندهش منى وسكت قليل تبوح عيناه كلام كثير تقول: يا هذا أراك عليل وأننى لدائك مخفف مزيل أتقضى حاجتى وأنت القليل أراك رجلا فى زمن عقيم، وجاء اليوم الموعود فى طريق الرد دخلت الصرح المحوط يملؤه أمن وعيون وأنا بالمصعد فإذا مواطن مكبوت يشكوا حاله بجنون يقال له نريد تربية العيال فأجاب ألم يتقاض من المال أكثر من ألفين، تجولت بحثا وشرفت جهدا أجاوب سؤالى بصبر يفيد فرأيت بابا أمامى قريب قلت السلام ما من مجيب، وجدت أنثى يشغلها حبيب تحدثه تلفونا فى وادى بعيد أحرجت قولا وقلت أنتظر وطرقت فعلا كى تنفصل تقولى ما لى لك أقتصر لا قول ولا فعل لى ينتظر اذهب إلى مكتب زميل فيه القضاء إليه المجيب، وجدت طلبى أدركت أمرى فقال لى: اجلس تفضل أراك كاتبا أراك مبدعا مالك ومال الوظيفة تريد؟ لك قدرات منها تفيد شكرته وقلت علينا العمل فمنه تقام نهضة أمم، قالت تفضل كتاب اللوائح فيه الرد يشفى الجوارح اقرأ أمامى تلك البنود منها تكن أوفيت الشروط، رأيت الاجابة بين السطور تقول: شاغل العمل المطلوب الأدنى تخرج والأعلى قبول، قلت لما تعثر أمور عسى من مقابلة نكن عاملون دمنا لها فإنا ناجحون ومن لا يعانى غيرها شاغلون، قال كثير لها واردون كيف الخلاص أين الحلول؟، قلت لكم المصانع فيكم رجاء وأن خاطبوكم منكم سناء يحول أمر تلك الجموع لوظائف لهم تفتح بيوت منها تكن صفحة بياض فى سطرها اجابة نداء، تكلم كثير وسكت القليل تلوح عيناه اتجاه اليمين، يقول حقا كلامك حكيم ولكن ما لنا فاعلين نحن شتات هم حائرون حالنا أصبح ذليل نبغى الوفاق مع الجميع منا إرادة فيهم أمين، فمشيت منه عاقل فيهم وقبلت رجل مدرك عليم ينادى: حال البلاد موضع مريب نريد دستور حقا يفيد يلم الشمل يكن الرقيب منه مفعل علينا عتيد يجمع أمور فى هدف فريد يعطى الإدارة لشخص يجيب، الناس سفينة بلا ربان تميل غارقا ولا عنوان، سمعت هاتف ألا هى قريب يقول: عبدى لا تضعف الحق معك لك شديد وإن كسروك أنت الأفضل فى خاطرك دوما تذكر «من العظماء رعاة غنم قادوا يوما جموع الأمم». بقلم: فؤاد إسماعيل