وزيرة التضامن تعلن عن أول جامعة حكومية تضع مشايات بذوي الإعاقة البصرية    سعر الجنيه الذهب اليوم يرتفع 80 جنيها ليسجل 25200 جنيه فى مصر    اعتذار وتعزية وتحذير.. أول بيان ل "غرفة السياحة" بشأن أزمة تأشيرات حج الزيارة    وزارة المالية تستعد لإطلاق منظومة إلكترونية للمقاصة بين مستحقات المستثمرين ومديونياتهم    نتنياهو: نسبة الضحايا المدنيين في غزة هي الأدنى في حرب المدن الحديثة    يورو 2024 - هيولماند: لم أتوقع تسجيل مثل هذا الهدف في إنجلترا    تقرير: هل ينتقل رابيو إلى ريال مدريد؟    اتحاد المصريين بالسعودية: دفن أغلب جثامين الحجاج المصريين في مكة    جهود أمنية مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بترعة بقنا    إجراءات تعويض صاحب العقار الأثري وفقًا للقانون    بعد الإطاحة به من المنافسة.. خيبة أمل تصيب صناع الفن بعد تذيل أهل الكهف الإيرادات    أصالة توجه رسالة ل تركي آل الشيخ بعد إعلانه استضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية    إعلام فلسطينى: 21 شهيدا جراء الاستهداف المتواصل لمناطق متفرقة فى غزة فجر اليوم    بعد تسريبات حسام حبيب الأخيرة.. شقيق شيرين عبد الوهاب يعلن لجوئه للقضاء    «القابضة للمياه» تعلن قبول دفعة جديدة بمدارسها الثانوية الفنية (موعد وشروط التقديم)    الاحتلال: نهاية الحرب بعد عملية رفح الفلسطينية.. وخفض قوات محور صلاح الدين    أحمد مات دفاعا عن ماله.. لص يقتل شابا رميًا بالرصاص في قنا    بعد رحيل عروس المنيا.. مفتش صحة: هبوط الدورة الدموية عرَض وليس مرضًا    سيول تستدعي سفير روسيا بعد توقيع بوتين اتفاقًا دفاعيًا مع كوريا الشمالية    قطر: وقف إطلاق النار الفوري هو السبيل الوحيد للحد من التصعيد    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة    صرف 90% من مقررات سلع التموين عن شهر يونيو.. والمنافذ تعمل الجمعة حتى 9 مساءً    "صدمة للجميع".. شوبير يكشف قرارا مفاجئا من الزمالك ضد محمد عواد    مدير آثار الكرنك: عقيدة المصري القديم تشير إلى وجود 3 أشكال رئيسية للشمس    أزهري يوضح أضلاع السعادة في الإسلام    وزارة الصحة تفحص 454 ألف مولودا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    استشاري نفسي يقدم روشتة للتخلص من اكتئاب الإجازة    فتح باب القبول ببرامج الدبلوم المهني لجودة الرعاية الصحية بتمريض القناة    أمين الفتوى محذرا من ظلم المرأة في المواريث: إثم كبير    في ذكري ميلاد عبد الحليم حافظ.. ناقد فني يوضح أبرز المحطات بحياة العندليب    رغم تذيله الإيرادات.. المخرج عمرو عرفة: فخور بإخراج فيلم أهل الكهف    محافظ أسيوط: تنفيذ 9 حالات إزالة لتعديات على الأراضى الزراعية ومخالفات المباني ببعض المراكز والأحياء    ميسي بعد اجتياز عقبة كندا في كوبا أمريكا: الخطوة الأولى    طريقة عمل ميني بيتزا، سهلة ومناسبة لإفطار خفيف    الحرارة تصل ل47 درجة.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    وزير الإسكان: جار إنشاء الطريق الإقليمى الشرقى حول مدينة أسوان وتوسعة وتطوير كورنيش النيل الجديد    «أنا سلطان زماني».. رد ناري من شوبير على عدم انضمامه لقناة «mbc مصر»    الصحة تنصح هؤلاء بإجراء تحاليل البول والدم كل 3 شهور    عاجل - انهيار جديد لجيش الاحتلال في غزة.. ماذا يحدث الآن؟    أسعار البيض اليوم 21 يونيو 2024    سلوفاكيا تطمع في استغلال محنة أوكرانيا بيورو 2024    إسقاط التهم عن طلاب بجامعة كولومبيا اعتقلوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين    نماذج استرشادية لامتحان اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    سول تستدعى سفير روسيا للاحتجاج على معاهدة بيونج يانج وموسكو    عاجل - "قطار بسرعة الصاروخ".. مواعيد وأسعار قطارات تالجو اليوم    توجيه سعودي عاجل بشأن رصد 40 حالة تسمم في جازان (تفاصيل)    حلمي طولان يناشد الخطيب بطلب شخصي بخصوص مصطفى يونس.. تعرف على السبب    اليوم.. الأوقاف تفتتح 5 مساجد في المحافظات    موقف الأهلي من المشاركة في بطولة كأس الأفروآسيوية    ووكر: يجب أن نرفع القبعة للهدف الذي استقبله شباك منتخبنا إنجلترا    القس دوماديوس.. قصة كاهن أغضب الكنيسة ومنعه البابا من الظهور بالإعلام    تجار البشر.. ضحايا فريضة الحج أنموذجًا    أسامة قابيل يكشف حقيقة وجود أعمال سحرية على عرفات    البطريرك يلتقي عميد كلية اللاهوت بالجامعة الكاثوليكية في ليون    الحبس وغرامة مليون جنيه عقوبة الغش والتدليس للحصول على بطاقة ائتمان    القس دوماديوس يرد على الكنيسة القبطية: "ذهابى للدير وسام على صدرى"    تامر أمين عن وفاة الطفل «يحيى» بعد نشر صورته في الحج: «ربنا يكفينا شر العين» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد غنيم : خلط الدين بالسياسة.. أمر خطير
رائد زراعة الكلى فى حوار مع «الوفد»:
نشر في الوفد يوم 10 - 07 - 2019

أول عملية زراعة كلى قمت بها كانت مستحيلة بكل المعايير الطبية
الاهتمام بالتدريب والتعليم سبب رئيس فى تقدم الغرب ونجاحه
لابد من زيادة نسبة الإنفاق على البحث العلمى
يحزننى وضع قصور الثقافة بالمنصورة فهى متدنية جدًا وأرجو الاهتمام بها
هو أحد الأسماء الكبيرة التى لها دور فى تنوير المجتمع، فهو يُعلم ويعالج ويربى، ضحى بأمور كثيرة على المستوى الشخصى والإنسانى، لتعليم الأجيال وتخفيف الآلام عن المرضى، ويُعد من أهم وأبرز العلماء المصريين فى مصر والشرق الأوسط فى مجال زراعة الكلى، إنه الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى مصر والعالم العربى وعضو المجلس الاستشارى العلمى لرئيس الجمهورية.
الدكتور «غنيم» نجح فى تحويل مركز زراعة الكلى بالمنصورة إلى مركز عالمى يفتخر به كل مصرى لما نراه فيه من الوجاهة والحداثة والتطوير المستمر، وجعل منه مشروعا قوميا لعلاج المصريين والعرب، فهو طبيب صاحب فكر مختلف وقدرة على الإدارة بطريقة مختلفة، والعمل بنظام مختلف، أدار مركز المنصورة بطريقة الإدارة الذكية التى تعتمد على الكفاءة والعلم والجودة.
فى هذا الحوار مع «الوفد» نتعرف على تجربة الدكتور غنيم الشخصية والعلمية.
فى البداية نريد أن نتعرف على بدايتك منذ الثانوية العامة؟
- كان مجموعى فى الثانوية العامة 79.5% وهو مجموع كبير فى ذلك الوقت، والأرقام الحالية فى الثانوية العامة مثيرة للدهشة، وهى أرقام غير طبيعية وتدل على أن هناك خللا ما فى التقييم أو التعليم.
بعد التخرج كانت هناك قصة غيرت مسار حياتك.. ما هى؟
- أنا تخرجت فى كلية قصر العينى، وكنت طبيب امتياز فى مستشفى قصر العينى، ثم طبيبا مقيما فيها أيضاً فى قسم المسالك البولية، وحدثت مشكلة مع بعض أعضاء هيئة التمريض، وتم تحويلى للتحقيق وخصموا لى ثلاثة أيام، وكنت أنا صاحب الترتيب الثانى فى الدفعة، وكانت هذه المشكلة سبب عدم تعيينى فى جامعة القاهرة، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وتحول مسار حياتى، وبعد عدم تعيينى عملت بمستشفى بنها العام قرابة العامين، اكتسبت فيها الثقة وتعلمت العمل بمفردى، وكان مدير المستشفى رحمة الله عليه الدكتور محمد السعيد، وضع ثقته فىّ مما جعلنى أقوم بأشياء كثيرة، وانتقلت من مستوى إلى مستوى آخر، حتى جاء الإعلان عن حاجة جامعة المنصورة لمعيدين وكانت فاتحة خير كبيرة جدًا علىّ.
ما قصة أول عملية زراعة كلى؟
- استقريت فى المنصورة عام 1975م، وفى نوفمبر عام 1976م أجريت أنا وعدد من الأطباء المجهولين عملية زراعة كلى لطفلة مريضة، وهى من الناحية العملية تُعد فى ذلك الوقت مغامرة كبيرة جدًا، لكن بفضل الله عز وجل نجحت العملية، وبعد شهر تقريبًا تم الإعلان عنها، عن طريق الدكتور الراحل عبدالمنعم الشرقاوى، عميد الجامعة، حيث كتب فى بيان أنه أُجريت بنجاح فى جامعة المنصورة عملية زراعة كلى، وكان ذلك بشكل لطيف جدًا، كما أنه كان غير الشكل المتعارف عليه إعلاميًا مما أعطاه مصداقية أكثر، بالرغم من أنه كان بيانًا مقتضبًا، وهذه كانت قصة العملية الأولى، والآن أجرينا فى مركز المنصورة ما يزيد عن الثلاثة آلاف عملية، وهو شىء نحمد الله عليه ونطلب من زملائنا الاستمرار والمثابرة فى هذا الاتجاه والاتجاهات الطبية والعلمية الأخرى.
سنوات عملك خارج مصر ماذا تمثل لك؟
- عملت عامين فى إنجلترا، وعاماً فى الولايات المتحدة، وعاماً فى كندا، عندما ذهبت إلى إنجلترا للمرة الأولى أُصبت بدهشة عظيمة، سواء على الصعيد الطبى أو على مستوى الحياة الاجتماعية أو السياسية، فعند خروجى من مصر فى حقبة الستينيات والنكسة كانت كل معلوماتنا نستقيها من صحيفة «الأهرام»، ولم نكن نعرف أى شىء آخر، فرأيت أمورًا غريبة علىّ كالانفتاح الكامل، والقدرة على النقد، والقدرة على الحوار، والحوار المفتوح، وكذلك الانتخابات، والجدل السياسى، والحرية الكاملة، أما على المستوى الطبى فوجئت أن العديد من الممارسات التى كنا نقوم بها فى قصر العينى ممارسات غير سليمة، وكانت هناك أمور طبية لا نعرفها، كما عرفت أن للتمريض دورا مهما جدًا وجانبا إنسانيا عظيما، والحقن هناك يتم استعمالها مرة واحدة فقط، بينما كنا نقوم بغليها، كانت تلك سنوات انطباعى عن إنجلترا ووجدت هناك سيمفونيات ومتاحف وأنشطة كثيرة جدًا تغذى الإنسان، عقلياً وعلميًا.
الطفرة الكبيرة فى التعليم كانت فى الولايات المتحدة، لأن التعليم فيها كان مُنظما جدًا، لدرجة أنه يمكنك كتابة تقرير فى الأستاذ، كما يقوم هو، وهناك اهتمام كبير بقضية التدريب والتعليم، ويدفعك دفعًا نحو التعلم الحديث والنقاش العلمى، وكانت هذه فترة غنية جدًا، وفى كندا اشتغلت بالمعامل فى الأبحاث الأساسية، وكانت تجربة قاسية كونى لا أحب الطقس البارد، ولم أنخرط فى المجتمع الكندى حيث كان أغلب وقتى فى المعامل، ولم تكن هناك الفرصة فى تعلم اللغة الفرنسية، بالرغم من العرض الذى قُدم لى بتعلم اللغة الفرنسية مجانًا، ولكن لم يكن هناك وقت، وهذه هى ملخص جولاتى الخارجية.
ما روشتة النجاح التى تضعها لأى مؤسسة طبية فى مصر؟
- فى البداية يجب أن تعلم أن المركز جزء من الجامعة، والجامعة تعمل تحت مظلة قانون الجامعات، وحاولنا عمل لائحة لتنظيم العمل داخل المركز، ولكن اللائحة أضعف من القانون، والقانون فاسد ومفسد، وأنا أطالب بتغييره، وإعادة هيكلة الجامعات الحكومية، ولم تمتد يد حتى الآن للإصلاح الهيكلى للجامعات الحكومية، وهذا الموضوع مطروح، وهناك إحساس أن الجامعات الحكومية يمكن أن تهمش وتستبدل بجامعات أخرى، مثل الجامعات الخاصة كالحقوق الفرنسية والتجارة الإنجليزية، وهى أصبحت ظاهرة فى الجامعات، وتحول الأمر إلى أن جامعة القاهرة تنخرط فى مثل هذا الأمر، فجامعة القاهرة الدولية التى يتم إنشاؤها حاليًا تمثل خصخصة للجامعات، لأن الحكومات تسمح بهذه الجامعات، والجامعة الأهلية هى التى تُنشأ بأموال المواطنين وتكون مجانية.
ومنذ فترة وجيزة كان هناك تقييم للجامعات فى العالم، وكانت على مستوى ألف جامعة، حيث كان ترتيب الجامعة الأولى على مستوى مصر هى جامعة القاهرة وترتيبها 480 عالميًا، والمركز الثانى على مستوى مصر كان عين شمس، ثم جامعة المنصورة فى الترتيب الثالث، والترتيب الرابع كان من نصيب جامعة الإسكندرية، وهذا دليل أن الجامعات الخاصة خارج التصنيف العالمى، وأنا أعتبر أن جامعة المنصورة أفضل من جامعات عالمية، فجامعة المنصورة فى الترتيب الأول فى العلوم الطبية على مستوى جامعات مصر، حسب نفس التقييم.
هل يمكن القول بأن الفقير له الأولوية قبل الغنى؟
- لا.. فمن يأتى الأول له الأولوية، دون النظر للحالة المادية، فليست لدينا غرف خاصة للأثرياء، ولا يوجد لهم أسرّة خاصة ولا مرافقون، كلهم يعاملون معاملة واحدة، وهذه الفكرة الأساسية فى الطب ليس بها تمييز طبقى، فنحن نتعامل
مع المريض وفقًا لحالته الصحية وهذا هو المعيار الأساسى فى الخدمة الطبية.
كيف يتم تمويل عمليات غير القادرين فى المركز؟
- وكأنك تقول إن القادرين يقومون بدفع تكاليف عملياتهم، وأحب أن أوضح لك أن الفحوصات والكشف والتشخيص مجانًا ولا يدفع المريض سوى جنيه مصرى واحد عند الكشف فى العيادة الخارجية أول مرة، والحكومة توفر لنا 60% من الاحتياجات، و40% من التبرعات المباشرة، دون أى إعلانات، وفى تقديرنا أن أى مؤسسة حكومية تقوم بإعلان يكون بمثابة «تسول»، ولتقديم خدمة طبية جيدة لا يوجد مفهوم للوسط، كل شىء منضبط، سواء على الصعيد الطبى أو الخدمى، والمركز ينفق كل يوم قرابة 400 ألف جنيه، فغالبية الأجهزة والأدوية الفعالة يتم استيرادها من الخارج، وهذا المبلغ بعيد عن المرتبات والكهرباء والطعام، والدولار يعنى 30 جنيهاً وذلك بسبب الشحن وربحية الوكيل والقيمة المضافة، فالحقنة الجراحية تتكلف 100 جنيه، والأدوية يتم استيراد المواد الخام الرئيسية للمادة الفعالة، فكليات الصيدلة فى مصر تخرج دكاترة للوقوف فى الصيدليات، وليس لدينا خبراء فى إنتاج الأدوية، على عكس دول أخرى تعمل على صناعة واكتشاف الدواء، وأى اكتشاف يكون معروفا باسم اقتصاد المعرفة، لكى يكون لدينا هذا الاقتصاد يجب أن تنفق على التعليم وعلى العلم بسخاء.
كيف يمكن النهوض بالمستشفيات الحكومية لتكون كمثيلاتها بالخارج؟
- هى قضية أولويات، هل تريد التعليم أم البحث العلمى؟، هى حلقات ولكنها تمثل منظومة واحدة، فلتقديم تعليم جيد تحتاج لمقابل، وهذه هى المسألة من يسدد نفقات التعليم هل هى الحكومة أم القطاع الخاص؟، وهذه مهمة الحكومة، ونحن لا ننفق الكثير على البحث العلمى، و«دولة الجوار الشرقية» تنفق 4.7 من إجمالى الناتج القومى على البحث العلمى، بينما تنفق مصر أقل من 0٫01 من إجمالى الناتج القومى، مما يعنى أن نصيب الفرد فى التعليم بإسرائيل أعلى من نصيب الفرد فى أمريكا، فبالتالى التقدم العلمى فى إسرائيل عالٍ، ونحن معها فى حالة تحدٍ معرفى، ليس من باب المقولات الفخيمة والتصريحات العظيمة، ولكن نحن بالفعل نحتاج للإنفاق على البحث العلمى، نحتاج للإنفاق على مكونات المنظومة الصحية، فأهم من المبانى والتجهيز هو تعليم وتدريب الأطباء والتمريض والفنيين، وتوفير مرتبات تليق بهم، ولذلك هناك ظاهرة جديدة، فمنذ عشر سنوات كانت تصرخ النقابة لتحديد أعداد طلبة كلية الطب، والآن النقابة تشتكى من قلة الأطباء!
هل أنت مطمئن على مستقبل الطبيب المصرى فى ظل هذا المناخ؟
- هذا يتوقف على الطبيب الذى أتيحت له الفرصة للتعلم تحت أيدى أطباء يقدمون لهم التعليم الجيد، ولكن هناك مشكلة فى التعليم والتدريب وتأهيل الطبيب.
هل ترى أن الطبيب المتميز يجب أن يحصل على جزء من دراسته فى الخارج؟
- هذا يرجع للتخصص، فأنا أدعى أن المتخصص فى المسالك البولية لا يحتاج للسفر، وهذا لا يعنى ألا ننفتح على الغرب ونرى الأفكار الجديدة، ولكن ما يحدث هو العكس.
هل الإدارة مهمة لضبط المؤسسات الطبية؟
- أى مؤسسة تحتاج إلى الإدارة، والتنظيم الإدارى، فالإدارة يجب أن تكون وفق لائحة منضبطة، خاضعة للتجربة والصواب والخطأ.
كيف تقوم باختيار المتميزين فى المركز؟
- لا يتم اختيارهم، ولكن تقديرهم فى التخرج هو الذى يؤهلهم، بعيدًا عن أى أجواء من المحسوبيات والواسطة، وكل ما يهمنا هو الدرجات النهائية للطبيب.
ما تعليقك على أخطاء الأطباء الكارثية؟
- هناك أخطاء لا يمكن إنكارها، ومن الممكن أن تكون كارثية، ولكن هل هى نتيجة إهمال أم عدم معرفة أم عدم تقدير كاف لإجراء ما؟، هذه هى القصة، والإنسان معرض للخطأ، وأيضاً لديه القدرة على إصلاحه.
ما أهمية أن تكون هناك تشريعات لحماية المرضى من التجاوزات والأخطاء؟
- هى قوانين مطلوبة، ولكن يجب أن تسبقها خطوة وهى توفير مناخ مناسب للأطباء من أجهزة جيدة، وأبنية ممتازة، ثم اللجوء إلى سياسة الحساب والعقاب.
هل ترضى عن الصورة التى يقدمها الإعلام عن الطبيب فى مصر ومركز جامعة المنصورة؟
- أرى أن المركز أخذ أكثر من حقه فى الإعلام، فماذا ننتظر أن يحدث أكثر من ذلك، ونشكر الإعلام على إلقاء الضوء على المستشفيات الحكومية المتميزة، وهذا هو المفروض أن يكون المستشفى الحكومى جيدا ويقدم خدمة مجانية، ويعد المركز ظاهرة بالمقارنة مع الضد.
لو انتقلنا للجانب السياسى.. ماذا تقول عن الرئيس جمال عبدالناصر؟
- صاحب مشروع عظيم ولكن التجربة فيها كثير من السلبيات والأخطاء.
ماذا تقول عن الرئيس أنور السادات؟
- له ما له، وعليه ما عليه، وأنا التقيت به مرتين، الأولى فى المنصورة عندما كان فى زيارة لها، والأخرى عندما ذهبت لأسأله عن قصة العمل كمستشار، وهى قصة مشهورة وذكرت كثيرًا، وقال لى: «أنا لدى أطباء كفاية اعمل كارت واكتب عليه مستشار رئيس الجمهورية للشئون الطبية»، وهو صاحب قرار العبور العظيم، ونصر أكتوبر، وفى رأيى أن اتفاقية «كامب ديفيد» عمل عظيم، وأن الانفتاح كان غير منظم، فتح الباب لجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الجهادية وخلافه للتصدى لتيار اليسار والناصريين، مع أن الفارق كبير بين اليساريين والناصريين لأن أسلحتهم اللسان والقلم، بينما الإخوان والجهاديون أسلحتهم البندقية والقنابل، لذلك ذكرت أنه له ما له وعليه ما عليه.
وماذا عن الرئيس حسنى مبارك؟
- عندما يزيد الشىء عن حده ينقلب لضده فترة 30 سنة طويلة جداً فأدت «لتكلسها» وأدى إلى تزاوج المال بالسلطة والفساد كان ينخر فى العظام.
كيف ترى عام حكم تنظيم الإخوان؟
- هو تنظيم يتعامل مع الديمقراطية مثل ورق المناديل يتم استعماله لمرة واحدة فقط وكانوا يعتقدون أو يتوهمون أنهم سيحكمون لقرون قادمة.
ماذا تقول عن الدكتور أحمد زويل؟
- إنسان عظيم، حاول منذ عام 2000 إنشاء مؤسسة علمية مثل التى كان يعمل بها فى الولايات المتحدة، جامعة علمية بحثية فى
علوم الحداثة، وعلوم الحداثة يعنى: البيو تكنولوجى والنانو تكنولوجى، لكن لأسباب غير قادر على فهمها تأخر الموضوع طويلًا، حتى قيام ثورة 25 يناير المجيدة، فأعادت إحياء المشروع الذى ضاع لمدة 11 عاماً وهى جامعة زويل، وهناك جامعة أخرى وهى الجامعة اليابانية المصرية التابعة للحكومة اليابانية، فنرجو الاهتمام بهم والإنفاق عليهم والإغداق عليهم، بشراء الأجهزة والمعدات وإجراء البحوث وخلافه، عام، اثنين، ثلاثة، خمسة، لتضيف إلى اقتصاد المعرفة، وتضيف إلى اقتصاد مصر.
الدكتور مجدى يعقوب.. ماذا تقول عنه؟
- هو خريج جامعة القاهرة، وكان من المتفوقين، وعمل طبيبًا مقيمًا فى قسم الجراحة مع الدكتور أحمد أبوذكرى رحمة الله عليه، وكان جراحًا متميزًا وفذًا، وكان هناك نظام قديم بعد سنة العلوم الأساسية فى الطب من الممكن أن تسافر إنجلترا إذا اجتزت امتحان الزمالة، وبعد فترة الجراحة اختفى أسبوع، وسافر وأصبح من الزمالة الإنجليزية، ثم أدى امتحان الجراحة فى قصر العينى، ولأسباب لا تخفى على فطن نجح بتقدير مقبول، حتى لا يتم تعيينه، فغادر البلاد وذهب إلى إنجلترا، ولتصل هناك إلى هذه المكانة يجب أن تكون طبيبا متميزا تميزًا شديدًا، وفى فترة لاحقة شعر بالحنين للبلاد واكتفى بما حققه من إنجازات علمية طبية فى إنجلترا وأراد أن يقدم نموذجا مثل الذى عمل به، فأنشأ مركزه فى أسوان.
وقد ذهبت إلى المركز وأقمت به أسبوعا، وفى جميع الحالات تجرى العمليات مجاناً، ثانياً تجرى هناك أكثر العمليات تعقيدًا كالدهون الثلاثية فى القلب أو الأوعية الدموية، ولا يوجد فيها أى أجنبى حالياً، يقوم بالعمليات أطباء مصريون، التخدير مصريون، عناية مركزة مصريون، كلهم على أعلى مستوى، هذا بالإضافة إلى القيام بالبحوث العلمية، وشىء عجيب وعظيم نرفع له القبعة ونحييه دائمًا، وهو رجل لا يهتم بمظهره ويعيش حياة أقل من العادية، وفيه صفات الرحمة والشفقة والتواضع الجم، ونتمنى له التوفيق، وهو شىء فريد وممتاز، ويسافر لإجراء العمليات فى العديد من البلاد، وهو يهب نفسه للعمل الخيرى، ويقال إنه سينشئ مركزا جديدا فى صحراء الأهرام قريباً إن شاء الله.
ماذا تقول عن الدكتور محمد أبوالغار؟
- هو رجل فريد، يعمل بالسياسة، ويكتب مقالات فى الصحف، ويشتغل بالطب، ويجرى أبحاثه، وأنا فوجئت أن له قائمة أبحاث مرتفعة جداً، فهو يعمل بجد واجتهاد لساعات وأوقات طويلة.
والدكتور محمد المخزنجى ماذا تقول عنه؟
- هو من أهالى المنصورة الكرام، وتعلم فى كلية طب المنصورة، ثم أكمل دراسته فى أوكرانيا، وهاجر من أجل الطب، وتفرغ للطب، وهو أديب عظيم جداً، وكتاباته فيها الكثير من الحب.
ما اللحظات الصعبة التى مررت بها؟
- الفشل كثير، لكن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وأحياناً يكون هذا الفشل محفزا للنجاح.
ماذا عن الندم فى حياتك؟
- الندم كثير، ولكن عندما تنظر إلى حياتك من ناحية شمولية لن تجد هناك ندما، وأنا أحمد الله عايش كويس، وسافرت أغلب دول العالم، وأقضى إجازاتى فى أماكن جيدة، وأولادى تعلموا فى المنصورة.
هل أنت راضٍ عما قدمته لمصر؟
- والله كنت أتمنى أن أقدم أكثر من ذلك بكثير، وأحاول جيدًا، وأنا لا أحب الاستثناءات، فأساتذة الجامعة من المفروض أن تعمل على هذا النحو، ولن يحدث ذلك إلا بتغيير قانون الجامعات، وتفرغ أعضاء التدريس، التعيين والترقية بالعالم المفتوح وفق الإنتاج العلمى، ويجب أن يكون ذلك هو الطبيعى وليس الاستثناء، ففى الطب يجب أن تعالج المرضى وتعلم الأطباء وتقوم بالبحث العلمى.
يقول البعض أن دموعك قريبة وسريع التأثر؟
- لا، هذا غير حقيقى، فمهمتنا هى معالجة المرضى ويجب أن يكون هناك حنية ورحمة وتراحم ومعاملة طبية للمريض.
بعد التقدم الطبى هل نسبة مرض الفشل الكلوى فى تزايد؟
- فى الحقيقة لا يمكن الجزم، وهذا السؤال يوجه لوزيرة الصحة لأن الوزارة هى التى تملك قاعدة البيانات لمصر كلها، وإحصاءاتنا هنا ستكون غير دقيقة، فمن الممكن أن تكون الزيادة على المركز فقط، فلا يمكن تحديدها بالضبط سواء صحيحة أم ظاهرية.
ما أبرز أسباب الفشل الكلوى؟
- هناك أسباب لصغار السن كالتهاب الحلق المتكرر، وفى كبار السن يكون السبب الأساسى السكر، والضغط، وأمور كثيرة أيضاً.
ماذا تمثل لك مصر؟
- الوطن، والتعريف مختلف القومية والوطن، وهو المكان الذى فيه سكنى، وعملى، والذى تعلم وتربى فيه أولادى، والأهم فى الوطن أن ينعم فيه المواطن بالتعليم المجانى، وإن مرض ابنى أجد له علاجا جيدا ومجانيا، وأن يكون لى معاش مناسب.
بعد عمر طويل.. ماذا تحب أن يقال عنك؟
- والله، أنا لا أدرى، والتاريخ هو الذى سيحكم علىّ، وبالرغم من أن حكم التاريخ قاسٍ، ولكنه يأتى متأخراً، ولا يهم الإنسان ما يقال عنه بعد رحيله إذا قدم أقصى ما لديه بكل صدقة ووفاء وأمانة.
هل بالفعل يتم علاج السكر بالخلايا الجذعية؟
- موضوع الخلايا الجذعية فيه الكثير من التهويل، وعدم الدقة فى الطرح، الخلايا الجذعية ما ثبت عنها علميًا هو فى أمراض الدم، أما ما نجريه نحن هى تجارب علمية على الحيوانات، وهناك شوط طويل قبل بدء تجربة العلاج على البشر، ليس نحن فقط بل مئات المراكز الطبية حول العالم تعمل على هذا البحث، وهناك تنافس حول الوصول إلى العلاج، فالإنجاز العلمى حاليًا لا يكون مصادفة فهو عبارة عن بناء، فهناك من يضع القاعدة وهناك من يضع الأساسات وهناك من يصل أولًا إلى النتيجة، ويضع الخطوة الأخيرة المؤثرة فيكون صاحب الحظ الأوفر، ونحن نعمل وننشر فى المجلات العلمية المعترف بها، وأهم شىء هى الدقة فى النشر وتدريب كوادر يمكن أن تنجح هى فى المستقبل، ولدينا كوادر طبية، ومن المهم خلق كوادر قادرة على البحث والعمل.
بماذا تفسر أن البعض يعتبر الثقافة والقراءة ليست مهمة فى حياتنا؟
- الثقافة غذاء للروح، وتُعطى لنا منهجا فى التفكير، والثقافة أنواع مثل التاريخ مثلًا والرواية والموسيقى بأنواعها المختلفة، والمعارف بشكل عام مهمة جدًا، لو قرأ أبناؤنا كما كنا نقرأ فى التعليم الثانوى مثل كتابين مهمين جدًا لطه حسين «الفتنة الكبرى» مقتل سيدنا عثمان بن عفان فى الصف الثانى الثانوى، وفى الصف الثالث «على وبنوه»، كانوا علموا أن خلط الدين بالسياسة أمر فى غاية الخطورة والضرر، تعلمنا أنه تم اغتيال خليفة بسبب السياسة، وتعلمنا أن من المبشرين بالجنة حاربوا وقاتلوا، والدماء سالت بالكوفة والبصرة تحت شعارات دينية ظاهرية، ولكن فى حقيقتها هى أمور سياسية، وتعلمنا أن الموسيقى مهمة جدًا بكل أنواعها شرقية وغربية، ويحزننى وضع قصور الثقافة فى محيط مجتمعنا مثل الموجودة بالمنصورة فهى متدنية جدًا، بالرغم من وجود قصر ثقافة مهيب على ضفاف النيل ولكن ليس له أى دور، لا يعرض مسرحيات لها قيمة أو أفلاما ذات معنى أو حتى اكتشاف مواهب شابة كما كانت من قبل ولا أعرف سرا لكل هذا الإهمال وعدم استخدام هذا الصرح العظيم وأتمنى من وزارة الثقافة أن تعيد النظر فيه والاهتمام به مرة أخرى.
فى إجابات سريعة.. هل حققت ثروة؟
- الحمد لله لدىّ فلوس، ولكن ليست كثيرة ولا تصل لحد الثروة، جميع مدخراتى أقل مما يتقاضاه أى لاعب كرة شهير فى الشهر.
فى اعتقادك ما سبب حب كثير من المصريين لك؟
- هناك أمور لا يعلمها إلا هم، ولكن يكون التقييم دائمًا عما تقدمه للناس، من تجربة تعليم جديدة ومتميزة، وما تقدمه لهم من دعم معنوى فى رحلة مرضهم وحتى الشفاء.
هل كان للحظ دور فى حياتك؟
- بالتأكيد، طبعًا، صحيح هناك عمل واجتهاد، ولكن للحظ دور، وعلى سبيل المثال بتوفيق من الله عز وجل، جاء الهولنديون وساهموا فى رسم وتصميم وتنفيذ المركز، وأمدوه بكل المستلزمات والأجهزة الطبية، حتى يكون بهذا الشكل المشرف، ومن هنا نشكر دافعى الضرائب الهولنديين، فهم الذين يمولون الحكومة الهولندية.
ماذا تقول لكل شاب يحاول أن يكون مثل الدكتور محمد غنيم؟
- العمل بجد والاجتهاد فيه والتوكل على الله والأخذ بالأسباب.
رسالة توجهها لكل من يختلف معك فى الرأى؟
- قد نختلف فى الفلسفة، قد نختلف فى المنهج الاقتصادى، قد نختلف فى تقييم عمل فنى، فالعلوم الوضعية ليست جامدة فهى متحركة ومتغيرة باستمرار، وفى النهاية هو خلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، لا اختلاف يسبب الشقاق والجفاء والفرقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.