زعمت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الأمير بندر بن سلطان، الذي وصفته بحبيب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بدأ يمهد الأرض للسيطرة على سوريا ما بعد الأسد. وأشارت إلى أن السعودية بقيادة الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية ستفعل كل شئ من أجل القضاء على النفوذ الإيراني في دمشق والمنطقة بأسرها، مشيرة إلى أن المملكة السعودية تزرع ثمارها لدى الجميع والولاياتالمتحدة هي التي تحصد الثمار. وقال المحلل الإسرائيلي "تسفي برئيل" إن الكثير من الخيول جذبت اهتمام الإدارات الأمريكية المتعاقبة وكذلك النظام السعودي على مر عصوره، لكن يبدو أنه لم يكن هناك تاجر خيول سعودي ماهر وموهوب وناجح أكثر من الأمير بندر بن سلطان (62 سنة) صاحب النظرات الضاحكة الذي أحب الولاياتالمتحدة منذ أن كان طياراً بسلاح الجو السعودي وتدرب على طائرات تدريب بقاعدة أمريكية. وأضاف برئيل أن قصة الحب بين الأمير بندر وأمريكا تجددت بعد عدة سنوات من ذلك، عندما تم تعيينه سفيراً لبلاده بواشنطن لمدة 23 سنة كاملة، مشيراً إلى أن الأمير كان يبدو صاحب بيت لدى إدارتي بوش الأب والابن، وكان السفير الوحيد الذي حظى بخدمات تأمين من قبل أجهزة المخابرات الأمريكية. وتابع برئيل أن الملك عبد الله عين في الأسبوع الماضي الأمير بندر رئيساً للمخابرات السعودية إلى جانب وظيفته كأمين عام لمجلس الأمن القومي الذي يتولاه منذ العام 2005,ولفتت إلى أن تعيين بندر في هذا المنصب الأعلى بالمنظومة الأمنية السعودية لم يأت بطريق الصدفة حيث أنه إلى جانب علاقاته الطيبة مع قيادة المملكة (زوجته هيفاء هي ابنة الملك فيصل الذي اغتيل في عام 1975، وشقيقها ترك الفيصل كان رئيساً للمخابرات السعودية وشقيقها الآخر محمد الفيصل هو أحد أباطرة المال في المملكة) زاعماً أن السبب الحقيقي لقرار تعيينه هي الاستعدادات التي تقوم بها السعودية للمرحلة التالية لسقوط نظام الأسد. وأضاف برئيل أنه في الوقت الذي تحاول مصر الوقوف على قدميها مرة أخرى وتؤسس الجمهورية الثانية، واصفاً وضعها الحالي بالمعاق الذي يحتاج المساعدة، وبينما أصيبت الجامعة العربية بالشلل، أصبحت السعودية هي المنوطة برسم الخريطة الجديدة للشرق الأوسط، مشيراً إلى أن تعيين بندر بالنسبة لواشنطن يحمل بشارة جيدة، لأنه رجل السي آي إيه في الرياض. وتابع برئيل بأن الأمير بندر هو أحد أبناء الأسرة الملكية المعارضين للثورات العربية، ويرى في صعود الإخوان المسلمين خطراً لا يقل عن المد الشيعي الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن الأمير بندر أيد مبادرة إرسال قوات سعودية لمملكة البحرين لوأد وقمع التمرد بحجة أن الثورة البحرينية هي تدخل إيراني في شئون دول الخليج. وفي محاولة للوقيعة بين مصر والسعودية، زعم برئيل أن السعودية رغم ذلك قررت الإسراع بمساعدة مصر وحولت أكثر من ثلاثة مليارات دولار كضمان بالبنك المركزي المصري، زاعماً أيضاً أن الرئيس مرسي اعترف بأن المساعدات السعودية لا تنبع من حب المملكة للثورة المصرية والإخوان المسلمين، وإنما تهدف إلى التصدي للمساعي الإيرانية للتودد إلى القاهرة. وأضاف برئيل أن السياسة السعودية في سوريا تتماشى بشكل كبير مع سياسات الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن كلتا الدولتين تتطلع لفصل إيران عن القاعدة العربية الهامة في سوريا ووقف تدفق السلاح الإيراني لحزب الله، مؤكداً أن السعودية كعادتها تزرع ثمارها لدى الجميع والولاياتالمتحدة هي التي تجني في النهاية تلك الثمرات.