بمناسبة ذكري رحيل الفيلسوف والأديب د. فؤاد زكريا كان لنا هذا اللقاء مع الفيلسوف النبيل د. عاطف العراقي حيث استعرض تاريخ حياته وأشهر مواقفهه وأهم كتبه ومؤلفاته وصراعاته الفكرية.. وقال د. عاطف إن د. فؤاد قد ولد في اليوم الأول من شهر ديسمبر عام 1927 بمدينة بورسعيد قضي ثلاث سنوات بالمدرسة الأولية بالعباسية بالقاهرة .وحصل علي الابتدائية عام 1940 ثم قضي فترة التعليم الثانوي وحصل علي شهادة الثقافة عام 1944 ثم شهادة التوجيهية القسم الأدبي عام. 1945 وقد تخرج في قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1949..وقد اشتغل مترجماً في كلية الآداب وحصل علي درجة الماجستير وعنوانها »النزعة الطبيعية عند نيتشةوكانت أول رسالة ماجستير في كلية الاداب جامعة عين شمس عام 1952 وحصل علي درجة الدكتوراة عام 1956 وكان موضوعها »مشكلة الحقيقة« وأضاف العراقي وبعد حصوله علي الماجستير عمل مدرسا مساعاد حتي عام 1957 ثم أصبح مدرسا ثم سافر الي نيويورك للعمل في الأممالمتحدة حتي عام 1962 وفي هذا العام تم تعيينه استاذا مساعدا ثم استاذ كورس الفلسفة بجامعة عين شمس عام 1970 وأشرف وناقش العديد من الرسائل العلمية الجامعية وتولي رئاسة تحرير مجلة »الفكر المعاصر« ورئاسة تحرير مجلة »تراث الانسانية وقد مثل الراحل الكريم مصر في المؤتمرات العامة للونسكو والعديد من المؤتمرت الفلسفية كما تولي منصب الأمين العام لمجلس العلوم الاجتماعية في أكاديمية البحث العلمي.. كما اشتعل مستشارا لسلسلة »عالم المعرفة« الكويتية، اما عن الاتجاه الامم والفكري في كتابات فؤاد زكريا فقد أوضح لنا د. عاطف العراقي بأنه الاتجاه العقلاني وهو الاتجاه الذي يؤمن بأهمية التفكير النقدي حيث كان يعتقد زكريا بأن الفلسفة يجب ان تكون أداة لخدمة قضايا الانسان بمختلف أنواعها ومجالاتها. ومن أهم مؤلفات د. فؤاد كما قال لنا د.عاطف نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للانسان، العرب والنموذج الأمريكي، كتاب الانسان والحضارة في العصر الصناعي، التعبير الموسيقي مع الموسيقي، آراء نقدية في مشكلات الفكر والثقافة، التفكير العلمي، وكتاب خطاب الي العقل العربي مع دراسة عن الاستشراق والكتاب المثير للجدل »الحقيقة والوهم في الحركة الاسلامية المعاصرة وكتاب »الصحوة الاسلامية في ميزان العقل«... وأشار أيضا د. عاطف العراقي إلي أن أهم ترجمات الراحل فؤاد زكريا فقد كانت »جمهورية افلاطون« الموسوعة الرابعة ونشأة الفلسفة العلمية، وكتاب المنطق وفلسفة العلوم، وحكمة الغرب من تأليف الفيلسوف الانجليزي المعاصر »راسل« والعقل والثورة، الفلسفة الانجليزية في مائة عام، الفن والمجتمع عبر التاريخ، الفلسفة وأنواعها ومشكلاتها. وأشار عاطف إلي أن مفكرنا الراحل والذي ولد في أول ديسمبر عام 1927 وتوفي في 11 من شهر مارس عام 2010 قدم الكثير من الدراسات الرائدة وكان يمثل وحده مدرسة كاملة كان حريصا علي الربط بين العقل والمجتمع أي بيان دور العقل في الاصلاح الفكري والاجتماعي والسياسي وهذا ما دفعه الي الترحيب بالتصدير والاشراق.. وأضاف لقد كتب فؤاد زكريا مقدمة كتاب تذكاري ضخم بعنوان »عاطف العراقي فيلسوف ورائد للاتجاه العقلاني التنويري« وعن اهم فلاسفة العصور القديمة والحديثة من الذين كان يفضل فؤاد زكريا آراءهم وكتبهم فقد قال د. عاطف العراقي لقد كان يفضل الفيلسوف هيرقليطس وأفلاطون في مجال التفكير القديم أما عن العصر الوسيط أو الفكر الفلسفي العربي يفضل »المعتزلة« بوجهه عام وأيضا »ابن رشد« أما بالنسبة للفلاسفة المحدثين فقد كان يفضل »نيتشة« وبالنسبة للفلسفة المعاصرة فقد تأثر بالفيلسوف الانجليزي »راسل« وفلسفة الفرنسي »جان بول سارتر« اما عن المفكرين العرب فقد تأثر بالدكتور طه حسين ود. زكي نجيب محمود. وللأسف كما يقول عاطف فقد تنكرت مصر بفضل بعض مدعي الثقافة من المسئولين علي منح جائزة مبارك قيمة فؤاد زكريا ولم يمنحوه الجائزة بعدما، للأسف، حصل في التصويت علي درجة »صفر« في عامين متتاليين. * لقد كان مفكرنا الراحل يفضل الموسيقي الغربية علي الموسيقي العربية وعندما سئل عن أفضل موسيقي في العالم قال :بيتهوفن وعن أبرز المعارك الفكرية التي خاضها فؤاد زكريا قال عاطف: فقد خاض معركة شهيرة عن مدي العلاقة بين الدين والعلم فقد كان حريصا علي رفض العلاقة بين الدين والسياسة كما نقول لا دين في سياسة ولا سياسة في الدين. كما خاض معركة شديدة مع الصحفي محمد حسنين هيكل عندما نشر كتابه »خريف الغضب« لقد رفض د. فؤاد زكريا اقامة أي احزاب أو جماعات علي أسس دينية وكانت تلك أبرز معاركه فقد كان لا يتمسك بالشهرة التي تحيط بمشتغلي الفلسفة والفكر لقد كان مفكرا غزير الانتاج.
