أعادت مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية طباعة كتاب "جمهورية أفلاطون" للدكتور فؤاد زكريا، بمناسبة الندوة التى تعقدها المؤسسة عن المفكر الراحل الدكتور فؤاد زكريا فى 21 و22 من سبتمبر الجارى، وذلك ضمن مشروعها لإعادة طباعة كتاب لكل فائز بجائزة العويس الثقافية من أجل إيجاد حالة التواصل بين المؤسسة والفائزين بالجائزة. ويشارك فى الندوة كل من د.محمد عبد الله المطوع، وحبيب الصايغ (الإمارات) ود.فاطمة الصايغ، ود.فاطمة السويدى ود.عبد الرزاق المضرب، ود.محمد مؤنس عوض، ود.مجدى عبد الحافظ (مصر)، ود.عبد الله محمد الجسمى (الكويت)، ود.خالد السعدون، ود.صالح هويدى (العراق)، ود.فؤاد شهاب (البحرين)، والدكتور علوى الهاشمى (البحرين)، ود.عبد المعطى سويد، ومحمد جمال باروت (سوريا). ويشتمل برنامج الندوة التى تقام فى مبنى المؤسسة بدبى على أبحاث وأوراق عمل تتناول فكر وفلسفة فؤاد زكريا منها (سيرة فؤاد زكريا، فؤاد زكريا الفيلسوف، مفهوم التاريخ فى فكر فؤاد زكريا، فؤاد زكريا والأزمات العربية، العلمانية فى منظور فؤاد زكريا..المفهوم وحدوده، معارك فؤاد زكريا الفكرية، سلطة العقل عند فؤاد زكريا، ملاحظات حول مسار ابن خلدون، ملاحظات حول مسار ابن خلدون). وينقسم الكتاب إلى جزأين أولهما الدراسة التى تتضمن اللحظة التاريخية لمحاورة الجمهورية، والمنهج الأفلاطونى فى المحاورة، موضوع المحاورة، الأفكار السياسية، أو المذهب الأخلاقي، والتربية ومراحل المعرفة، الميتافيزيقيا، وأفلاطون بين الفلسفة والفنون، ويتضمن الجزء الأول عشرة كتب تحتوى على تأملات أفلاطون فى الفلسفة والحكمة والحياة. وفى الكتاب يؤكد الراحل فؤاد زكريا على أهمية الفيلسوف أفلاطون، باعتباره واحدًا ممن عاشوا فى عصر تدهورت فيه دولة المدينة كما جاء على لسان الفكر والسياسى ريتشارد كروسمانز. ويشير المؤلف إلى أهمية دراسة هذا الفيلسوف فى القرن العشرين، ويعتبر أفلاطون فيلسوف لا تنتهى تأويلاته لأن النص الفلسفى العظيم، كمحاورات أفلاطون، وكمحاورة "الجمهورية" بوجه خاص تتراكم تفسيراته طوال قرون عديدة، لأن كل عصر جديد يهتدى فى النص إلى شيء لم يهتد إليه السابقون، ومن هنا تأتى أهمية أفلاطون كفيلسوف يصلح لكل العصور. أما الجزء الثانى الذى يتضمن جوهر كتاب أفلاطون، فيزخر بالأفكار الأفلاطونية الشهيرة: فى العدالة، والوفاء بالدين، ومركز المرأة، الحكم والفيلسوف، وأسطورة الكهف، انهيار الدولة المثلي، والمحاكاة فى الشعر والفن، وغيرها من الموضوعات التى تظل خالدة فى أذهان البشرية على الدوام. وكانت مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية قد أعلنت عن تنظيمها ندوة تخصصية عن المفكر الراحل الدكتور فؤاد زكريا ( 1927 2010 ) الحائز على جائزة سلطان بن على العويس الثقافية الدورة الثانية (1990-1991) حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وذلك فى 21 و 22 سبتمبر الجارى بمشاركة مجموعة من الكتاب والمفكرين الإماراتيين والعرب، وتهدف هذه الندوة إلى إلقاء الضوء على شخصية بارزة فى الفكر العربى المعاصر سواء فى تميز الإنتاج أو غناه أو وفرته، فقد مثل زكريا مرحلة الفكر العربى الحالى بجدليتها وتعقدها، وانصب عمله على هموم عصره وعلى الشؤون القومية، وخاض معارك فكرية كان لها أثرها على الثقافة العربية المعاصرة. يذكر أن زكريا ولد فى 1927 فى محافظة بور سعيد، وحصل على درجة الليسانس الممتازة 1949، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه فى جامعة عين شمس عامى 1952 و 1956، وعمل أستاذاً مساعداً فى جامعة عين شمس 1962، ثم رقى إلى أستاذ 1970، ورئيس تحرير مجلة "الفكر المعاصر" ومجلة "تراث الإنسانية" 1968-1971، وتولى رئاسة قسم الفلسفة بكلية الآداب بجامعة عين شمس 1967 – 1974، وعمل مدرسًا بجامعة الكويت 1974، وتولى قسم الفلسفة فيها 1978. حصل على جائزة سلطان بن على العويس الثقافية الدورة الثانية (1990-1991) حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، وجائزة الدولة التشجيعية فى مصر 1964 عن كتابه "اسبينوزا"، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمى 1982 عن أحسن كتاب مترجم (حكمة الغرب – تأليف برتراند رسل، جزءان)، وجائزة (جان ماس) التى تمنحها الرابطة الفرنسية. ومن مؤلفاته "آراء نقدية فى مشكلة الفكر والثقافة"، "اسبينوزا"، "نيتشه"، "الصحوة الإسلامية فى ميزان العقل"، "الحقيقة والوهم فى الحركة الإسلامية المعاصرة"، "كم عمر الغضب"، "العرب والنموذج الأمريكي"، "مقامرة التاريخ الكبرى"، و"جمهورية أفلاطون".