حين يكون الخطر قريبًا.. كيف تحمي الدولة أطفالها من الاعتداءات الجنسية؟    بعد صعود حاد.. استقرار أسعار الذهب اليوم الخميس 25 ديسمبر    تحدث بعد الجرعة الثانية، اكتشاف سبب التهاب عضلة القلب النادر بعد لقاحات كورونا    تقرير أممي: حركة الشباب لا تزال تمثل أكبر تهديد للسلام في الصومال والمنطقة    شبورة تعوق الرؤية.. غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية من البوابات    "العدل" الأمريكية تكشف عن مليون وثيقة إضافية مرتبطة بإبستين وتبرر أسباب تأخر النشر    السياحة الفلسطينية: الاحتلال دمر خلال عدوانه على غزة 264 موقعا أثريا و4992 منشأة سياحية    كوريا الشمالية تعرض تقدما في بناء غواصة نووية وكيم يدين جهود الجنوب للحصول على التقنية    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    بدون مفاجآت، ترتيب مجموعات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد الجولة الأولى    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    مع اقتراب رأس السنة.. «الوكالة» تخطف الأضواء وركود بمحلات وسط البلد    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    ضربة قوية لداعش.. القبض على طه الزعبي وعناصر تابعين له بريف دمشق    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    اليوم، البنك المركزي يحدد أسعار الفائدة الجديدة    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من «حزب الله» في جنوب لبنان    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    بالصور .. محافظ الجيزة يزور الكنيسة الكاثوليكية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    دوري أبطال آسيا 2.. عماد النحاس يسقط بخماسية رفقه الزوراء أمام النصر بمشاركة رونالدو    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    إقبال كثيف للمصريين بالخارج على التصويت بانتخابات النواب والفئة العمرية "31–50" عامًا تتصدر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامة : لم أقصد القول إنه لا توجد رواية مصرية تصلح للسينما
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 03 - 2010

سأل مصطفي الفقي زقزوق: إن كان مستعداً لارتداء العمة والجبة والقفطان. فقال له أنا جاهز
كان صابر عرب يريد طباعة مؤلفات فؤاد زكريا الكاملة قبل وفاته بأيام
في لقاءاتي الأخيرة معه أثني فؤاد زكريا علي دور فوزي فهمي في مكتبة الأسرة
سيدة الشاشة: مع كل احترامي ليسرا الفنانة والإنسانة. لا يوجد مسلسل يجمعني بها
العودة الآن صعبة ولابد من وجود نص وإعداد جيد واستعداد يفوق الخيال
لا أعرف هل أستطيع الوقوف في البلاتوه الآن 15 ساعة مستمرة؟
1- فاتن حمامة:
اتصلت بي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. من تليفون أرضي. يبدو أنه رقم تليفون منزلها من مرتفعات القطامية. ورغم أن صوتها معروف. إنه الصوت الذي شكل أحلامنا لسنوات طويلة. ومع هذا لا بد وأن تبدأ الكلام بقولها: أنا فاتن. ثم قالت: انت آخر واحد يمكن أن أغضبه مهما كانت الظروف.
ثم بدأت تحكي. هذه الصحفية - تقصد سماح عبدالسلام - الصحفية بجريدة القاهرة. وكانت قد نشرت علي لسان فاتن حمامة تتساءل: أين هي الرواية التي يمكن أن تصلح للسينما؟
قالت لي إن هذه المحررة كانت قد اتصلت بي وأنا في حالة غضب شديد. ثم عاودت الاتصال. قلت لها ما قلته وكان كلاماً عاماً بعيداً عن التفاصيل. لكن لا أقصد القول إنه لا توجد روايات تصلح لكي أعود بها إلي السينما. قلت لها: ولكنهم يتكلمون الآن عن مسلسل يجمع بينك وصديقتي الفنانة الجميلة المتألقة يسرا. قالت لي: مع كل احترامي ليسرا الفنانة والإنسانة. فإن هذا الكلام غير صحيح. ثم تحدثت عن صعوبات العودة الآن. لابد من وجود النص. ومناسبته وحساب كل شئ بدقة متناهية. وهل يستطيع الإنسان الوقوف في البلاتوه أكثر من 15 ساعة متصلة ومستمرة. ولأن اتصالها تأخر عما سبق أن كتبته في نفس هذا المكان من «الدستور» قبل أسابيع مضت. سألتها كيف عرفت ما كتبته؟ قالت لي إن صديقة لها هي التي قالت لها. قبل الاتصال مباشرة. تصورت أن هذه الصديقة من الصحفيات. قالت لي لا. إنها كانت معها في الاستوديو. تقوم بعمل إداري. سألتها عن أحوال الدكتور محمد عبد الوهاب وتواعدنا علي لقاء بعد أخذ ورد كثير. لكنها تسبق كل جملة تنطق بها بعبارة هذا الكلام ليس للنشر يا يوسف. وأنا أحترم رغبتها وأمسك عن ذكر حرف واحد مما قالته.
2-التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية: بلدياتي وصديقي:
عندما أراد الدكتور سليمان عبد المنعم إرسال التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية. الصادر عن مؤسسة الفكر العربي لي في بيروت. أرسله عن طريق صديقنا المشترك الدكتور وحيد عبد المجيد. وسليمان عبد المنعم بلدياتي. من أبناء البحيرة. عرفته في سماء مكتبة الإسكندرية. ثم رشحته مصر أميناً عاماً لمؤسسة الفكر العربي. ويبدو أن الطامعين في المنصب كانوا كثرًا لأنني سمعت تساؤلات عن اختياره. ولمحت الحسد في كل الأعين. وسمعت الكثير مما قيل.
ومؤسسة الفكر العربي. مؤسسة دولية أهلية تأسست في 2001، مقرها بيروت. وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال. لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسئولة. وتعني بمختلف سبل المعرفة. والعلوم والثقافة والفنون وذلك عن طريق توحيد وتطوير ومضاعفة الجهود الفكرية والثقافية والعلمية التي تدعو إلي تضامن الأمة والنهوض بها والمحافظة علي هويتها.
منذ العام الماضي تعودت مؤسسة الفكر العربي علي إصدار تقرير عن التنمية الثقافية في الوطن العربي. وأنا لم أر التقرير الأول.. وها هو الثاني بين يدي. مجلد ضخم. الملف الأول فيه عن: المعلوماتية كرافعة للتنمية الثقافية. والملف الثاني عن التمويل واستقلالية الإدارة في التعليم العالي. والملف الثالث عن الخطاب الثقافي في وسائل الإعلام. والملف الرابع عن الإبداع الأدبي. كتبه: عبده وازن. والإبداع السينمائي والدرامي كتبه: إبراهيم العريس. والإبداع المسرحي كتبته: ماري إلياس. ثم الملف الخامس عن الحصاد الفكري السنوي.
هذا التقرير المنشور في سنة 2010، يدور حول سنة 2008، والتقرير يغطي النتاج الثقافي والعلمي والفكري العربي في 20 دولة عربية. واللجنة الاستشارية للتقرير فيها من مصر محمد سلماوي.
الإبداع الأدبي يقع في الصفحات من 318 حتي 353، من القطع الكبير. ويمكن أن تقرأ فيه أن الرواية أصبحت ديوان العرب. ومشاكل قصيدة النثر والكتابة الروائية الجديدة والكتابة الروائية من أجل الترجمة. والرواية السعودية. والرواية العراقية. والرواية الفلسطينية ورواية السجن العربي. والرواية النسائية العربية. وغياب نزار قباني وحضوره. كانت هذه السنة تصادف السنة الأولي بعد رحيل نازك الملائكة والذكري العاشرة لغياب نزار قباني. وأن هذه السنة كانت سنة محمود درويش. فقد كانت سنة رحيله. وكان رحيل درويش حدثاً مهماً. فهو شاعر الأرض وحارس الذكريات. شاعر المنفي وشاعر العودة للوطن. وجهد التقرير واضح ومهم ولكني أتصور رؤيا أخري لمثل هذا التقرير.
ما قرأته تقرير وكتب في الغرف المغلقة. يتكلم عن الوجه الذي نعرفه بالإبداع العربي. ولكن ما دامت المؤسسة. تريد أن تصبح طرفاً جديداً في عملية الإبداع العربي. ما الذي يحول دون أن تكون هناك دراسات ميدانية لمن يقرأ الأدب الروائي مثلاً.
كل المكتوب عن الإبداع الأدبي العربي. من خلال مبدعين ولكنه يغفل القارئ الذي دون قراءاته للنص يبقي حروفاً علي الورق. أيضاً فإن وسائل وصول النتاج الثقافي من المبدع للمتلقي مسألة مهمة. أين المصادرات والتضييق علي الحريات؟ أين الموقف الأصولي ضد الإبداع الأدبي في الوطن العربي؟
3-الدكتور زقزوق.. أليس له نصيب في مشيخة الأزهر؟!..
مشكلة الكتابة عن اختيار شيخ الأزهر الجديد. إنها تصطدم بالعديد من الاعتبارات. أولها: أن القرار سيتخذه الرئيس. لا قيمة لأي كتابة عن الموضوع. ثانياً: لا كتابة أخري عن شيخ الأزهر السابق. لا تجوز عليه الآن سوي الرحمة. هكذا تعلمنا من الآباء والأجداد.
ثالثاً: إن الإسماء التي طرحها الإعلام الدكتور علي جمعة. - مفتي الديار المصرية الآن - والدكتور أحمد الطيب - رئيس جامعة الأزهر- وعلاوة علي الارتياح العام لتولي أياً منهما مشيخة الأزهر. فلديَّ شخصياً علاقات خاصة مع الاثنين. والعلاقة الشخصية تشكل أساساً جوهرياً للحكم علي الناس. إن مثل هذه العلاقة عن قرب توفر للإنسان ما لم يتوفر لغيره من معرفة تعتمد علي الحواس الخمس. لقد ذهبت إلي قرية دندرة. بلد الشيخ أحمد الطيب. ورأيت ولاء الناس. وتعاملهم معه بدرجة من الاحترام التي ربما وصلت للتقديس. وفي سفرية مشتركة. كنت ذاهباً للمغرب وكان هو متجهاً لباريس. ومن خلال حوار رحلة الطائرة. لمست ثقافة تعد جزءاً من هذا العصر. وهو الوجه الذي لم يعرفه الناس عنه.
أما الدكتور علي جمعة. فقد رأيته بالزي الأوروبي في قناة دريم قبل أن يتم التفكير في توليه دار الإفتاء. ثم تعددت اللقاءات. قضينا يوماً في دمنهور بمناسبة الاحتفال بإعادة افتتاح مسجد ناصر بحي شبرا في دمنهور. وفي منزل اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة. قضينا وقتاً طويلاً. اكتشفت خلاله معرفته الواسعة. علاوة علي الشأن الديني. كانت عنده معرفة عميقة بتاريخ مصر. ثم التقينا في برج سما. في مكتب صديقنا المشترك الدكتور حسن راتب. واستأنفنا الكلام في الشأن الثقافي العام. وكلاهما الدكتور أحمد الطيب والدكتور علي جمعة كان يعكس تفكيراً منظماً دقيقاً يربط بين المسببات والنتائج. مع قدرة علي الغوص إلي الأعماق.
لكن عند الكلام عمن يتولي مشيخة الأزهر استدعت الذاكرة ما سبق أن سمعته من الدكتور مصطفي الفقي. ربما في الاحتفال بحضور المفكر السعودي الشيخ محمد سعيد الطيب إلي القاهرة لأول مرة. بعد خمس سنوات كان ممنوعاً من مغادرة الرياض خلالها.
قال لي الدكتور مصطفي الفقي أنه جري التفكير ذات مرة في تولي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف مشيخة الأزهر. وأن الدكتور مصطفي سأل الدكتور زقزوق. هل يرتدي الجبة والعمامة في حال توليه مشيخة الأزهر؟ وقال الدكتور زقزوق إنه جاهز تماماً.
هذا مع تصوري أن المنطق السائد. ومن قراءة التصرفات السابقة. أن تولي المفتي مشيخة الأزهر أقرب للمنطق. وهو ما نراه عملياً في قطاعات أخري من الدولة المصرية. مثلاً عندما يتولي رئيس هيئة الاستعلامات وزارة الإعلام. ورئيس الأركان وزارة الدفاع. ومدير مباحث أمن الدولة وزارة الداخلية. وهكذا. هناك أسماء أخري يرشحها الإعلام. مثل الدكتور أحمد عمر هاشم. الذي كانت تربطه حالة ود مفقودة مع شيخ الأزهر السابق. والدكتور نصر فريد واصل. المفتي الأسبق. الذي لم يمكث طويلاً في منصب الإفتاء. أيضاً عرفنا أن الدكتور علي جمعة كان في زيارة لليابان. وقد قطعها ورجع فوراً. وراجت قصة أنه قبل وفاة شيخ الأزهر السابق كان يصلي الجمعة في أحد مساجد بني سويف. وكان معه علي جمعة. فقدمه ليصلي بالناس. مما يعد إشارة إلي رغبته في أن يخلفه في مشيخة الأزهر. لكن نفس الكلام يقول أن الدكتور أحمد نظيف قابل الدكتور أحمد الطيب في لقاء لم يعلن في القرية الذكية. مما يعني أن التفكير قد اتجه للشيخ الطيب. باعتبار أن علي جمعة خريج كلية التجارة. عموماً الكتابة عن هذا الموضوع تسبب من الحرج بالنسبة لي الكثير. لكن قريباً سيصدر القرار الذي ينهي كل هذه التكهنات.
4-في وداع الدكتور فؤاد زكريا:
عرفت من جمال الغيطاني خبر رحيل الدكتور فؤاد زكريا. وأنا المتهم أمام الجميع بمعرفة الأخبار. وهو شرف لا أدعيه. وتهمة لا أنكرها. وقبل رحيله بأيام. كنت في مكتب صابر عرب بهيئة الكتاب. كان عنده مع حفظ الألقاب أحمد عبد المعطي حجازي وحسن طلب وسيد أبوشادي. وكان الحديث يدور حول طبع المؤلفات الكاملة لفؤاد زكريا في هيئة الكتاب. دخلت عليهم وهم يتداولون في الأمر. ولا أعرف من الذي اقترح الطبع ولا من أثار الموضوع.
قلت لهم إنني عرفت من الدكتور فؤاد زكريا أن كتبه كلها تطبع في الإسكندرية. وأعطاني بعضها. ثم قال لي الدكتور فؤاد إنه يبحث عن كتابه: كم عمر الغضب. ليطبعه ضمن هذه المجموعة. وسألني: هل هذا الكتاب عندك؟ قلت له: نعم. قال لي: هل يمكن أن تحضر لي نسختك ولك نسخة من الطبعة الجديدة بدلاً منها؟ قلت له: وهل يطلب هذا الطلب مني؟ «قهقه» ضاحكاً وخبط يده علي الكرسي عندما تذكر بلماحية سريعة أن الكتاب يُعد بمثابة رد علي كتاب: خريف الغضب. للأستاذ محمد حسنين هيكل. وهكذا أعفاني من إحضار الكتاب إليه.
لاحظت علي كتب الدكتور فؤاد في طبعتها الجديدة. أنها ينقصها الإخراج الجيد والعناية التي يستحقها اسم فؤاد زكريا. ثم علمت من الدكتور زكي سالم بعد ذلك أن قصة طباعة هذه الأعمال تعود إلي أن الدكتور عاطف العراقي أخذها منه إلي الناشر السكندري. وهكذا بدأت تصدر تباعاً. وكان زكي سالم قد سألني عن رد فعل الدكتور فؤاد زكريا علي ما كتبته عنه في هذا المكان قبل أسابيع حول أنه كان مشاركاً أساسياً في الميدان الثقافي في التجربة الناصرية. ووصل به الأمر أن كان رئيساً لتحرير مجلتين في وقت واحد. هما: مجلة الفكر المعاصر، وتراث الإنسانية. وقد كتبت هذا الكلام في سياق عرضي لعدد الفكر المعاصر الذي صدر سنة 1967 عن الشخصية المصرية. قلت لزكي سالم إن الرجل لم يتصل ولم يرد. ووعدني بسؤاله. ولكنه نسي الأمر.
أعود إلي الدكتور صابر عرب. قال موجهاً كلامه لحسن طلب أنه يكفيه ورقة من الدكتور فؤاد زكريا تقول إنه موافق علي نشر مؤلفاته كلها في الهيئة المصرية العامة للكتاب. أما كونها طبعت هنا أو هناك. فذلك أمر لا يعنيه في كثير ولا قليل. وما كنا نعرف أن هذا الكلام يقال ونحن علي مقربة من موت الرجل. ورحيله عن عالمنا. بعد فترة مرض طالت كان يقاومها بشدة. بالاهتمام بالشأن العام والاتصال بمن بقوا علي اتصال به. واستقبالهم إن زاروه. في زيارتي الأخيرة له جري اتصال من الدكتور فوزي فهمي معي وتحدث معه الدكتور فؤاد زكريا وأثني علي قيادته لمشروع مكتبة الأسرة. مع أن فؤاد زكريا من النادر أن يعجبه شيء. وبعد قليل اتصل بي جمال الغيطاني وتكرر نفس الأمر. وتحدث مع الدكتور فؤاد زكريا. وخلال معرض القاهرة الدولي للكتاب قبل السابق. زرته أنا وصديقتي فوزية شويش السالم. وهو يعرفها بشكل حميم منذ فترة عمله في الكويت. وقضينا معه وقتاً جميلاً. هذه كلمة سريعة من المؤكد أنني سأعود بعدها لكتابة أكثر توسعاً عن فؤاد زكريا الذي قرأته. وفؤاد زكريا الذي عرفته. فالرجل يشكل صفحة ناصعة في تاريخ الفكر المصري والعربي والعمل الثقافي المصري والعربي. والكتابة النزيهة الشريفة. والترجمة التي تنتج بالعربية نصاً لا يقل أهمية عن النص الأجنبي. واهتمامات ثقافية واسعة. مترامية الأطراف.
5- روايات الانتشار السريع:
أعتقد أن سلسلة المقالات التي يكتبها الدكتور جابر عصفور في جريدة الحياة عن الروايات الأكثر مبيعاً أكثر من مهمة وأكثر من خطيرة. وربما شكلت هذه المقالات نواة كتاب قد يصبح شهادة لها قيمتها عن حالة الرواية العربية عند بداية القرن الجديد.
هذه المقالات حملت الجديد حتي بالنسبة لكتابة جابر عصفور. منذ أن بدأ مشروعه النقدي. لأنه - الآن - يعلن آراءه بصراحة ووضوح أكثر. ربما لم يكن يفعل هذا من قبل تحت وهم الأكاديمية. أيضاً فقد زاوج بين قراءة النصوص وسرد حكايات حولها. وأبطال هذه الحكايات أحياء بيننا. أي لم يفعل مثلما يفعل الآخرون أن ينتظر حتي رحيل أصحاب هذه الحكايات عن دنيانا ثم يبدأ في التدوين.
شهادة جابر مبرأة من الميل والهوي. لأنه ليس روائياً. وبالتالي لا توجد ظلال أو شبهات. ومن باب إعادة الحق لأصحابه أقول إن تعبير روايات الانتشار السريع استخدمه أمامي الدكتور صلاح فضل في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب الأخير. ثم كانت هناك ندوة أخري حول موضوعات الروايات الأكثر مبيعاً. أصر الدكتور صابر عرب أن أديرها. مع أنني لم أكن أحب إدارة ندوات في المعرض. لأنني عضو في اللجنة التي وضعت البرنامج. ولذلك لا أحب أن يطلق عليَّ لقب الأهل والغنيمة. عكس الحضور الكثيف في الندوة اهتمام القراء وجمهور المعرض بهذه القضية المهمة التي لا يصح إغفالها أو عدم تناولها تحت اعتبارات إنسانية.
سواء أكانت الروايات أكثر مبيعا. حسب تعبير جابر عصفور. أو روايات الانتشار السريع حسب تعبير صلاح فضل. فإن الأمر يستحق الدراسة والمتابعة. من قبل ناقد في وزن واسم جابر عصفور.
6-قال الشاعر:
خسران:
يخسر... لأن ما يريده المستحيل
يخسر العمر لأنه يريد الموت الذي يبهت
كلما انطفأ حلم... وأومض في غرفته السكون
ويخسر الأصدقاء... لأن غيمته
لا تستطيع السقوط فوق الخرائب
وعلي أكف ينمو فوق أطرافها النفاق
ويخسر... الطريق
لأن خطواته تتحسس الأرض قبل المسير
وأنه يخسر العالم من حوله
لأن قصيدته مشنوقة علي شجرة
ويخسر... أنفاسه
لأن سرباً من الليل يترصده
وخيطاً من الدخان يتعقب أسراره
وإنه... كلما نظر إلي نفسه
رأي أن خسارته لم تكن بعيدة عن يديه
وعن مساحة غرفته الضيقة
وعن نجمته المجهولة خلف ظلال الغيب
وسحنته المنهارة فوق المرايا
وطريقته المذهلة في المضي خلف السراب
وعفويته... التي يتعقب من خلالها التاريخ
وأنه... يخسر
كلما رأي شبحاً يحدق
في الصورة المرسومة فوق حائطه!
مدحت علام
[email protected]
7-إليها: يا أنا..
أنت التي هي أنت..
وأنا الذي هو أنا..
هكذا كنا..
سألت نفسي: ألا يمكن لهذه المرأة أن تستمع بحريتها دون أن يسبب ذلك عذابي.
يبدو إنها سمعت للعبارة التي لم أنطق بها.
قلت لنفسي:
- عليّ أن أختار بين حريتي وحبي لها.
قالت:
- حبك لي..
لم تنطق كلمة:
- حبنا
ستبقين في خيالي في إطار صورتك الأجمل. ليس أمامي سوي التدريب علي الصبر. مع أن التي تذوقت الصبر كانت ناعسة بعد أن أصاب أيوب ما أصابه. أيوب تكلم في الملاحم الشعبية عن بطولة الصبر. في حين أن التي عاشتها كانت ناعسة. لست المبتلي.. وأنت لا أطلب لك دور ناعسة أبداً. أسأل نفسي: متي كان البياض الشاهق لون الصبر. البياض لون الحليب. وضروع الحليب جفت. لأن القلوب التي كانت تضخ الحليب في شرايننا أصابها الوهن. أليس بياض الحليب الذي هو لون الصبر أكثر جمالاً من حمرة الدماء.
8- الدستور: كل سنة جديدة تجعله أكثر تألقاً:
يوم 23 مارس المقبل تمر 5 سنوات علي صدور الدستور. ولا أعرف إن كان أهل الحل والربط في الدستور سيحتفلون بهذه المناسبة أم لا. وبأي صورة من الصور؟ ولكني أبادر وأقول كل سنة والدستور أكثر تقدماً. في العام الماضي. كانت هناك ندوة موسعة شرفت بإدارتها عن كل ما نراه ونعيشه ونعاني منه. كانت الدستور نافذتنا إلي مصر. وكانت مصر بوابتنا للدنيا. بدأنا من الدستور. وإليها عدنا في نهاية الندوة. أما هذا العام فأكتفي بأن أقول لقراء الدستور والمسئولين عن الدستور وكتاب الدستور ومصوري الدستور ومحرري الدستور. ومراجعي الدستور. وموزعي الدستور. وبائعي الدستور. والجنود الذين لا نراهم ممن يقفون وراء نجاح الدستور. أقول لكل هؤلاء: كل سنة والدستور أكثر تألقاً. أكثر توزيعاً. أكثر حضوراً. أكثر تأثيراً. في الواقع المصري والعربي والعالمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.