مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    البيت الأبيض: ويتكوف يتوجه لغزة غدا وترامب سيوافق على خطة مساعدات جديدة    رسميا، البرتغالي هيليو سوزا مديرا فنيا ل منتخب الكويت    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    مصرع سائق توك توك على يد 3 أشخاص بالقليوبية    ضبط فني ينتحل صفة أخصائي تحاليل ويدير معملًا غير مرخص بجرجا في سوهاج    أحمد كرارة يوجه رسالة لشقيقه بسبب "الشاطر"    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    سفير المغرب في حفل الذكرى 26 لعيد العرش: علاقتنا مع مصر أخوة ضاربة في عمق التاريخ    أمريكا تحظر منح تأشيراتها لأعضاء منظمة التحرير ومسئولى السلطة الفلسطينية    مسؤول أمريكي: شروط ترامب عدم وجود حماس للاعتراف بالدولة الفلسطينية    رئيس الوطنية للانتخابات يدعو المصريين للمشاركة فى انتخابات مجلس الشيوخ    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    القليوبية تحتفي بنُخبَتها التعليمية وتكرّم 44 من المتفوقين (صور)    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    معاقبة شقيق المجني عليه "أدهم الظابط" بالسجن المشدد في واقعة شارع السنترال بالفيوم    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يشهد توقيع مذكرة تفاهم لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق (EHVRC)    وزير الثقافة يشارك باحتفالية سفارة المملكة المغربية بمناسبة عيد العرش    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    محافظ سوهاج يبحث استعدادات انتخابات مجلس الشيوخ ويؤكد ضرورة حسم ملفات التصالح والتقنين    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    ريبيرو يستقر على مهاجم الأهلي الأساسي.. شوبير يكشف التفاصيل    طريقة عمل الدونتس في البيت زي الجاهز وبأقل التكاليف    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    17 برنامجًا.. دليل شامل لبرامج وكليات جامعة بني سويف الأهلية -صور    مصرع مسن أسفل عجلات اتوبيس على طريق بركة السبع بالمنوفية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    تعرف على كليات جامعة المنيا الأهلية ومصروفاتها في العام الدراسي الجديد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    "يحاول يبقى زيهم".. هشام يكن يعلق على ظهوره في إعلان صفقة الزمالك الجديدة    محافظ المنوفية: تكريم الدفعة الرابعة لمتدربي "المرأة تقود في المحافظات المصرية"    البورصة: تغطية الطرح العام للشركة الوطنية للطباعة 23.60 مرة    تعليقا على دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية.. رئيس حزب العدل: ليس غريبا على الإخوان التحالف مع الشيطان من أجل مصالحها    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    4 تحذيرات جديدة من أدوية مغشوشة.. بينها "أوبلكس" و"بيتادين"    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    الصحة: المرور على 1032 منشأة صحية وتدريب أكثر من 22 ألف متدرب    حرام أم حلال؟.. ما حكم شراء شقة ب التمويل العقاري؟    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    البابا تواضروس يشارك في ندوة ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    "الأكثر تاريخيا".. ميسي يواصل تسجيل الأرقام القياسية في كرة القدم    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامة : لم أقصد القول إنه لا توجد رواية مصرية تصلح للسينما
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 03 - 2010

سأل مصطفي الفقي زقزوق: إن كان مستعداً لارتداء العمة والجبة والقفطان. فقال له أنا جاهز
كان صابر عرب يريد طباعة مؤلفات فؤاد زكريا الكاملة قبل وفاته بأيام
في لقاءاتي الأخيرة معه أثني فؤاد زكريا علي دور فوزي فهمي في مكتبة الأسرة
سيدة الشاشة: مع كل احترامي ليسرا الفنانة والإنسانة. لا يوجد مسلسل يجمعني بها
العودة الآن صعبة ولابد من وجود نص وإعداد جيد واستعداد يفوق الخيال
لا أعرف هل أستطيع الوقوف في البلاتوه الآن 15 ساعة مستمرة؟
1- فاتن حمامة:
اتصلت بي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. من تليفون أرضي. يبدو أنه رقم تليفون منزلها من مرتفعات القطامية. ورغم أن صوتها معروف. إنه الصوت الذي شكل أحلامنا لسنوات طويلة. ومع هذا لا بد وأن تبدأ الكلام بقولها: أنا فاتن. ثم قالت: انت آخر واحد يمكن أن أغضبه مهما كانت الظروف.
ثم بدأت تحكي. هذه الصحفية - تقصد سماح عبدالسلام - الصحفية بجريدة القاهرة. وكانت قد نشرت علي لسان فاتن حمامة تتساءل: أين هي الرواية التي يمكن أن تصلح للسينما؟
قالت لي إن هذه المحررة كانت قد اتصلت بي وأنا في حالة غضب شديد. ثم عاودت الاتصال. قلت لها ما قلته وكان كلاماً عاماً بعيداً عن التفاصيل. لكن لا أقصد القول إنه لا توجد روايات تصلح لكي أعود بها إلي السينما. قلت لها: ولكنهم يتكلمون الآن عن مسلسل يجمع بينك وصديقتي الفنانة الجميلة المتألقة يسرا. قالت لي: مع كل احترامي ليسرا الفنانة والإنسانة. فإن هذا الكلام غير صحيح. ثم تحدثت عن صعوبات العودة الآن. لابد من وجود النص. ومناسبته وحساب كل شئ بدقة متناهية. وهل يستطيع الإنسان الوقوف في البلاتوه أكثر من 15 ساعة متصلة ومستمرة. ولأن اتصالها تأخر عما سبق أن كتبته في نفس هذا المكان من «الدستور» قبل أسابيع مضت. سألتها كيف عرفت ما كتبته؟ قالت لي إن صديقة لها هي التي قالت لها. قبل الاتصال مباشرة. تصورت أن هذه الصديقة من الصحفيات. قالت لي لا. إنها كانت معها في الاستوديو. تقوم بعمل إداري. سألتها عن أحوال الدكتور محمد عبد الوهاب وتواعدنا علي لقاء بعد أخذ ورد كثير. لكنها تسبق كل جملة تنطق بها بعبارة هذا الكلام ليس للنشر يا يوسف. وأنا أحترم رغبتها وأمسك عن ذكر حرف واحد مما قالته.
2-التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية: بلدياتي وصديقي:
عندما أراد الدكتور سليمان عبد المنعم إرسال التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية. الصادر عن مؤسسة الفكر العربي لي في بيروت. أرسله عن طريق صديقنا المشترك الدكتور وحيد عبد المجيد. وسليمان عبد المنعم بلدياتي. من أبناء البحيرة. عرفته في سماء مكتبة الإسكندرية. ثم رشحته مصر أميناً عاماً لمؤسسة الفكر العربي. ويبدو أن الطامعين في المنصب كانوا كثرًا لأنني سمعت تساؤلات عن اختياره. ولمحت الحسد في كل الأعين. وسمعت الكثير مما قيل.
ومؤسسة الفكر العربي. مؤسسة دولية أهلية تأسست في 2001، مقرها بيروت. وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال. لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسئولة. وتعني بمختلف سبل المعرفة. والعلوم والثقافة والفنون وذلك عن طريق توحيد وتطوير ومضاعفة الجهود الفكرية والثقافية والعلمية التي تدعو إلي تضامن الأمة والنهوض بها والمحافظة علي هويتها.
منذ العام الماضي تعودت مؤسسة الفكر العربي علي إصدار تقرير عن التنمية الثقافية في الوطن العربي. وأنا لم أر التقرير الأول.. وها هو الثاني بين يدي. مجلد ضخم. الملف الأول فيه عن: المعلوماتية كرافعة للتنمية الثقافية. والملف الثاني عن التمويل واستقلالية الإدارة في التعليم العالي. والملف الثالث عن الخطاب الثقافي في وسائل الإعلام. والملف الرابع عن الإبداع الأدبي. كتبه: عبده وازن. والإبداع السينمائي والدرامي كتبه: إبراهيم العريس. والإبداع المسرحي كتبته: ماري إلياس. ثم الملف الخامس عن الحصاد الفكري السنوي.
هذا التقرير المنشور في سنة 2010، يدور حول سنة 2008، والتقرير يغطي النتاج الثقافي والعلمي والفكري العربي في 20 دولة عربية. واللجنة الاستشارية للتقرير فيها من مصر محمد سلماوي.
الإبداع الأدبي يقع في الصفحات من 318 حتي 353، من القطع الكبير. ويمكن أن تقرأ فيه أن الرواية أصبحت ديوان العرب. ومشاكل قصيدة النثر والكتابة الروائية الجديدة والكتابة الروائية من أجل الترجمة. والرواية السعودية. والرواية العراقية. والرواية الفلسطينية ورواية السجن العربي. والرواية النسائية العربية. وغياب نزار قباني وحضوره. كانت هذه السنة تصادف السنة الأولي بعد رحيل نازك الملائكة والذكري العاشرة لغياب نزار قباني. وأن هذه السنة كانت سنة محمود درويش. فقد كانت سنة رحيله. وكان رحيل درويش حدثاً مهماً. فهو شاعر الأرض وحارس الذكريات. شاعر المنفي وشاعر العودة للوطن. وجهد التقرير واضح ومهم ولكني أتصور رؤيا أخري لمثل هذا التقرير.
ما قرأته تقرير وكتب في الغرف المغلقة. يتكلم عن الوجه الذي نعرفه بالإبداع العربي. ولكن ما دامت المؤسسة. تريد أن تصبح طرفاً جديداً في عملية الإبداع العربي. ما الذي يحول دون أن تكون هناك دراسات ميدانية لمن يقرأ الأدب الروائي مثلاً.
كل المكتوب عن الإبداع الأدبي العربي. من خلال مبدعين ولكنه يغفل القارئ الذي دون قراءاته للنص يبقي حروفاً علي الورق. أيضاً فإن وسائل وصول النتاج الثقافي من المبدع للمتلقي مسألة مهمة. أين المصادرات والتضييق علي الحريات؟ أين الموقف الأصولي ضد الإبداع الأدبي في الوطن العربي؟
3-الدكتور زقزوق.. أليس له نصيب في مشيخة الأزهر؟!..
مشكلة الكتابة عن اختيار شيخ الأزهر الجديد. إنها تصطدم بالعديد من الاعتبارات. أولها: أن القرار سيتخذه الرئيس. لا قيمة لأي كتابة عن الموضوع. ثانياً: لا كتابة أخري عن شيخ الأزهر السابق. لا تجوز عليه الآن سوي الرحمة. هكذا تعلمنا من الآباء والأجداد.
ثالثاً: إن الإسماء التي طرحها الإعلام الدكتور علي جمعة. - مفتي الديار المصرية الآن - والدكتور أحمد الطيب - رئيس جامعة الأزهر- وعلاوة علي الارتياح العام لتولي أياً منهما مشيخة الأزهر. فلديَّ شخصياً علاقات خاصة مع الاثنين. والعلاقة الشخصية تشكل أساساً جوهرياً للحكم علي الناس. إن مثل هذه العلاقة عن قرب توفر للإنسان ما لم يتوفر لغيره من معرفة تعتمد علي الحواس الخمس. لقد ذهبت إلي قرية دندرة. بلد الشيخ أحمد الطيب. ورأيت ولاء الناس. وتعاملهم معه بدرجة من الاحترام التي ربما وصلت للتقديس. وفي سفرية مشتركة. كنت ذاهباً للمغرب وكان هو متجهاً لباريس. ومن خلال حوار رحلة الطائرة. لمست ثقافة تعد جزءاً من هذا العصر. وهو الوجه الذي لم يعرفه الناس عنه.
أما الدكتور علي جمعة. فقد رأيته بالزي الأوروبي في قناة دريم قبل أن يتم التفكير في توليه دار الإفتاء. ثم تعددت اللقاءات. قضينا يوماً في دمنهور بمناسبة الاحتفال بإعادة افتتاح مسجد ناصر بحي شبرا في دمنهور. وفي منزل اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة. قضينا وقتاً طويلاً. اكتشفت خلاله معرفته الواسعة. علاوة علي الشأن الديني. كانت عنده معرفة عميقة بتاريخ مصر. ثم التقينا في برج سما. في مكتب صديقنا المشترك الدكتور حسن راتب. واستأنفنا الكلام في الشأن الثقافي العام. وكلاهما الدكتور أحمد الطيب والدكتور علي جمعة كان يعكس تفكيراً منظماً دقيقاً يربط بين المسببات والنتائج. مع قدرة علي الغوص إلي الأعماق.
لكن عند الكلام عمن يتولي مشيخة الأزهر استدعت الذاكرة ما سبق أن سمعته من الدكتور مصطفي الفقي. ربما في الاحتفال بحضور المفكر السعودي الشيخ محمد سعيد الطيب إلي القاهرة لأول مرة. بعد خمس سنوات كان ممنوعاً من مغادرة الرياض خلالها.
قال لي الدكتور مصطفي الفقي أنه جري التفكير ذات مرة في تولي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف مشيخة الأزهر. وأن الدكتور مصطفي سأل الدكتور زقزوق. هل يرتدي الجبة والعمامة في حال توليه مشيخة الأزهر؟ وقال الدكتور زقزوق إنه جاهز تماماً.
هذا مع تصوري أن المنطق السائد. ومن قراءة التصرفات السابقة. أن تولي المفتي مشيخة الأزهر أقرب للمنطق. وهو ما نراه عملياً في قطاعات أخري من الدولة المصرية. مثلاً عندما يتولي رئيس هيئة الاستعلامات وزارة الإعلام. ورئيس الأركان وزارة الدفاع. ومدير مباحث أمن الدولة وزارة الداخلية. وهكذا. هناك أسماء أخري يرشحها الإعلام. مثل الدكتور أحمد عمر هاشم. الذي كانت تربطه حالة ود مفقودة مع شيخ الأزهر السابق. والدكتور نصر فريد واصل. المفتي الأسبق. الذي لم يمكث طويلاً في منصب الإفتاء. أيضاً عرفنا أن الدكتور علي جمعة كان في زيارة لليابان. وقد قطعها ورجع فوراً. وراجت قصة أنه قبل وفاة شيخ الأزهر السابق كان يصلي الجمعة في أحد مساجد بني سويف. وكان معه علي جمعة. فقدمه ليصلي بالناس. مما يعد إشارة إلي رغبته في أن يخلفه في مشيخة الأزهر. لكن نفس الكلام يقول أن الدكتور أحمد نظيف قابل الدكتور أحمد الطيب في لقاء لم يعلن في القرية الذكية. مما يعني أن التفكير قد اتجه للشيخ الطيب. باعتبار أن علي جمعة خريج كلية التجارة. عموماً الكتابة عن هذا الموضوع تسبب من الحرج بالنسبة لي الكثير. لكن قريباً سيصدر القرار الذي ينهي كل هذه التكهنات.
4-في وداع الدكتور فؤاد زكريا:
عرفت من جمال الغيطاني خبر رحيل الدكتور فؤاد زكريا. وأنا المتهم أمام الجميع بمعرفة الأخبار. وهو شرف لا أدعيه. وتهمة لا أنكرها. وقبل رحيله بأيام. كنت في مكتب صابر عرب بهيئة الكتاب. كان عنده مع حفظ الألقاب أحمد عبد المعطي حجازي وحسن طلب وسيد أبوشادي. وكان الحديث يدور حول طبع المؤلفات الكاملة لفؤاد زكريا في هيئة الكتاب. دخلت عليهم وهم يتداولون في الأمر. ولا أعرف من الذي اقترح الطبع ولا من أثار الموضوع.
قلت لهم إنني عرفت من الدكتور فؤاد زكريا أن كتبه كلها تطبع في الإسكندرية. وأعطاني بعضها. ثم قال لي الدكتور فؤاد إنه يبحث عن كتابه: كم عمر الغضب. ليطبعه ضمن هذه المجموعة. وسألني: هل هذا الكتاب عندك؟ قلت له: نعم. قال لي: هل يمكن أن تحضر لي نسختك ولك نسخة من الطبعة الجديدة بدلاً منها؟ قلت له: وهل يطلب هذا الطلب مني؟ «قهقه» ضاحكاً وخبط يده علي الكرسي عندما تذكر بلماحية سريعة أن الكتاب يُعد بمثابة رد علي كتاب: خريف الغضب. للأستاذ محمد حسنين هيكل. وهكذا أعفاني من إحضار الكتاب إليه.
لاحظت علي كتب الدكتور فؤاد في طبعتها الجديدة. أنها ينقصها الإخراج الجيد والعناية التي يستحقها اسم فؤاد زكريا. ثم علمت من الدكتور زكي سالم بعد ذلك أن قصة طباعة هذه الأعمال تعود إلي أن الدكتور عاطف العراقي أخذها منه إلي الناشر السكندري. وهكذا بدأت تصدر تباعاً. وكان زكي سالم قد سألني عن رد فعل الدكتور فؤاد زكريا علي ما كتبته عنه في هذا المكان قبل أسابيع حول أنه كان مشاركاً أساسياً في الميدان الثقافي في التجربة الناصرية. ووصل به الأمر أن كان رئيساً لتحرير مجلتين في وقت واحد. هما: مجلة الفكر المعاصر، وتراث الإنسانية. وقد كتبت هذا الكلام في سياق عرضي لعدد الفكر المعاصر الذي صدر سنة 1967 عن الشخصية المصرية. قلت لزكي سالم إن الرجل لم يتصل ولم يرد. ووعدني بسؤاله. ولكنه نسي الأمر.
أعود إلي الدكتور صابر عرب. قال موجهاً كلامه لحسن طلب أنه يكفيه ورقة من الدكتور فؤاد زكريا تقول إنه موافق علي نشر مؤلفاته كلها في الهيئة المصرية العامة للكتاب. أما كونها طبعت هنا أو هناك. فذلك أمر لا يعنيه في كثير ولا قليل. وما كنا نعرف أن هذا الكلام يقال ونحن علي مقربة من موت الرجل. ورحيله عن عالمنا. بعد فترة مرض طالت كان يقاومها بشدة. بالاهتمام بالشأن العام والاتصال بمن بقوا علي اتصال به. واستقبالهم إن زاروه. في زيارتي الأخيرة له جري اتصال من الدكتور فوزي فهمي معي وتحدث معه الدكتور فؤاد زكريا وأثني علي قيادته لمشروع مكتبة الأسرة. مع أن فؤاد زكريا من النادر أن يعجبه شيء. وبعد قليل اتصل بي جمال الغيطاني وتكرر نفس الأمر. وتحدث مع الدكتور فؤاد زكريا. وخلال معرض القاهرة الدولي للكتاب قبل السابق. زرته أنا وصديقتي فوزية شويش السالم. وهو يعرفها بشكل حميم منذ فترة عمله في الكويت. وقضينا معه وقتاً جميلاً. هذه كلمة سريعة من المؤكد أنني سأعود بعدها لكتابة أكثر توسعاً عن فؤاد زكريا الذي قرأته. وفؤاد زكريا الذي عرفته. فالرجل يشكل صفحة ناصعة في تاريخ الفكر المصري والعربي والعمل الثقافي المصري والعربي. والكتابة النزيهة الشريفة. والترجمة التي تنتج بالعربية نصاً لا يقل أهمية عن النص الأجنبي. واهتمامات ثقافية واسعة. مترامية الأطراف.
5- روايات الانتشار السريع:
أعتقد أن سلسلة المقالات التي يكتبها الدكتور جابر عصفور في جريدة الحياة عن الروايات الأكثر مبيعاً أكثر من مهمة وأكثر من خطيرة. وربما شكلت هذه المقالات نواة كتاب قد يصبح شهادة لها قيمتها عن حالة الرواية العربية عند بداية القرن الجديد.
هذه المقالات حملت الجديد حتي بالنسبة لكتابة جابر عصفور. منذ أن بدأ مشروعه النقدي. لأنه - الآن - يعلن آراءه بصراحة ووضوح أكثر. ربما لم يكن يفعل هذا من قبل تحت وهم الأكاديمية. أيضاً فقد زاوج بين قراءة النصوص وسرد حكايات حولها. وأبطال هذه الحكايات أحياء بيننا. أي لم يفعل مثلما يفعل الآخرون أن ينتظر حتي رحيل أصحاب هذه الحكايات عن دنيانا ثم يبدأ في التدوين.
شهادة جابر مبرأة من الميل والهوي. لأنه ليس روائياً. وبالتالي لا توجد ظلال أو شبهات. ومن باب إعادة الحق لأصحابه أقول إن تعبير روايات الانتشار السريع استخدمه أمامي الدكتور صلاح فضل في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب الأخير. ثم كانت هناك ندوة أخري حول موضوعات الروايات الأكثر مبيعاً. أصر الدكتور صابر عرب أن أديرها. مع أنني لم أكن أحب إدارة ندوات في المعرض. لأنني عضو في اللجنة التي وضعت البرنامج. ولذلك لا أحب أن يطلق عليَّ لقب الأهل والغنيمة. عكس الحضور الكثيف في الندوة اهتمام القراء وجمهور المعرض بهذه القضية المهمة التي لا يصح إغفالها أو عدم تناولها تحت اعتبارات إنسانية.
سواء أكانت الروايات أكثر مبيعا. حسب تعبير جابر عصفور. أو روايات الانتشار السريع حسب تعبير صلاح فضل. فإن الأمر يستحق الدراسة والمتابعة. من قبل ناقد في وزن واسم جابر عصفور.
6-قال الشاعر:
خسران:
يخسر... لأن ما يريده المستحيل
يخسر العمر لأنه يريد الموت الذي يبهت
كلما انطفأ حلم... وأومض في غرفته السكون
ويخسر الأصدقاء... لأن غيمته
لا تستطيع السقوط فوق الخرائب
وعلي أكف ينمو فوق أطرافها النفاق
ويخسر... الطريق
لأن خطواته تتحسس الأرض قبل المسير
وأنه يخسر العالم من حوله
لأن قصيدته مشنوقة علي شجرة
ويخسر... أنفاسه
لأن سرباً من الليل يترصده
وخيطاً من الدخان يتعقب أسراره
وإنه... كلما نظر إلي نفسه
رأي أن خسارته لم تكن بعيدة عن يديه
وعن مساحة غرفته الضيقة
وعن نجمته المجهولة خلف ظلال الغيب
وسحنته المنهارة فوق المرايا
وطريقته المذهلة في المضي خلف السراب
وعفويته... التي يتعقب من خلالها التاريخ
وأنه... يخسر
كلما رأي شبحاً يحدق
في الصورة المرسومة فوق حائطه!
مدحت علام
[email protected]
7-إليها: يا أنا..
أنت التي هي أنت..
وأنا الذي هو أنا..
هكذا كنا..
سألت نفسي: ألا يمكن لهذه المرأة أن تستمع بحريتها دون أن يسبب ذلك عذابي.
يبدو إنها سمعت للعبارة التي لم أنطق بها.
قلت لنفسي:
- عليّ أن أختار بين حريتي وحبي لها.
قالت:
- حبك لي..
لم تنطق كلمة:
- حبنا
ستبقين في خيالي في إطار صورتك الأجمل. ليس أمامي سوي التدريب علي الصبر. مع أن التي تذوقت الصبر كانت ناعسة بعد أن أصاب أيوب ما أصابه. أيوب تكلم في الملاحم الشعبية عن بطولة الصبر. في حين أن التي عاشتها كانت ناعسة. لست المبتلي.. وأنت لا أطلب لك دور ناعسة أبداً. أسأل نفسي: متي كان البياض الشاهق لون الصبر. البياض لون الحليب. وضروع الحليب جفت. لأن القلوب التي كانت تضخ الحليب في شرايننا أصابها الوهن. أليس بياض الحليب الذي هو لون الصبر أكثر جمالاً من حمرة الدماء.
8- الدستور: كل سنة جديدة تجعله أكثر تألقاً:
يوم 23 مارس المقبل تمر 5 سنوات علي صدور الدستور. ولا أعرف إن كان أهل الحل والربط في الدستور سيحتفلون بهذه المناسبة أم لا. وبأي صورة من الصور؟ ولكني أبادر وأقول كل سنة والدستور أكثر تقدماً. في العام الماضي. كانت هناك ندوة موسعة شرفت بإدارتها عن كل ما نراه ونعيشه ونعاني منه. كانت الدستور نافذتنا إلي مصر. وكانت مصر بوابتنا للدنيا. بدأنا من الدستور. وإليها عدنا في نهاية الندوة. أما هذا العام فأكتفي بأن أقول لقراء الدستور والمسئولين عن الدستور وكتاب الدستور ومصوري الدستور ومحرري الدستور. ومراجعي الدستور. وموزعي الدستور. وبائعي الدستور. والجنود الذين لا نراهم ممن يقفون وراء نجاح الدستور. أقول لكل هؤلاء: كل سنة والدستور أكثر تألقاً. أكثر توزيعاً. أكثر حضوراً. أكثر تأثيراً. في الواقع المصري والعربي والعالمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.