«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتن حمامة : لم أقصد القول إنه لا توجد رواية مصرية تصلح للسينما
نشر في الدستور الأصلي يوم 19 - 03 - 2010

سأل مصطفي الفقي زقزوق: إن كان مستعداً لارتداء العمة والجبة والقفطان. فقال له أنا جاهز
كان صابر عرب يريد طباعة مؤلفات فؤاد زكريا الكاملة قبل وفاته بأيام
في لقاءاتي الأخيرة معه أثني فؤاد زكريا علي دور فوزي فهمي في مكتبة الأسرة
سيدة الشاشة: مع كل احترامي ليسرا الفنانة والإنسانة. لا يوجد مسلسل يجمعني بها
العودة الآن صعبة ولابد من وجود نص وإعداد جيد واستعداد يفوق الخيال
لا أعرف هل أستطيع الوقوف في البلاتوه الآن 15 ساعة مستمرة؟
1- فاتن حمامة:
اتصلت بي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة. من تليفون أرضي. يبدو أنه رقم تليفون منزلها من مرتفعات القطامية. ورغم أن صوتها معروف. إنه الصوت الذي شكل أحلامنا لسنوات طويلة. ومع هذا لا بد وأن تبدأ الكلام بقولها: أنا فاتن. ثم قالت: انت آخر واحد يمكن أن أغضبه مهما كانت الظروف.
ثم بدأت تحكي. هذه الصحفية - تقصد سماح عبدالسلام - الصحفية بجريدة القاهرة. وكانت قد نشرت علي لسان فاتن حمامة تتساءل: أين هي الرواية التي يمكن أن تصلح للسينما؟
قالت لي إن هذه المحررة كانت قد اتصلت بي وأنا في حالة غضب شديد. ثم عاودت الاتصال. قلت لها ما قلته وكان كلاماً عاماً بعيداً عن التفاصيل. لكن لا أقصد القول إنه لا توجد روايات تصلح لكي أعود بها إلي السينما. قلت لها: ولكنهم يتكلمون الآن عن مسلسل يجمع بينك وصديقتي الفنانة الجميلة المتألقة يسرا. قالت لي: مع كل احترامي ليسرا الفنانة والإنسانة. فإن هذا الكلام غير صحيح. ثم تحدثت عن صعوبات العودة الآن. لابد من وجود النص. ومناسبته وحساب كل شئ بدقة متناهية. وهل يستطيع الإنسان الوقوف في البلاتوه أكثر من 15 ساعة متصلة ومستمرة. ولأن اتصالها تأخر عما سبق أن كتبته في نفس هذا المكان من «الدستور» قبل أسابيع مضت. سألتها كيف عرفت ما كتبته؟ قالت لي إن صديقة لها هي التي قالت لها. قبل الاتصال مباشرة. تصورت أن هذه الصديقة من الصحفيات. قالت لي لا. إنها كانت معها في الاستوديو. تقوم بعمل إداري. سألتها عن أحوال الدكتور محمد عبد الوهاب وتواعدنا علي لقاء بعد أخذ ورد كثير. لكنها تسبق كل جملة تنطق بها بعبارة هذا الكلام ليس للنشر يا يوسف. وأنا أحترم رغبتها وأمسك عن ذكر حرف واحد مما قالته.
2-التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية: بلدياتي وصديقي:
عندما أراد الدكتور سليمان عبد المنعم إرسال التقرير العربي الثاني للتنمية الثقافية. الصادر عن مؤسسة الفكر العربي لي في بيروت. أرسله عن طريق صديقنا المشترك الدكتور وحيد عبد المجيد. وسليمان عبد المنعم بلدياتي. من أبناء البحيرة. عرفته في سماء مكتبة الإسكندرية. ثم رشحته مصر أميناً عاماً لمؤسسة الفكر العربي. ويبدو أن الطامعين في المنصب كانوا كثرًا لأنني سمعت تساؤلات عن اختياره. ولمحت الحسد في كل الأعين. وسمعت الكثير مما قيل.
ومؤسسة الفكر العربي. مؤسسة دولية أهلية تأسست في 2001، مقرها بيروت. وهي مبادرة تضامنية بين الفكر والمال. لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسئولة. وتعني بمختلف سبل المعرفة. والعلوم والثقافة والفنون وذلك عن طريق توحيد وتطوير ومضاعفة الجهود الفكرية والثقافية والعلمية التي تدعو إلي تضامن الأمة والنهوض بها والمحافظة علي هويتها.
منذ العام الماضي تعودت مؤسسة الفكر العربي علي إصدار تقرير عن التنمية الثقافية في الوطن العربي. وأنا لم أر التقرير الأول.. وها هو الثاني بين يدي. مجلد ضخم. الملف الأول فيه عن: المعلوماتية كرافعة للتنمية الثقافية. والملف الثاني عن التمويل واستقلالية الإدارة في التعليم العالي. والملف الثالث عن الخطاب الثقافي في وسائل الإعلام. والملف الرابع عن الإبداع الأدبي. كتبه: عبده وازن. والإبداع السينمائي والدرامي كتبه: إبراهيم العريس. والإبداع المسرحي كتبته: ماري إلياس. ثم الملف الخامس عن الحصاد الفكري السنوي.
هذا التقرير المنشور في سنة 2010، يدور حول سنة 2008، والتقرير يغطي النتاج الثقافي والعلمي والفكري العربي في 20 دولة عربية. واللجنة الاستشارية للتقرير فيها من مصر محمد سلماوي.
الإبداع الأدبي يقع في الصفحات من 318 حتي 353، من القطع الكبير. ويمكن أن تقرأ فيه أن الرواية أصبحت ديوان العرب. ومشاكل قصيدة النثر والكتابة الروائية الجديدة والكتابة الروائية من أجل الترجمة. والرواية السعودية. والرواية العراقية. والرواية الفلسطينية ورواية السجن العربي. والرواية النسائية العربية. وغياب نزار قباني وحضوره. كانت هذه السنة تصادف السنة الأولي بعد رحيل نازك الملائكة والذكري العاشرة لغياب نزار قباني. وأن هذه السنة كانت سنة محمود درويش. فقد كانت سنة رحيله. وكان رحيل درويش حدثاً مهماً. فهو شاعر الأرض وحارس الذكريات. شاعر المنفي وشاعر العودة للوطن. وجهد التقرير واضح ومهم ولكني أتصور رؤيا أخري لمثل هذا التقرير.
ما قرأته تقرير وكتب في الغرف المغلقة. يتكلم عن الوجه الذي نعرفه بالإبداع العربي. ولكن ما دامت المؤسسة. تريد أن تصبح طرفاً جديداً في عملية الإبداع العربي. ما الذي يحول دون أن تكون هناك دراسات ميدانية لمن يقرأ الأدب الروائي مثلاً.
كل المكتوب عن الإبداع الأدبي العربي. من خلال مبدعين ولكنه يغفل القارئ الذي دون قراءاته للنص يبقي حروفاً علي الورق. أيضاً فإن وسائل وصول النتاج الثقافي من المبدع للمتلقي مسألة مهمة. أين المصادرات والتضييق علي الحريات؟ أين الموقف الأصولي ضد الإبداع الأدبي في الوطن العربي؟
3-الدكتور زقزوق.. أليس له نصيب في مشيخة الأزهر؟!..
مشكلة الكتابة عن اختيار شيخ الأزهر الجديد. إنها تصطدم بالعديد من الاعتبارات. أولها: أن القرار سيتخذه الرئيس. لا قيمة لأي كتابة عن الموضوع. ثانياً: لا كتابة أخري عن شيخ الأزهر السابق. لا تجوز عليه الآن سوي الرحمة. هكذا تعلمنا من الآباء والأجداد.
ثالثاً: إن الإسماء التي طرحها الإعلام الدكتور علي جمعة. - مفتي الديار المصرية الآن - والدكتور أحمد الطيب - رئيس جامعة الأزهر- وعلاوة علي الارتياح العام لتولي أياً منهما مشيخة الأزهر. فلديَّ شخصياً علاقات خاصة مع الاثنين. والعلاقة الشخصية تشكل أساساً جوهرياً للحكم علي الناس. إن مثل هذه العلاقة عن قرب توفر للإنسان ما لم يتوفر لغيره من معرفة تعتمد علي الحواس الخمس. لقد ذهبت إلي قرية دندرة. بلد الشيخ أحمد الطيب. ورأيت ولاء الناس. وتعاملهم معه بدرجة من الاحترام التي ربما وصلت للتقديس. وفي سفرية مشتركة. كنت ذاهباً للمغرب وكان هو متجهاً لباريس. ومن خلال حوار رحلة الطائرة. لمست ثقافة تعد جزءاً من هذا العصر. وهو الوجه الذي لم يعرفه الناس عنه.
أما الدكتور علي جمعة. فقد رأيته بالزي الأوروبي في قناة دريم قبل أن يتم التفكير في توليه دار الإفتاء. ثم تعددت اللقاءات. قضينا يوماً في دمنهور بمناسبة الاحتفال بإعادة افتتاح مسجد ناصر بحي شبرا في دمنهور. وفي منزل اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة. قضينا وقتاً طويلاً. اكتشفت خلاله معرفته الواسعة. علاوة علي الشأن الديني. كانت عنده معرفة عميقة بتاريخ مصر. ثم التقينا في برج سما. في مكتب صديقنا المشترك الدكتور حسن راتب. واستأنفنا الكلام في الشأن الثقافي العام. وكلاهما الدكتور أحمد الطيب والدكتور علي جمعة كان يعكس تفكيراً منظماً دقيقاً يربط بين المسببات والنتائج. مع قدرة علي الغوص إلي الأعماق.
لكن عند الكلام عمن يتولي مشيخة الأزهر استدعت الذاكرة ما سبق أن سمعته من الدكتور مصطفي الفقي. ربما في الاحتفال بحضور المفكر السعودي الشيخ محمد سعيد الطيب إلي القاهرة لأول مرة. بعد خمس سنوات كان ممنوعاً من مغادرة الرياض خلالها.
قال لي الدكتور مصطفي الفقي أنه جري التفكير ذات مرة في تولي الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف مشيخة الأزهر. وأن الدكتور مصطفي سأل الدكتور زقزوق. هل يرتدي الجبة والعمامة في حال توليه مشيخة الأزهر؟ وقال الدكتور زقزوق إنه جاهز تماماً.
هذا مع تصوري أن المنطق السائد. ومن قراءة التصرفات السابقة. أن تولي المفتي مشيخة الأزهر أقرب للمنطق. وهو ما نراه عملياً في قطاعات أخري من الدولة المصرية. مثلاً عندما يتولي رئيس هيئة الاستعلامات وزارة الإعلام. ورئيس الأركان وزارة الدفاع. ومدير مباحث أمن الدولة وزارة الداخلية. وهكذا. هناك أسماء أخري يرشحها الإعلام. مثل الدكتور أحمد عمر هاشم. الذي كانت تربطه حالة ود مفقودة مع شيخ الأزهر السابق. والدكتور نصر فريد واصل. المفتي الأسبق. الذي لم يمكث طويلاً في منصب الإفتاء. أيضاً عرفنا أن الدكتور علي جمعة كان في زيارة لليابان. وقد قطعها ورجع فوراً. وراجت قصة أنه قبل وفاة شيخ الأزهر السابق كان يصلي الجمعة في أحد مساجد بني سويف. وكان معه علي جمعة. فقدمه ليصلي بالناس. مما يعد إشارة إلي رغبته في أن يخلفه في مشيخة الأزهر. لكن نفس الكلام يقول أن الدكتور أحمد نظيف قابل الدكتور أحمد الطيب في لقاء لم يعلن في القرية الذكية. مما يعني أن التفكير قد اتجه للشيخ الطيب. باعتبار أن علي جمعة خريج كلية التجارة. عموماً الكتابة عن هذا الموضوع تسبب من الحرج بالنسبة لي الكثير. لكن قريباً سيصدر القرار الذي ينهي كل هذه التكهنات.
4-في وداع الدكتور فؤاد زكريا:
عرفت من جمال الغيطاني خبر رحيل الدكتور فؤاد زكريا. وأنا المتهم أمام الجميع بمعرفة الأخبار. وهو شرف لا أدعيه. وتهمة لا أنكرها. وقبل رحيله بأيام. كنت في مكتب صابر عرب بهيئة الكتاب. كان عنده مع حفظ الألقاب أحمد عبد المعطي حجازي وحسن طلب وسيد أبوشادي. وكان الحديث يدور حول طبع المؤلفات الكاملة لفؤاد زكريا في هيئة الكتاب. دخلت عليهم وهم يتداولون في الأمر. ولا أعرف من الذي اقترح الطبع ولا من أثار الموضوع.
قلت لهم إنني عرفت من الدكتور فؤاد زكريا أن كتبه كلها تطبع في الإسكندرية. وأعطاني بعضها. ثم قال لي الدكتور فؤاد إنه يبحث عن كتابه: كم عمر الغضب. ليطبعه ضمن هذه المجموعة. وسألني: هل هذا الكتاب عندك؟ قلت له: نعم. قال لي: هل يمكن أن تحضر لي نسختك ولك نسخة من الطبعة الجديدة بدلاً منها؟ قلت له: وهل يطلب هذا الطلب مني؟ «قهقه» ضاحكاً وخبط يده علي الكرسي عندما تذكر بلماحية سريعة أن الكتاب يُعد بمثابة رد علي كتاب: خريف الغضب. للأستاذ محمد حسنين هيكل. وهكذا أعفاني من إحضار الكتاب إليه.
لاحظت علي كتب الدكتور فؤاد في طبعتها الجديدة. أنها ينقصها الإخراج الجيد والعناية التي يستحقها اسم فؤاد زكريا. ثم علمت من الدكتور زكي سالم بعد ذلك أن قصة طباعة هذه الأعمال تعود إلي أن الدكتور عاطف العراقي أخذها منه إلي الناشر السكندري. وهكذا بدأت تصدر تباعاً. وكان زكي سالم قد سألني عن رد فعل الدكتور فؤاد زكريا علي ما كتبته عنه في هذا المكان قبل أسابيع حول أنه كان مشاركاً أساسياً في الميدان الثقافي في التجربة الناصرية. ووصل به الأمر أن كان رئيساً لتحرير مجلتين في وقت واحد. هما: مجلة الفكر المعاصر، وتراث الإنسانية. وقد كتبت هذا الكلام في سياق عرضي لعدد الفكر المعاصر الذي صدر سنة 1967 عن الشخصية المصرية. قلت لزكي سالم إن الرجل لم يتصل ولم يرد. ووعدني بسؤاله. ولكنه نسي الأمر.
أعود إلي الدكتور صابر عرب. قال موجهاً كلامه لحسن طلب أنه يكفيه ورقة من الدكتور فؤاد زكريا تقول إنه موافق علي نشر مؤلفاته كلها في الهيئة المصرية العامة للكتاب. أما كونها طبعت هنا أو هناك. فذلك أمر لا يعنيه في كثير ولا قليل. وما كنا نعرف أن هذا الكلام يقال ونحن علي مقربة من موت الرجل. ورحيله عن عالمنا. بعد فترة مرض طالت كان يقاومها بشدة. بالاهتمام بالشأن العام والاتصال بمن بقوا علي اتصال به. واستقبالهم إن زاروه. في زيارتي الأخيرة له جري اتصال من الدكتور فوزي فهمي معي وتحدث معه الدكتور فؤاد زكريا وأثني علي قيادته لمشروع مكتبة الأسرة. مع أن فؤاد زكريا من النادر أن يعجبه شيء. وبعد قليل اتصل بي جمال الغيطاني وتكرر نفس الأمر. وتحدث مع الدكتور فؤاد زكريا. وخلال معرض القاهرة الدولي للكتاب قبل السابق. زرته أنا وصديقتي فوزية شويش السالم. وهو يعرفها بشكل حميم منذ فترة عمله في الكويت. وقضينا معه وقتاً جميلاً. هذه كلمة سريعة من المؤكد أنني سأعود بعدها لكتابة أكثر توسعاً عن فؤاد زكريا الذي قرأته. وفؤاد زكريا الذي عرفته. فالرجل يشكل صفحة ناصعة في تاريخ الفكر المصري والعربي والعمل الثقافي المصري والعربي. والكتابة النزيهة الشريفة. والترجمة التي تنتج بالعربية نصاً لا يقل أهمية عن النص الأجنبي. واهتمامات ثقافية واسعة. مترامية الأطراف.
5- روايات الانتشار السريع:
أعتقد أن سلسلة المقالات التي يكتبها الدكتور جابر عصفور في جريدة الحياة عن الروايات الأكثر مبيعاً أكثر من مهمة وأكثر من خطيرة. وربما شكلت هذه المقالات نواة كتاب قد يصبح شهادة لها قيمتها عن حالة الرواية العربية عند بداية القرن الجديد.
هذه المقالات حملت الجديد حتي بالنسبة لكتابة جابر عصفور. منذ أن بدأ مشروعه النقدي. لأنه - الآن - يعلن آراءه بصراحة ووضوح أكثر. ربما لم يكن يفعل هذا من قبل تحت وهم الأكاديمية. أيضاً فقد زاوج بين قراءة النصوص وسرد حكايات حولها. وأبطال هذه الحكايات أحياء بيننا. أي لم يفعل مثلما يفعل الآخرون أن ينتظر حتي رحيل أصحاب هذه الحكايات عن دنيانا ثم يبدأ في التدوين.
شهادة جابر مبرأة من الميل والهوي. لأنه ليس روائياً. وبالتالي لا توجد ظلال أو شبهات. ومن باب إعادة الحق لأصحابه أقول إن تعبير روايات الانتشار السريع استخدمه أمامي الدكتور صلاح فضل في ندوة بمعرض القاهرة للكتاب الأخير. ثم كانت هناك ندوة أخري حول موضوعات الروايات الأكثر مبيعاً. أصر الدكتور صابر عرب أن أديرها. مع أنني لم أكن أحب إدارة ندوات في المعرض. لأنني عضو في اللجنة التي وضعت البرنامج. ولذلك لا أحب أن يطلق عليَّ لقب الأهل والغنيمة. عكس الحضور الكثيف في الندوة اهتمام القراء وجمهور المعرض بهذه القضية المهمة التي لا يصح إغفالها أو عدم تناولها تحت اعتبارات إنسانية.
سواء أكانت الروايات أكثر مبيعا. حسب تعبير جابر عصفور. أو روايات الانتشار السريع حسب تعبير صلاح فضل. فإن الأمر يستحق الدراسة والمتابعة. من قبل ناقد في وزن واسم جابر عصفور.
6-قال الشاعر:
خسران:
يخسر... لأن ما يريده المستحيل
يخسر العمر لأنه يريد الموت الذي يبهت
كلما انطفأ حلم... وأومض في غرفته السكون
ويخسر الأصدقاء... لأن غيمته
لا تستطيع السقوط فوق الخرائب
وعلي أكف ينمو فوق أطرافها النفاق
ويخسر... الطريق
لأن خطواته تتحسس الأرض قبل المسير
وأنه يخسر العالم من حوله
لأن قصيدته مشنوقة علي شجرة
ويخسر... أنفاسه
لأن سرباً من الليل يترصده
وخيطاً من الدخان يتعقب أسراره
وإنه... كلما نظر إلي نفسه
رأي أن خسارته لم تكن بعيدة عن يديه
وعن مساحة غرفته الضيقة
وعن نجمته المجهولة خلف ظلال الغيب
وسحنته المنهارة فوق المرايا
وطريقته المذهلة في المضي خلف السراب
وعفويته... التي يتعقب من خلالها التاريخ
وأنه... يخسر
كلما رأي شبحاً يحدق
في الصورة المرسومة فوق حائطه!
مدحت علام
[email protected]
7-إليها: يا أنا..
أنت التي هي أنت..
وأنا الذي هو أنا..
هكذا كنا..
سألت نفسي: ألا يمكن لهذه المرأة أن تستمع بحريتها دون أن يسبب ذلك عذابي.
يبدو إنها سمعت للعبارة التي لم أنطق بها.
قلت لنفسي:
- عليّ أن أختار بين حريتي وحبي لها.
قالت:
- حبك لي..
لم تنطق كلمة:
- حبنا
ستبقين في خيالي في إطار صورتك الأجمل. ليس أمامي سوي التدريب علي الصبر. مع أن التي تذوقت الصبر كانت ناعسة بعد أن أصاب أيوب ما أصابه. أيوب تكلم في الملاحم الشعبية عن بطولة الصبر. في حين أن التي عاشتها كانت ناعسة. لست المبتلي.. وأنت لا أطلب لك دور ناعسة أبداً. أسأل نفسي: متي كان البياض الشاهق لون الصبر. البياض لون الحليب. وضروع الحليب جفت. لأن القلوب التي كانت تضخ الحليب في شرايننا أصابها الوهن. أليس بياض الحليب الذي هو لون الصبر أكثر جمالاً من حمرة الدماء.
8- الدستور: كل سنة جديدة تجعله أكثر تألقاً:
يوم 23 مارس المقبل تمر 5 سنوات علي صدور الدستور. ولا أعرف إن كان أهل الحل والربط في الدستور سيحتفلون بهذه المناسبة أم لا. وبأي صورة من الصور؟ ولكني أبادر وأقول كل سنة والدستور أكثر تقدماً. في العام الماضي. كانت هناك ندوة موسعة شرفت بإدارتها عن كل ما نراه ونعيشه ونعاني منه. كانت الدستور نافذتنا إلي مصر. وكانت مصر بوابتنا للدنيا. بدأنا من الدستور. وإليها عدنا في نهاية الندوة. أما هذا العام فأكتفي بأن أقول لقراء الدستور والمسئولين عن الدستور وكتاب الدستور ومصوري الدستور ومحرري الدستور. ومراجعي الدستور. وموزعي الدستور. وبائعي الدستور. والجنود الذين لا نراهم ممن يقفون وراء نجاح الدستور. أقول لكل هؤلاء: كل سنة والدستور أكثر تألقاً. أكثر توزيعاً. أكثر حضوراً. أكثر تأثيراً. في الواقع المصري والعربي والعالمي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.