منذ ستة أعوام استيقظت من النوم بإحساس اني حبلة فجريت نحو خزانتي الطبية للبحث عن اختبار الحمل كان عندى واحدا لم استخدمه وبالفعل ظهرت علامتين باللون الاحمر فاخبرت زوجي فنظر لي قائلا : اعتذري عن الرحلة فلا يصح لك الذهاب فانت تعلمين ما بها من مشقة وعلينا زيارة طبيبك ، فقد سبق حملي هذا حمل وسجل طويل من موت الأجنة الثلاثة ماتو فى أعوام متوالية وهم مكتملين ودفنوا بشهادات وفاة وبأسماء سيبعثوا عليها ، فاعدت الى زوجي نظرته وقلت لا إن لم يرد الله اكتمال هذا الحمل فليسلبني إياه هذة المرة فى مكة وذهبت وكلي إصرار ويقين أن الله إن أراد له الثبات فسيثبته وان لم يرد فسياخذة مهما بلغت من الحرص ، واصطحبت فتياتي وكانوا فى مرحلة الثانوية الثلاث ومجاراتهم فى هذا العمل تحتاج لتركيز ذهني لملاحظتهن كما ينبغي، ولقوة بدنية لألحق بهن عندما يتطلب الأمر وبالفعل بدأت رحلتنا من جدةلمكة وانا جالسة بجوار نافذة الحافلة متاملة الجبال وجمالها ومتكتمة الخبر فجاءت بجواري إمرأة داعية متفقة زوجة راعي الحافلة الذي يقوم بإرشادنا لمعالم مكة ،فسالتني تشربين شيء فأخذت منها توت بالعنب فنظرت لي وقالت عيناك لامعة ما بك اكنت تبكين اجبتها لا بل أتأمل مكة وكأنها زيارتي الأولي وهي ليست كذلك فطبطبت علي كتفي وهى تقول الله لا يحرمك زيارتها أمين ، هنا بكيت وكنت على وشك أن افضفض لها ثم عكفت لانصت الي زوجها الذى اخذ يعلمنا بصوت مرتفع مستخدما ميكروفونا بأن هذا هو الغار " غار حراء" وعرف الغار ثم تطرق للحديث عن شواهده وكانت اجمل القصص وكان الله انطقة ليطمئنني ! تدرون ماذا قال عنها " الشريفة خديجة بنت خويلد" قال انها كانت تأتي للرسول عليه الصلاة والسلام كل يوم الغار وهى تحمل له من الزاد والزواد " إفطاره" وقت اعتكافة فى الغار وتصعد هذا الجبل الغير ممهد صعودا ما بين حبو تارة واستقامة تارة وهو أمر بالغ المشقة وما ارهفني حتي بكيت وقلبي يبتسم حين قالها أنها كانت تفعل ذلك وهى فى شهرها التاسع حينئذ مهما عبرت كلماتي ستبقي متلعثمة أمام ما شعرت به من قوة وبدأت أنصت لكل فتاة بمزيد من الإنتباه واتنقل معهن بكامل طاقتي وارتجل معهن مرة بالجري ومرة بالخطوة السريعة أثناء صعودي الجبل وعقلي يحدثني كلما شعرت بالدوار بأن سيدتك خديجة بلغت هذا الجبل فى تاسعها وانت بعدك علمتي بحملك فاستقيمي واستقوي وأخذت استغفر وانظر لاعلي بشوق بلوغ ذلك الغار وكاني علي موعد وكأني سأراها تقدم لزوجها محمد بن عبد الله نبي الله طعامة وشاهدت كل ذلك صدقا فى مخيلتي حتى بلغت الغار وأخذت اتلمسه ثم انظر لعنان السماء لترسم عيناي رؤية جبرائيل متخيلة إياه وهو يوحي لرسول الله فى أول نزله ثم أرد بنظري الغار واري رعشة سيدي رسول الله حين ارتعب من رؤية الوحي للمرة الأولى وعيناي يمينا ويسارا ثم فوقا وكأني فى بانوراما منقسمة ما بين النوم واليقظة ومتعايشة ما بين الحياتين ومن وقتها وصارت خديجة بنت خويلد سيدة عرش قلبي وقدوتي وامي التي أود أن الحق بها واحشر معها واغتسل من نفس كوثرها ، خديجة بنت خويلد بن أسد القريشي هى ام المؤمنين واول زوجات الرسول وام كل ابنائة عدا ابراهيم، هى إمرأة ثرية وهبت كل مالها وتجارتها فى سبيل الله وامنت رسول الله علي كل ما تملك وكان الصادق الامين لم يري منها إلا كل الخير ولم يصدقه فى بداية نزول الوحي سواها فقالوا عنه شاعر ومجنون وهي لم تخشي الجميع وبدأت فى دعمة ودعم نبوته دون كلل ويكفي ذلك الإطمئنان الذي منحته له حين راي الوحي بشاكلته حينها ذهب إليها قائلا زملونى زملونى وجسدة يرتعش فغطته واحتضنته حتى هدء ثم استمعت له وصدقته وبعدها نزل الوحي بسورة " المزمل" ليزيد الله رسوله إطمئنانا ويقينا ،اما خديجة فصابرت معه وواجهت ما واجه ،وكانت حصنه حتى فارقت الحياة ،،، هى امي ام المؤمنين والمؤمنات سيدة كل مسلم مؤمن ومسلمة مؤمنة خديجة بنت خويلد . مهلا مهلا: تدرون ما حدث فى حملي هذا ثبت واعطاني الله هدية ورغم انها تحمل إسما اخر الا وأنها فى قلبي خديجة .