تباينت رؤى السياسيين والقوى الحزبية والثورية حول خطابات الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، واعتبر البعض أن هذه الخطابات تحمل فى طيها صداماً بين الإخوان والعسكر، حيث قال الرئيس فى خطابه بالميدان لن أتنازل عن شىء من صلاحياتى، الأمر الذى يعنى اختراقه للدستور المكمل ورغم ذلك أدى اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا وهذا يعتبر اعترافاً رسمياً بالإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالإضافة إلى وعده بإعادة مجلس الشعب من جديد، الأمر الذى يعنى عدم احترام حكم المحكمة الدستورية العليا. ورأى الآخرون أن ثمة تناقضاً بين خطابات «مرسى» وأفعاله واعتبروا هذا الصدام وهمياً. أكد حسين عبدالرازق، عضو المكتب السياسى بحزب التجمع، أن هناك خلاف، واضحاً بين رؤية الدكتور محمد مرسى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة والمحكمة الدستورية للأوضاع القائمة حالياً، وشدد «عبدالرازق» على ضرورة حسم هذا الخلاف تجنباً لعواقب جسيمة، موضحاً أن الحوار وتقديم الصحيح هو الحل المناسب لهذا الخلاف طبقاً للدستور والقانون. وأضاف «عبدالرازق» أن التشبث بموقف خاطئ ينكر على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه مازال يملك السلطة التأسيسية والتى بموجبها أعلن الإعلان الدستورى الأول فى 13 فبراير والثانى فى 30 مارس وأخيراً الإعلان الدستورى المكمل وأن هذه الإعلانات بديل لدستور 71 الذى أسقط فى ثورة يناير. وأشار عضو المكتب السياسى إلى أن حل مجلس الشعب مجرد إجراء تنفيذى لا يمكن العدول عنه والمساس به تعدٍ على السلطة القضائية، وبالنسبة للجمعية التأسيسية قال «عبدالرازق» إن الحكم ببطلانها لا يعنى بطلان ما قامت به من أعمال بعيداً عن اعتراض بعض القوى السياسية على الإعلان المكمل، ولكن بأسلوب ديمقراطى وليس بالصدام. واعتبر «عبدالرازق» تأدية الرئىس محمد مرسى اليمين الدستورية بالميدان محاولة لإرضاء الجماهير الغفيرة الموجودة حينذاك بالميدان من الإخوان المسلمين والتيارات الأخرى المتحالفة معه. وأشار ممدوح قناوى، رئيس حزب الدستور الحر، إلى أن خطابات الرئيس محمد مرسى، تؤكد استمرارية الصفقة بينه وبين العسكر، خاصة أن الرئيس تحرك سريعاً قبل ملف اليمين الأمر الذى يثبت كفاءته. وأضاف «قناوى» أن بعض الخطابات مليئة بالألغام والتضارب وهذا الأمر ليس غريباً على الإخوان، ونفى «قناوى» بوادر صدام بين الإخوان والعسكر، موضحاً أن هناك طريقين للرئيس إما أن يخلع عباءة الجماعة لكسب شعبية عالية وإما أنه ينفذ خطة للإخوان. ورأى «قناوى» أن خطابات «مرسى» بها تناقض شديد مع نفسه، ومتسائلاً هل يحترم القضاء أم لا؟ وأكد أن مجلس الشعب لا يعود إلا إذا كان هناك حكم، وأن قرار حله جاء من قبيل تأسيسه على عوار دستورى، مشيراً إلى أن فرصة «مرسى» الوحيدة هى خلع عباءة الإخوان، وأن استمراره تحت العباءة يخسره ما كسبه من الثورة، واعتبر «قناوى» أن إلقاء الرئيس اليمين الدستورية بالميدان هى القبلة الأخيرة لولائه للجماعة. ووصف حلمى سالم، رئيس حزب الأحرار، خطاب الرئيس محمد مرسى بالميدان بالخطاب الحماسى لتحدثه مباشرة أمام الجماهير المحتشدة فى الميدان، أوضح «سالم» أن خطابات «مرسى» استطاعت أن تعمل مواءات مع جميع أجهزة الدولة. وأشار «سالم» إلى أن «مرسى» يتحدث عن المستقبل ويستهدف الإنسان البسيط لكسب الرأى العام وفئات المجتمع بأثره. وقال «سالم» إن تأدية «مرسى» القسم فى الميدان لرفضهم تأدية الحلف فى المحكمة الدستورية لكسب جماهير الميدان فى صفة لإدراكه أن الشعب مصدر السلطات وليس هناك سلطة فوق سلطة الشعب. وأشار «سالم» إلى استحالة عودة مجلس الشعب وأن تصريح «مرسى» بإعادته ربما لاستشعاره أن البرلمان به مشكلة، وأنه سيجرى بعض الحوارات مع الأطراف للوصول لحل تجاه حل مجلس الشعب. وصف جورج إسحاق، المنسق العام السابق لحركة كفاية خطابات الرئيس محمد مرسى وما تحمله من أزمات مع العسكر بالصدام الوهمى. وأضاف «إسحاق» أن خطاب «مرسى» فى التحرير مناورة سياسية لكسب الجماهير المصرية، وأكد «إسحاق» أنه لا اعتناء بالأقوال وأن ما نبحث عنه هو الأفعال فقط. أكد أيمن عامر، منسق الائتلاف العام لثورة 25 يناير أن قبول الرئيس «مرسى» لحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية بالرغم من اعتراض القوى الثورية لرفضهم الإعلان الدستورى المكمل يؤكد أن الرئيس رجل دولة يوازن بين الثورة والدولة ويحافظ على القانون والدستور. وأشاد «عامر» بخطابات الرئيس «مرسى» فى ميدان التحرير والمحكمة الدستورية العليا وجامعة القاهرة، مؤكداً أنها عبرت عن شخصية رئيس ثورى ورجل دولة قائلاً: «خطاب الرئيس مرسى فى ميدان التحرير بلا حوافز أو ارتداء قميص واقى للرصاص هو عودة الإمام العادل الذى لا يخشى من غضب الشعب المظلوم ويحتمى بعدله لهم وبحبهم له». وأوضح «عامر» أن «مرسى» أكد فى خطابه بجامعة القاهرة دعم ومساندة مصر للقضية الفلسطينية والثورة السورية بعد سهوه عن نداء الثوار بالتحرير بهتافهم «سوريا سوريا» للتأكيد على دور مصر عربياً ومساندتها لمطالب الأشقاء السوريين والعرب للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وأكد أسامة عزالعرب، منسق الجبهة الثورية لحماية الثورة، خطاب الرئيس بالميدان أنه استعادة للحقوق خاصة الإفراج عن المعتقلين السياسيين والدكتور عمر عبدالرحمن المسجون بأمريكا، مما يؤكد أنه يلتزم بأهداف ومبادئ الثورة مستعيداً الحق الأصيل للمواطن بأنه هو السيد ومصدر السلطات وأنه فى حالة عدم وجود صلاحيات له سيقوم بانتزاعها متقوياً بالشعب. وأوضح كرم من الله السيد، المنسق الإعلامى للائتلاف العام للثورة، أن بعد سماعه الخطاب وإيمانه بجدية التعاون الذى يحتاجه الرئيس من الثوار لتخطى المرحلة المقبلة والحاسمة فى تاريخ مصر نتيجة الائتلاف للتعاون وتقديم المشورة للمؤسسة الرئاسية، داعياً القوى السياسية للتكاتف مع الرئيس المنتخب فى شتى المجالات والبعد عن الاختلافات التى لا وقت لها فى ظل الخضام السياسى المرير التى تمر به البلاد.