توقعت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية أن يحدث تغيير في سياسة مصر الخارجية، لكن هذا التغيير لن يمس جوهر العلاقات الخارجية على الاقل في المدى القصير، لأن البلاد لا تحتمل كلفة أي توتر في العلاقات مع الولاياتالمتحدة أو الغضب الدولي إذا تخلت عن اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979 مع اسرائيل . وقالت الصحيفة إن سياسة مصر الخارجية في ظل أول رئيس إسلامي هي عرضة للتغيير في الفحوى ولكن ليس الجوهر، على الأقل في المدى القصير، لأن الحكومة الجديدة لا تستطيع تحمل كلفت توتر العلاقات مع الولاياتالمتحدة، فالرئيس محمد مرسي يواجه أزمات داخلية واجتماعية ومالية يتوقع أن تطغى على الشؤون الخارجية خلال الأشهر المقبلة، ورغم الهجمات الشعبية على واشنطن إلا أن مرسي في أمس الحاجة إلى الاستثمارات الغربية والإقليمية للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية التى اجتاحت أكبر الدول العربية سكانا. وأضافت إن الرئيس الجديد -الذي سيؤدي اليمين الدستورية اليوم السبت- سيسعى لتخفيف قبضة العسكر -الذي يتلقى 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات الأمريكية- ونقلت الصحيفة عن عماد جاد، خبير الشؤون الخارجية بجريدة الأهرام قوله: "لن يكون هناك أي تغيير في معاهدة السلام مع إسرائيل ، والعلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة سوف تستمر.. وسوف يعزز في الواقع مرسي العلاقات مع الولاياتالمتحدة ويستند لبرنامج جماعة الاخوان المسلمين على الأسواق الحرة". وتابعت إن الرئيس الجديد سيكون نهجه مع الإسرائيليين أقل بكثير من نهج الرئيس السابق معهم، واستندت الصحيفة في ذلك إلى قول مرسي خلال لقاء تلفزيوني :" استمرار معاهدة السلام بيننا وبين الإسرائيليين انتهكت من قبل الإسرائيليين.. ويجب عليهم أن يفهموا أن السلام ليس مجرد كلمات.. بل هو أفعال على أرض الواقع.. والعدوان على الحدود المصرية.. والعنف ضد جنودنا.. كل ذلك غير مقبول". وأوضحت الصحيفة إن البعض يرى أن صعود مرسي والإسلام السياسي سيكون له عواقب على علاقات مصر ببعض الدول العربية والغربية، ونقلت الصحيفة عن "مايكل وحيد حنا" وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط وزميل في مؤسسة القرن قوله: "إن إعادة التوازن للنظام السياسي وظهور مصر سيكون لها تأثير كبير على الديناميكية السياسية في المنطقة .. ولكن نحن بعيدين من ذلك". وشددت على أن كثير من الناشطين المصريين يرون مرسي باعتبارها يجسد المثل العليا للثورة التي أطاحت بمبارك، لكن بالنسبة لدول الخليج، فأنه يمثل خطر الشعبوية الاسلامية التي قد تلهم الثورات وتهدد عروشهم، ويتكهن بعض المحللين بأن دول الخليج قد تخفض مليارات الدولارات من قروضها المرتقبة لمصر حتى يشعروا بالراحة مع نمط مرسي.