لا يمكن للرئيس الجديد محمد مرسي أن ينجح وأن يقود مصر إلي نهضة حقيقية إلا إذا ابتعد عن العصابة التي روعت المصريين وأدخلت الرعب في قلوبهم طوال الأسبوعين الماضيين.. هؤلاء الذين وعدونا «بحمامات دم» بغرق الشوارع والطرقات إذا ما انتخب المصريين أحمد شفيق وفاز بالرئاسة.. وهو إرهاب وابتزاز غير مقبول سياسياً أو حتي دينياً، لكن ماذا تقول في أناس لا يعرفون من الدين إلا ذقوناً طويلة وزبيبة صلاة تعد جواز مرور لإنجاز تجارتهم وأعمالهم والضحك علي مشاعر البسطاء من أبناء شعبنا. سمعت وسعدت باستقالة الرئيس الجديد من هذه الجماعة التي تحولت إلي عصابة دموية لا تتحدث إلا بالدم، ولكني أتمني أن يكون ذلك حقيقياً، وليس كلاماً علي الورق وضحكاً علي الذقون.. أتمني أن يبتعد مرسي عن هؤلاء ويعرف أن دخوله التاريخ مرهون ببعده عن هؤلاء الذين يتعاملون مع مصر علي أنها «طبق فتة» يستأثر به الأهل والأحباب ولا مكان للغرباء فيه! أتمني أن يفتح الرئيس الجديد صفحة جديدة مع كل المصريين معارضيه قبل المؤيدين، فنحن وإن كنا لم نمنحه صوتنا إلا أن مصلحة بلادنا فوق كل اعتبار وسنضع أيدينا في يديه، ولن نكون له عقبة أو قوي معطلة إلا إذا أساء وتحول إلي فرعون جديد، هنا سنقف له بالمرصاد وسنهدمه بأقلامنا ونطارده في نومه ويقظته، لذلك أتمني أن تبتعد عنه هذه العصابة، لأن انتماءه إليها سيضع حاجزاً بينه وبين كل المصريين، لأن المصريين كفروا بهذه العصابة، وذلك كان واضحاً وضوح الشمس في الانتخابات الرئاسية. كما أدعوه ألا يستمع إليهم علي الإطلاق لأنهم يريدون إدخاله في صراعات لا داعي لها علي الإطلاق، بدأوها بافتعال معركة جديدة هي معركة «حلف اليمين» الذي نص الإعلان الدستوري المكمل الجديد علي أن يتم أمام الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا، فأرادوا هم إحياء «الجثة» التي دفنت الأسبوع الماضي بعد أن ماتت وشبعت موت وأقصد به مجلس الشعب فإذا بهم يريدون إعادة استخراج الجثة المتعفنة، حتي يحلف أمامها الرئيس الجديد وهو تحريض للرئيس الجديد علي أن يدوس بحذائه فوق أحكام أعلي وأرقي محكمة في مصر وهي المحكمة الدستورية، ليصبح هذا الخطأ أو قل الخطيئة أول مسمار في شرعية الرئيس القادم، فهم يجرونه للرذيلة السياسية من أوسع أبوابها، كل ذلك من أجل إعادة الاعتراف بشرعية مجلس ميت لا روح ولا شرعية له، كما أنهم يدفعونه دفعاً للصدام مع المجلس العسكري وهم هنا يهددون مصر بانقلاب عسكري علي الديمقراطية، كما حدث في الجزائر تماماً، كما يحاولون معه إعادة محاكمة رموز النظام السابق مبارك وأعوانه، وهو مخالف لكل القواعد القانونية لأن القانون يرفض إعادة الفصل في قضية سبق الفصل فيها، وهي كلها جرائم سياسية تريد العصابة أن يلبسها الرئيس الجديد ويتحمل وزرها أمام الناس والتاريخ، لكل ذلك أقول للرئيس الجديد محمد مرسي مخلصاً ولوجه الله والوطن: ابتعد عن هذه العصابة يا أخي إذا ما أردت أن ترضي الله ورسوله، لأننا من الآن أمانة في عنقك مؤيدين ومعارضين، وسيحاسبك الله عن أصغر مواطن منا.