حوار صلاح الدين عبدالله المصباح كلما ارتفع، اتسع نطاق إضاءته.. والعطاء لا يسعد من يستحقه فقط، وإنما من يقوم به، والمناضل الحقيقى يكون هكذا.. وكذلك الرجل رسم حياته لخدمة الآخرين، حتى وصف بالخادم.. وهنا تكمن قمة سعادته. من يحمل بداخله التسامح يحيا مرتاحاً، فالنفس الراضية تصبح سعيدة، هكذا ما تحكيه أجندة ذكرياته.. العظماء لديهم أهداف وغايات، وغيرهم يكتفون بالأحلام.. سطور مسيرة الرجل لا تحمل سوى العطاء والنجاح. محمد عبدالسلام رئيس شركة مصر للمقاصة... إرادته صلبة، صنع مصيره بالصبر، والحكمة، ليس للحياة قيمة فى منهجه إلا مع النضال.. أجندة ذكرياته، سجل بطولات، أول سطورها إنقاذه صناعة كادت تكتب شهادة وفاتها منذ 8 سنوات، عندما تحمل مسئولية قرار عودة التداولات بالبورصة، عقب قيام ثورة 25 يناير. مقتنيات ثمينة فى غرفة مكتبه.. تحكى ذكريات طويلة فى خدمة الوطن، مسيرة يفتخر بها، رافقته فى عمله المدنى أيضاً، دقيق حينما يتفحص ما يقرأ، ربما نشأته فى أسرة عملت على خدمة الوطن، ساهمت فى تشكيل شخصيته الملتزمة. لم يتغير كثيرا، حينما التقيته منذ عام، نفس الحماس، والإصرار على استكمال استراتيجيته فى العمل.. ربما حزن دفين بداخله، لم يفصح عنه، لكن تسرب إلىّ بسبب مطبات لم تكن بالحسبان، وفقدان أناس أعزاء إليه. الحكمة، والواقع فى تحليل المشهد هو ما يحرص عليهما، لم يكن غريبا عليه ما وصل إليه الاقتصاد بفضل الإصلاحات الاقتصادية، تغير الحال من عام إلى عام، المؤشرات القطاعية فى تحسن مستمر، والتضخم يشهد تراجعا، وكذلك الانخفاض فى معدلات البطالة، نظرة المؤسسات العالمية وثقتها فى الاقتصاد.. كل ذلك يدعو إلى الاطمئنان. لغة الأرقام تقوده إلى تحليل.. يقول إن «العملة الوطنية، شهدت خلال الأشهر الماضية استقرارا، وتعافيا، إذا ما تمت مقارنتها بالسنوات الماضية، فقد يتكشف الدور الأكبر للإقبال الكبير من المؤسسات المالية والعالمية، بالاستثمار، من خلال استثمارات المحفظة، سواء فى أذون الخزانة، أو السندات، أو الأسهم». للرجل رصيد لدى كل من يعرفه، يعتبر المشروعات القومية، وشبكة الطرق، والبنية الأساسية الضخمة، محركا رئيسيا، وعماد الاقتصاد والاستثمار، لسنوات طويلة قادمة. يحمل فى سجل مشواره مواقف، وتفاصيل، ترتبط بالاقتصاد، عندما يتحدث عن السياسة النقدية، ترتسم علامات الهدوء على ملامحه.. يقول إن «السياسة النقدية تسير بخطى ثابتة، ونجحت فى تجاوز تداعيات التعويم، إلى أن حققت العملة التعافى، بصورة ملموسة، أمام الدولار، من هنا يكون الرضاء الكامل عن مسار السياسة النقدية». لم يغفل الرجل ملف السياسة المالية، ويعتبرها الوجه الآخر للسياسة النقدية، ويتكشف من خلال المسار الصحيح تحقيق فائض أولى فى موازنة السنة المالية 2017-2018 المنتهية فى 30 يونيو الماضى، وذلك للمرة الأولى منذ 15 عاماً، بعدما سجلت فائضاً أولياً نسبته 0.2% بنحو 4 مليارات جنيه. أقاطعه.. قائلا: لكن لاتزال الضرائب تمثل عبئا على السواد الأعظم من شرائح المجتمع. يجيبنى: أن «الضرائب تمثل النسبة الأكبر من إيرادات الدول الاقتصادية الكبري, وتزايدها لا يمثل عبئا، حيث أن المواطن يحصل على مقابلها باستخدامه الطرق، والرعاية الصحية». للتفاصيل أهمية خاصة فى منهجة، من خلالها يتمكن من اتخاذ القرار الحاسم، الذى لا يحمل الندم، أو الخطأ، وكذلك الأمر فى الاستثمار، الذى شهد طفرة كبيرة، نتيجة التعديلات، فى القوانين، والتشريعات، والعمل على تقديم المزيد من التسهيلات للمستثمرين من خلال فروع خدمة المستثمرين، خاصة الشركات العاملة بالسوق، البالغة نحو 130 ألف شركة وتقوم بقيد أسهمهما، بما يحقق مصلحة عامة، وتنمية موارد للدولة. يظل حريصا على السير فى طريق والده الذى غرس بداخله الالتزام والانضباط، ونفس الأمر عندما يتحدث عن قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها القاطرة الحقيقية لاقتصاديات الدول المتقدمة، وكذلك قطاع الخدمات، والرعاية الصحية، والسياحة، ولكل ذات قيمة، ومساهمة فى الاقتصاد. يظل القطاع الخاص ضمن اهتمامات الرجل، باعتباره شريكا رئيسيا فى التنمية، وبذلك أمام الحكومة، العمل على دعمه، وتسهيل كل الإجراءات والعراقيل أمامه، لتشجيعه، حيث لا توجد تنمية بدون القطاع الخاص. الشجرة لا تحجب ظلها حتى عن الحطاب.. وهو كذلك لا يرد الإساءة بمثلها، له رؤية خاصة فى تنمية الصعيد، فهو يعتبره أهم مصادر القوة البشرية، وركيزة التنمية، والاهتمام بالجنوب، يساهم بدرجة كبيرة فى النمو الاقتصادى، ومن هنا لا مفر أمام الحكومة سوى منح المستثمرين محفزات، لاستكمال التنمية. حرصه الدائم مع مجلس الإدارة فى دعم استراتيجية الشركة، يعزز مكانتها فى السوق، فقد نجح فى التوسع وتأسيس فروع جديدة تساهم فى العمل على قيد الشركات العاملة بالسوق إلكترونيا، والبالغ عددها نحو 130 ألف شركة بنظام القيد المركزى، بالتعاون مع هيئة الاستثمار، خاصة أن الإجمالى بالمحافظات المختلفة وصل إلى 9 فروع. طموحاته بدون سقف، متعته تكمن فى العمل المتواصل، حقق للشركة إيرادات غير مسبوقة، بل استطاع أن يحول المقاصة سبورت من شركة تعانى خسائر وصلت إلى 87 مليون جنيه، وقروض بلغت 43 مليون جنيه إلى أرباح بلغت 49 مليون جنيه، بل صار لديه استثمارات أخرى فى مصنع النجيلة بنحو 31 مليون جنيه، واستثمارات أخرى بالمجمع السكنى بنحو 5 ملايين جنيه. لم يغفل الرجل قدرته فى الاستثمار الرياضى، بعمليات بيع وشراء للاعبى كرة القدم، والتى كان لها الدور الأكبر فى سداد كامل مديونية المقاصة سبورت وتحول الشركة إلى الأرباح، ووضعها على الطريق الصحيح، حتى أصبح طرحها بالبورصة حتمياً وخلال فترة وجيزة. القارة السمراء، لها حسابات خاصة فى اهتمامات الرجل، فمنذ سنوات طويلة لم يهدأ فى العمل على الربط الإلكترونى مع دول القارة، ويوماً بعد الآخر يعزز ذلك بالبرامج التدريبية مع هذه الدول. يسعى الرجل فى تقديم الجديد للسوق، حيث همه الأول المستثمر، ويخطط دائما لتقديم المزيد لشركة المقاصة، خاصة أنه نجح مع مجلس الإدارة بزيادة الإيرادات بنسبة 20%، حيث قفزت من 565 مليون جنيه عام 2017 إلى 677 مليون جنيه 2018.. فهل ينجح الرجل فى الحفاظ على هذه السياسة؟.