مولد.. سيرك.. مسرح.. كلها تسميات يمكن أن نطلقها على ميدان التحرير الآن، فما نراه بأم أعيننا لا يخرج عن هذه التسميات ففي الميدان تجمع كل رواد المولد ولاعبي السيركات ومهرجي المسرح إخواناً.. سلفيين.. ثواراً.. ائتلافات علي كل لون يا «باطيستا» كل يؤدي «فقرته» أو قل «نمرته».. المهم أن ينال أكبر قدر من التصفيق والتشجيع من العوام.. خطب حماسية.. شعارات رنانة كل بائع ينادي على بضاعته، أصدقهم على الاطلاق باعة السميط، نبوت الغفير وغزل البنات والحلبسة. الاخوان.. وهم من يمكن لنا أن نسميهم شياطين الميدان.. هؤلاء يتعاملون مع ميدان التحرير وثواره كما يتعامل العشيق مع الخليلة، فهم لا يذهبون للميدان إلا إذا كان لهم رغبة، وما أن يتمكنوا منها وينالونها حتى يلعنوا الميدان وساكنيه بل ويوصمون من فيه بكل اتهامات العمالة والخيانة!! ومنذ أسبوع مضي قال الاخوان في نفس واحد الآن جاء دور الميدان.. فشمروا عن سواعدهم.. وحشدوا الرؤوس البشرية من كل بقاع ومحافظات مصر في اتوبيسات وميكروباصات مصوبين شطرهم نحو الميدان، وما أن وصلوا اليه حتى شعروا بأهمية ألا يكون شكل الميدان اخوانيا فقط أو حتى اسلاميا فقط، فنادوا على القوى الثورية التي يستخدمونها كمطية تصل بهم الى هدفهم ثم يذبحونها، واحتالوا على ذلك بأن رفعوا شعارات مثل رفض الاعلان الدستوري المكمل أو رفض منح الضبطية القضائية لرجال الشرطة العسكرية والمخابرات، وهم هنا لأنهم لو رفعوا شعاراتهم الخاصة برفض حل البرلمان فلن يلتفت اليهم احد لأن الشعب ومن قبله القوي الثورية تدرك أن هذا البرلمان كان بتكوينه الكوميدي «سبة» في تاريخ الحياة النيابية ولن يحزن على حله أحد، لذلك حلوا شعارات براقة يمكن أن يضحوا بها على الشباب الثوري فقير الفكر، وعديم الثقافة فاخافوهم من الاعلان الدستوري، ومن الضبطية القضائية، وأفهموهم بأن أي ضابط أو حتى صول أو عسكري يمكن أن يقبض على أي ثوري في الشارع ويزج به في غياهب السجن فاستمع اليهم بعض هؤلاء الثوريين الذين يذكرونني بالمثل القائل «هبلة ومسكوها طبلة» فهى هنا إن دخلت فرح تمارس الطبل، وان دخلت الى جنازة أيضاً مارست نفس الطبل، فهؤلاء الثوار للأسف يناصرون كل من يدخل الميدان متظاهرا دون أن يفهموا أو يدركوا عدالة ومشروعية مطالبه حتى إنني أتخيل والله لو أن الشواذ جنسياً نظموا مظاهرة في التحرير مطالبين بحقهم في ممارسة أفعالهم القذرة في الشوارع والطرقات، أن تجد ثوار الميدان يقفون معهم ويشدون أذرهم إيمانا بالقاعدة التي تقول «انصر آخر ظالما أو مظلوماً!!». فالمفروض أن للقوى الثورية عقلاً يفكر ولا ينصرون كل من يدخل الميدان بالحق أو بالباطل فما يحمله الاخوان داخل الميدان ويحاولون تسويقه بضاعة فاسدة مسممة تهدف لاغتيال الشرعية والضرب بأحكام الدستورية عرض الحائط وهو هدم كامل لسيادة القانون، فهل قام الثوار بثورتهم من أجل هذه المعاني الهابطة والرسائل غير الشريفة التي يحملها الاخوان دعاة الارهاب وتجار الدم في التحرير يا سادة ما يحدث في الميدان جريمة مكتملة الاركان من الاخوان والسلفيين والثوريين.