رئيس لجنة مشاهدة أعمال رمضان فاطمة الكسباني من جيل تعلم على أيدي عمالقة الإعلام، فصنعت لنفسها مكاناً، وقدمت برامج تمس وجدان الشعب المصري، كشفت فساد المسئولين ما جعل رؤسائها يصدرون قراراً بإلغاء برامجها، وظلت على مدار السنوات الماضية تعمل في صمت فعندما اتيح لها صنع شىء نافع للشاشة أقدمت عليه، فصارعت باجراء حوار مع مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا والذي أذيع على شاشة التليفزيون المصري. تقلدت الكسباني مناصب عديدة وهى الآن تشغل منصب نائب رئيس التليفزيون، واختيرت لرئاسة لجنة المشاهدة لأعمال رمضان لاختيار أفضل الأعمال التي تعرض على شاشة التليفزيون المصري، «نجوم وفنون» تحاورها لتتعرف منها على أهم ملامح أعمال رمضان وتعيش معها ذكرياتها. * كيف تم اختيار أعضاء لجنة المشاهدة؟ - حاولنا أن نزن الأمور وقررنا أن تكون اللجنة من أعضاء لم يقدموا أعمالاً درامية هذا العام حتى يكون لدينا مصداقية. * ولكن الأسماء هى نفس الأسماء في الاعوام الماضية.. ومن المفروض الدفع بأسماء جديدة؟ - جميع الأسماء لها احترامها ونعمل معاً لاختيار أعمال تفيد المشاهد، فالجنة تضم الكاتب يوسف القعيد والكاتبة منى رجب والناقدة ماجدة خير الله والناقد مجدي عبد العزيز. * هل هناك معايير وضوابط سيتم على أساسها تقييم الأعمال؟ - أكيد وأولها جودة العمل الفني لصالح المشاهد والقيم الأخلاقية والاجتماعية التي يحملها العمل الفني، ولا مجال للابتذال وأن يكون العمل مناسباً للأسر المصرية. * هل يوجد عدد محدد من المسلسلات يعرض على شاشة الأولى والثانية والفضائية؟ - اتفقنا على أن كل قناة تحصل على ثلاثة مسلسلات ومسلسل ديني. * هل وردت أعمال للجنة رغم أن التصوير مازال مستمراً ومن المفروض أن يتقدم للجنة أعمال انتهى تصوير 70 في المائة منها؟ - توجد أعمال كثيرة أنجز تصويرها الى هذه النسبة وتقدم الينا 21 مسلسلاً، 8 من انتاج صوت القاهرة، و2 من مدينة الانتاج، و11 من قطاع الانتاج، الى جانب مسلسلات المنتج المشارك، وهى فرقة «ناجي عطالله»، و«الإمام الغزالي» لمحمد رضا، و«بنات في بنات» لرانيا فريد شوقي، و«أهل الهوى» لفاروق الفيشاوي، و«طيري يا طيارة» لمصطفى فهمي، و«سر علني» لغادة عادل، و«في غمضة عين» لأنغام، و«حارة 5 نجوم» لمي سليم، و«يأتي النهار» لعزت العلايلي، وغيرها من المسلسلات. * رؤيتك لفلسفة الاعلام في المرحلة القادمة؟ - تحددت فلسفته مع بداية الدولة الجديدة التي ترسم هويتنا، وتجعلنا نخطط للمستقبل برؤية تتماشى مع النهضة الجديدة لمصر، والاعلام ينقل صورة حقيقية للواقع خاصة ونحن على اقدام انتخابات مجلس الشعب، ووضع دستور جديد للبلاد، كما لابد أن يساهم في توعية المشاهد والعمل على تثقيفه، ولا ينحاز لأحد بل يكون رقيباً على أداء الحكومة والمسئولين لكشف أي فساد أو اهمال لمصالح الشعب، لأن الاعلام صوت الشعب. * ما هى مطالبك من الرئيس الجديد؟ - تنفيذ مطالب الثورة «عدل، حرية، عدالة اجتماعية» ويكون حكيماً في تعامله، عاملاً لصالح الفقراء، ويعيد مصر الى الصدارة سياسياً وثقافياً واقتصادياً، وأن يختار شخصيات تعي أهمية مصر ومكانتها العالمية والعمل من أجلها. * فوجئ المشاهد بإجرائك حوار مع مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا وعرض على التليفزيون المصري، بعد سنوات من توقفك عن الظهور على الشاشة؟ - اتيحت لي الفرصة باجراء هذا اللقاء وكان الوقت ضيقاً جداً، فقررت انتهاز الفرصة ويكون التليفزيون المصري له السبق في اجراء حوار مع شخصية أرادت أن تصنع من بلادها قلعة اقتصادية، وخاصة أن دريم ظلت تعلن أنها انفردت بالحوار معه حصرياً. * ماذا تمنيت لرئيس مصر وأنت تحاورين مهاتير محمد؟ - أن نجد شخصية مثله، لأنه حول بلاده الى منارة، لعل أبرز ما يميز المرحلة المهاتيرية تلك الطفرة الاقتصادية اللافتة، حيث أصبحت فيها ماليزيا دولة صناعية متقدمة، يساهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90٪ من الناتج المحلي الاجمالي، وفي عهده بلغت نسبة صادراتها من السلع المصنعة 85٪ من اجمالي صادراتها، وانتجت 80٪ من السيارات التي تسير في طرقاتها، وأصبحت من أنجح البلدان في جنوب آسيا بل وفي العالم الاسلامي. * في حديثك معه فرضت قضية التعليم نفسها على الحوار؟ - هذه حقيقة لأنني أردت أن ينقل تجربته في التعليم للشعب المصري، فكان اهتمامه بالتعليم منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية، فجعل هذه المرحلة جزءاً من النظام الاتحادي للتعليم، واشترط أن تكون جميع دور الرياض وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية، وتلتزم بمنهج تعليمي مقرر من الوزارة، كما تم اضافة مواد تنمي المعاني الوطنية، وتعزز روح الانتماء للتعليم الابتدائي، أي في السنة السادسة من عمر الطفل، ومن بداية المرحلة الثانوية تصبح العملية التعليمية شاملة فبجانب العلوم والآداب تدرس مواد خاصة بالمجالات المهنية والفنية والتي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم. * هل من الممكن أن يأخذ رئيس مصر بتجربة مهاتير أو أردوغان؟ - ليس عيباً أن نأخذ ما يفيدنا من تجارب الآخرين، فالتجربتان تجعل أي انسان دراستهما ومصر في هذه المرحلة الحرجة تحتاج أن تفعل مثلهما. * وقع الاختيار عليك لتكوني ضمن مجلس إدارة صندوق مكافحة الادمان؟ - أحاول أن أساهم بفكري ورؤيتي لأي جهة تخدم مصر، وفي مكافحة المخدرات قدمت اقتراحات للتوعية الاعلامية، وأعددنا حملة قومية لتكون بمثابة جرس إنذار للأسر والمجتمع بخطورة المخدرات على مستقبل شبابنا. * كانت بداية نجاحك الإعلامي النجدة 122؟ - فعلاً أول نجاح لي كان هذا البرنامج الذي صور الجريمة قبل وقوعها، ويعتبر أول برنامج على شاشة التليفزيون المصري عن الجريمة. * تتذكرين كواليس هذا البرنامج؟ - طبعاً واستحالة أنساها خاصة أنا وفريق العمل أطلق علينا الرصاص ذات مرة، ذهبنا الى عزبة القرود لتصوير عصابة كانت تسرق بمساعدة القرود، فحاولوا ارهابنا فأطلقوا علينا الرصاص، ومرة أخرى كنا نصور مع رجل قتل أربعة أشخاص وفجأة تهكم علىَّ وحاول أن يلف الحبل حول رقبتي، والذي أحزنني عندما اخترقنا الباطنية في عز قوتها وجبروت تجار المخدرات وجدنا شباباً زي الورد وأطباء ومهندسين مدمنين، وشعرت وقتها بالخوف على شباب مصر. * كافحت الفساد من خلال برنامجك «ريبورتاج»؟ - حقيقي هذا البرنامج تجول في محافظات مصر، واعتبره برنامج توك شو لأنه ناقش كل الموضوعات التي ترصد الاهمال والفساد في ذلك الوقت،وكنت أصور مع المسئول الذي يقدم صورة وردية للمشاهد، وفجأة وهو يشاهد البرنامج يفاجأ بمشاهد تكذب كلامه فمثلاً الصرف الصحي الذي يغطي الشوارع والبيوت ويسبب انتشار الأمراض وقيسي على هذا جميع الحلقات. * كنت أول من قدم اليوم المفتوح علي الشاشة؟ - كان فكرة ممتازة أعجب بها المشاهدون وكانت معي مفيدة شمس الدين، وفريدة الزمر وأحلام شلبي، ويبدأ من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء. * قدمت حفلة عبد الحليم حافظ في شم النسيم.. ذكرياتك معها؟ - هذه الحفلة أثرت في حياتي بشكل كبير، وتعرفت على شخصية عبد الحليم وقتها اشتد عليه المرض، ورغم هذا كان لا يقصر في فنه بل أعطاه عمره، وكنت أتأمل معاملته مع الفرقة الموسيقية، كانت معاملة من نوع خاص مليئة بالاحترام والرقي وظللت شهرين أحضر البروفات مع أحمد عزت مدير المنوعات لأتعرف على شخصية عبد الحليم. * لو أردنا المقارنة بين حليم وفناني هذه الأيام؟ - فرق كبير جداً، دليل اختيار الكلمة واللحن، وأتذكر أن عبد الحليم عندما علم أنني سأقدم الحلقة أراد معرفة كل شىء عني، وجعلني أقرأ القصيدة، وفهمت يعني إيه فنان يحافظ على اسمه وفنه، فهو أعطى بلا حدود ولهذا عشقه جمهوره، وعندما قدمت الحفلة صفق لي وشكرني وأصبح صديقاً عزيزاً، إنما الآن لا صوت ولا لحن ولا كلمة، كما أن أغلب المطربين لا يقدمون شيئاً لوطنهم انما حليم شارك وطنه في فرحه وحزنه. * جعلت من مذيعة الربط مهمة وسلطت الضوء عليها؟ - كنت أحاول كمذيعة ربط استغلال الوقت الفاضي على الشاشة وأقدم معلومة للمشاهد أو أناقش قضية، وأتذكر انني عند تقديمي للفيلم الامريكي «البطل» سرد تاريخ أمريكا التي احتلت أراضي الهنود وذكرت جميع المعلومات التي تثبت أن امريكا ليست ملاكاً وأظهرتها انها قزمة وأتذكر أن الدنيا قامت ولم تقعد بسبب ما ذكرته. * تركت سهرة السبت وليالي القاهرة بصمة في تاريخ البرامج؟ - لأننا ضربنا على الوتر ومشاكل الشعب المصري ونزلنا للواقع، وسهرة السبت بدأناها بتقديم معلومات قيمة في السياسة والثقافة وقضايا اجتماعية من خلال فقرات فنية وعرض شخصيات تاريخية، والحقيقة أن فتحي عبد الستار أجاد اختيار الشخصيات وقررنا خروج السهرة للشارع لتقديم الأحداث الراهنة وتدعيمها بفقرات فنية وجميع الحلقات كانت تسبب لنا مشاكل مع المسئولين وأتذكر أنني قمت باستضافة رئيس البنك المركزي علي نجم واتهم الاقتصاد المصري بأنه أسوأ اقتصاد في العالم، ولهذا لجأ الشعب المصري للريان، وبسبب هذه الحلقة قرر صفوت الشريف وزير الاعلام حينذاك إلغاء البرنامج، وأعتقد أننا ناقشنا أهداف ثورة يناير منذ سنوات وطالبنا بتحقيق أحلام البسطاء في الحصول على رغيف العيش والعدالة الاجتماعية.