تنقلت الإعلامية الكبيرة فاطمة الكسباني رئيس القناة الاولي بين جناحي الادارة والاعلام فقد شغلت منصب نائب رئيس القناة الثانية لمدة أربعة اعوام وكذلك شغلت نفس المنصب بالقناة الاولي وقبل ذلك توقفت لمدة خمس عشرة سنة عن العمل الاعلامي وتولت اعمالا ادارية لانها كانت تصر علي التمسك بالجودة الاعلامية وعدم ظهور أي برنامج بشكل سطحي.. وهي الآن تقود اكبر حركة تطوير شاملة لشاشة الاولي في محاولة منها لخطف عين المشاهد في ظل هذا التنافس الرهيب بين القنوات الارضية والفضائية داخل وخارج مصر. الآن لك سلطة للتغيير وتطوير الرسالة الاعلامية بمضمون وشكل جديد فما خطتك لذلك؟ - وتقول فاطمة الكسباني رئيسة القناة الاولي: انا لست غريبة عن القناة يعرفونني وأعرفهم جميعا واعرف امكانية كل شخص من العاملين سواء مذيعات ومذيعيين وفنيين وطوال عملي معهم اتعامل علي ارض الواقع ولكن لم يكن لدي السلطة والآن بعد تسلمي مسئولية رئاسة القناة الاولي وهي واجهة التليفزيون المصري ارفض عمل ترقيع للشاشة فهذا خطأ كبير فلن الجأ إلي رفع برنامج مدته نصف ساعة واستبداله ببرنامج آخر مدته ربع ساعة أو اقل لمجرد التغيير فأنا لدي رؤية مستقبلية كإعلامية وهو اننا جميعا لابد ان نعمل في حب مصر ومن اجلها لانني اشتغل موظفة بهذا الجهاز ولابد ان يكون صلبا ولاينكسر ولا يتواري عن اعين المشاهدين ولذلك كانت البداية بانني التقيت مع كل العاملين وتحدثت معهم عن الجودة وسمعت كلامهم وأفكارهم لكيفية تنفيذ ذلك لانني اتحدث عن شكل ومضمون الشاشة وضرورة الاهتمام بالمضمون وذلك يستدعي اختيار المذيعة المناسبة لكل برنامج بما يتناسب مع اهتماماتها ومع طبيعة شخصيتها سواء كان لها اهتمامات بالمجال الرياضي او الفني او الثقافي او الاجتماعي او السياسي وهذا يجعلها تنجح في تقديم الرسالة او البرنامج بعشق وحب مادام يتناسب مع اهتماماتها كما ان ذلك يضيف مصداقية للبرنامج وفي اختيار الضيوف وفي اسلوب الحوار المتمكن معهما ولا تتوه اي تفاصيل في تخصص الضيف. بينما يتوقف دوري عند تغذية كل مذيعة بورق متميز عن موضوعات الحوار التي تتناولها في برنامجها ومن خلال المتخصصين في كل مجال فلابد ان نحترم التخصص فهذا التوافق في الاختيارات بدءاً من الورق الجيد يجعل المذيعة تكسب وأنا ايضا كشاشة اكسب التميز وهذه المساندة ليست عيبا او انتقاصا من قدر المذيعة بل يجعلهامتميزة فالمهم ظهور البرنامج بشكل جيد والشاشة هي المقياس ومادامت المذيعة لديها القدرة علي العطاء تستمر .. واذا لم تتمكن من ادواتها فلتتوقف. لا.. للترقيع هل حددتي ما تحتاجينه من امكانيات للتطوير ؟ لقد رصدت كل ما احتاجه لتطوير القناة شكلا وموضوعا وحددتها في نقاط مرتبة ومبررة لان لي رؤية مستقبلية ولكي انهض بالرسالة والقناة احتاج لفريق عمل من المتخصصين في مختلف المجالات سواء الثقافي والرياضي والصحي والتعليمي لخطف عين المشاهد وتقديم رؤية شاملة متخصصة لانني ارفض عمية الترقيع لانه اكبر خطأ.. ولذلك تقدمت بهذه الاحتياجات التي تعتبر من اهم الاسس لتطوير الرسالة الاعلامية بشكل متخصص وعلمي.. وهذه الاقتراحات في انتظار رد رئيس الاتحاد د. سامي الشريف لانه لابد ان يوافق علي هذه النقاط المحددة حتي يكون الجهاز الاعلامي صلبا وقويا. جدول زمني وهل هناك وقت محدد للتنفيذ ام سنظل في الانتظار؟ - لا انني اريد الاتفاق مع رئيس الاتحاد علي جدول زمني ونبدأ التنفيذ فور اعتماد الموافقة علي الشكل التخصصي حتي يتغير شكل الشاشة نهائيا بعد 3 شهور لاننا في منافسة قوية مستمرة ولابد علي مدار طوال 42 ساعة ان نقول نحن هنا فانتظرونا في شكل جدي البداية وهل سنظل 3 شهور أم هناك بداية من الآن لحين اعتماد التطوير الجديد؟ - لا لن انتظر فقد بدأت بالفعل في تغيير شكل القناة بالاعتماد علي برامج توعية ولها مضمون من خلال برامج سريعة وفقرات جديدة وقد ظهر بالفعل هذا علي الشاشة بشهادة الكثيرين وهذه مجرد بداية مؤقتة لحين الموافقة علي النقاط المطلوبة للتطوير لكل البرامج التي يحتاجها المجتمع لتعبر عنه في مختلف المجالات بما فيها برامج الاطفال والشباب لان هذه الفئة تحتاج لخطة متخصصة من المختصين لاننا نربي جيلا جديدا ونبث فيه المباديء والسلوكيات التي غابت لفترة في ظل النظام السابق ونحتاج لتوعية جديدة ذات جودة عالية رغم الضغوط التي نمر بها حاليا.. لانني تعلمت منذ بدايتي ان اعمل من اجل العمل وسرت علي هذا النهج منذ دخولي المبني لان كل هدفي الجودة لإسمي وللجهاز الإعلامي وهذا ما خلفني وعزلني لمدة 51 سنة توقفت فيها عن ممارسة العمل الاعلامي .. وعندما أصبحت في مركز المسئولية وجدت أن هناك العديد من الذين لديهم الحس الوطني وتقدموا بمبادرات هائلة وسوف يتعاونون معي لرفع مستوي الشاشة. الترجمة كل هذا جميل جدا لكن أين ومتي الترجمة العملية؟ لقد بدأت بالفعل الترجمة وظهرت منذ أيام سهرة جديدة تعرض علي الشاشة يوميا اسمها »أنا المصري« وهي عبارة عن نقل حي لوجهات نظر الشعب المصري ومناقشة موضوعات الساعة بصراحة دون تطاول أو ابتذال وذلك حتي نضع يدنا علي أول الطريق للتواصل مع المشاهد فكريا وعمليا من خلال التليفونات علي الهواء وكذلك من خلال اختيار مجموعة من الضيوف بعناية ودقة بعيدا عن الاثارة لمجرد الاثارة فقط. وتضيف فاطمة الكسباني: وقد اتخذنا هذه الخطوة لتكون أول لبنة في البناء الذي بدأنا نشيده ليرتفع المستوي خطوة خطوة حتي لا نقفز بسرعة للظهور لأن العلو السريع يقابله هبوط سريع.. وفي نفس الوقت لن يكون هناك بطء، وتشير إلي أن هذا لن يكون البرنامج الوحيد فهناك ثلاث أفكار لبرامج جديدة يتم اعدادها الآن. ومنها برنامج يعتمد علي التوعية الثقافية من خلال تاريخنا وحضارتنا الفرعونية والعبر المستخلصة من حكمة الفراعنة وكيف نستفيد منها حاليا والرجوع إلي الهوية.. هويتنا التي قادتنا للتقدم منذ آلاف السنين. جرعات روحية وتقول فاطمة الكسباني: هذا بالإضافة إلي اعداد برنامج يتناول جرعات روحية لتنمية المهارات البشرية والكامنة داخلنا وكيفية اخراجها وتنشيطها لتساعدنا في المواجهة والتطوير لانفسنا وحياتنا وحتي نقدر علي مواجهة المشاكل العصرية التي تقابلنا أو تواجهنا في معترك الحياة ومن خلال التغييرات الجديدة بعد ثورة 52 يناير. هذا بالإضافة لتقديم برامج توعية في علم النفس والاجتماع للتواصل وحل أي مشاكل أسرية علي المستوي النفسي أو الاجتماعي. وكذلك تقديم برامج المرأة بشكل جديد وبعيدا عن التركيز علي الموضة والماكياج بل التركيز علي تقديم تقارير واقعية عن المشكلات التي تعاني منها المرأة. وتضيف فاطمة الكسباني: لقد خرجت من نطاق اليوم المفتوح ومجرد عرض أغاني لملء مساحة من وقت الارسال ومجرد كلمتين وأغنية.. ولذلك الفترة القادمة تشهد 3 أو 4 برامج جديدة.. وكل هذا حتي يتم اعتماد طلبات التطوير من رئيس الاتحاد حتي نستطيع الاعتماد علي الكوادر المتخصصة فلابد أن يكون بجوارنا رئيس تحرير مثقف يعضد الكوادر الموجودة ويوجهها وبالطبع لن نفتح الباب علي مصراعيه.. ولابد أن تكون هناك شفافية في الاختيار المناسب للمتعاملين من الخارج.