بين أزمتى التمويل وخلافات الإدارة تراوحت مشكلات أغلب القنوات الفضائية التى تعثرت شاشاتها بفعل إحدى الأزمتين، وعلى رأسها فضائيات المحور والساعة ومودرن ودريم وon t.v.. ورغم أن هذه الفضائيات تواجه مشكلات حقيقة وتشهد صراعا داخليا، فإنها فى الوقت نفسه تروج لعدد من البرامج الجديدة على شاشاتها، بل وتتوسع بإطلاق قنوات جديدة. حركة الإطاحة الكبرى التى شنتها قناة المحور على عدد كبير من كوادرها، لم تمنع الإعلان عن إطلاق قناة «المحور 2» والتى ستعتمد فى عدد كبير من برامجها على الرياضة، وهو ما يعكس تخبطا فى سياسة القناة، فقبل أقل من أسبوع أعلن د. حسن راتب رئيس مجلس إدارة القناة إقالة حسن حامد العضو المنتدب - والذى أتى خليفة لوفيق راتب والذى رحل أيضا نتيجة خلافات مع صاحب القناة - وإبراهيم حمودة رئيس القناة فى الوقت الذى تردد فيه أن قرار الرحيل اتخذه حامد وحمودة بعد تجاوز راتب فى حقهما، وأن راتب قرر إلغاء عدد آخر من البرامج الأسبوعية فضلا عن قراره بتخفيض ميزانية القناة عن طريق إيقاف رواتب بعض العاملين اللى بيقبضوا وما بيشتغلوش حسب وصفه. إبراهيم حمودة رئيس القناة أكد أن خلافه مع د. حسن راتب ليس مبنيا على وقائع بعينها، وأن اجتماعه الأخير مع راتب وحسن حامد والذى شهد تجاوزا فى حقهما كان وراء قراره بالرحيل عن القناة. وقال: تركت القناة بإرادتى قبل ما حد يفكر ويمشينى منها، وبصراحة معنديش مشكلة حقيقية مع د. راتب لأنه راجل محترم، وأتصور أن مشكلتى وكل العاملين والمحور نفسها تتلخص فى مجموعة من الأشخاص يحيطون بصاحب القناة، ودول اللى باسميهم كتيبة إعدام القناة. وفى الوقت الذى التزم فيه حسن حامد الصمت وفضل عدم التحدث فى الموضوع أكد د. حسن راتب أن كل القرارات التى اتخذها صائبة وفى مصلحة القناة، خاصة أنها بصدد التوسع وإطلاق «المحور 2» قبل نهاية مارس المقبل، وتطوير عدد آخر من البرامج الموجودة على المحور، وقال فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: مش عيب انى لما ألاقى الإدارة الحالية فاشلة فى تحقيق الهدف الإعلامى إنى أمشيها واشوف إدارة غيرها قادرة على تحقيق هذا الهدف، وطالما هنطور القناة لازم نطور إدارتها.. وأنا مش باحب اتكلم عن مشاكل إدارة فاتت، لأن كل إدارة بتمشى بتأخد معاها حلوها ومرها.. وأضاف راتب: احنا اتفقنا على أكتر من برنامج جديد وهنقدم برنامج «48 ساعة» فى نهاية كل إسبوع وهيقدمه سيد على يبقى إزاى هاستغنى عنه، ده غير برامج تانية هنعلن عنها بعد ما نستقر على الإدارة الجديدة.. واللى هنعلن عنها خلال أيام. الإعلامى نصر القفاص أعلن عن مشروعه الرياضى على قناة «المحور 2» وقال: الاتفاق لم يعد نهائيا، مافيش بينا عقد ملزم، لكننا متفقون على المبدأ وعلى تقديم برنامج جديد ماتعملش قبل كده، هنغطى من خلاله الرياضة قديما وحديثا من ناحية ثقافة واقتصاد الكرة، لأن الفضائيات الموجودة حاليا حولت الكرة إلى أتارى وتجاهلت ثقافة الرياضة.. وأضاف: برنامجى لا يقدم الكرة بالمعنى الفنى الذى تقدمه البرامج الموجودة الآن، والتى تعانى مشكلة أن اللى بيقدموها طرف أصيل فيما يحدث فى الكرة عشان كده كلامهم مش إعلامى بحت. القفاص أكد أن قناة المحور ليست فقيرة ولا بخيلة لكنها بتنفق خطأ: بيدفعوا كتير فى الحاجات العبيطة وبيبخلوا على الحاجات المهمة ومشكلتهم انهم بيعملوا توازنات سياسية على الشاشة، ورغم ده هأقدم برنامجى على المحور لأنها قناة قديمة ومعروفة. تخبط آخر فى سياسة القناة بدأ مع إعلانها عن البرنامج الأسبوعى الجديد «48 ساعة» والذى اعتبره كثير من العاملين فى القناة كبسولة لامتصاص الخلاف الذى نشأ بين بشير حسن رئيس تحرير برنامج «90 دقيقة» وبين معتز الدمرداش، والذى انتهى بإعفاء بشير من البرنامج وتعويضه بالبرنامج الأسبوعى الجديد، ورغم الإعلان عن بدء البرنامج فى 5 مارس المقبل على أن يقدمه سيد على ومنى سلمان فإن منى تؤكد أنها لم توقع للمحور بعد، وأنها لن تترك الجزيرة فى الوقت الحالى. وقد عقد د. راتب اجتماعا موسعا مع مذيعى القناة وقيادتها يوم السبت الماضى أكد خلاله إجراء تطوير فى القناة مع الاحتفاظ بأغلب العاملين فيها.. وفشلت محاولات معتز الدمرداش وريهام سعيد فى إعادة المياه إلى مجاريها بين د.راتب وإبراهيم حمودة، وتولى أحمد جادو منصب مدير القناة بصورة مؤقتة. فى قناة الساعة يأخذ الصراع بعدا آخر، تسيطر عليه اختلاف سياسة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى الذى تولى رئاسة القناة لفترة، عن رئيستها الجديدة الجزائرية فاطمة بن حوحو، والتى أطاحت بعدد كبير من العاملين فى القناة، والذين يعتبرون بمثابة الحرس القديم، أو ممن يحسبون أنفسهم من رجال مصطفى بكرى، وهو ما اعتبره بكرى تجاوزا فى حقه، استدعى إيقافه برنامجه على القناة وعرضه حلقات مسجلة لمدة 3 أسابيع.. وبعد شد وجذب وجلسات عمل واتفاق عاد بكرى إلى برنامجه لكن المياه لم تعد إلى مجاريها. وفى الوقت الذى تحفظ فيه بكرى ورفض الحديث فى الموضوع ومبرره: لن أتحدث فى شىء يخص الساعة طالما أننى فيها كمقدم برامج وعضو مجلس إدارة.. لكن فاطمة بن حوحو كان لها رأى آخر، وقالت فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: كل واحد يقول اللى هو عايزه، أنا ومصطفى بكرى بنكمل بعض، لأنه عضو مجلس إدارة، لكننا اتفقنا أنى أهتم بالشكل اللى بيقدم على الشاشة وهو بالمضمون، ومن يدعى أن فيه خلافات ده واحد بيصطاد فى المياه العكرة، وأرد على من يدعون أننى جاية عشان أضرب مصطفى بكرى بأن شغلى لا يتعارض مع شغله، وأن التطوير الذى نعد له حاليا ومحاولة تغيير الشاشة سيكون أبلغ رد على الشائعات المنتشرة حاليا. عودة أخرى لأزمة التمويل المرتبطة بشكل أو بأخر بالأزمة الاقتصادية، أولى مظاهر تأثر الفضائيات بالأزمة بدا من خلال قناة ON TV، القناة التى انطلقت قبل 4 أشهر بطاقة 8 ساعات بث مقسمة بين 10 برامج، حيث تم ضغط ميزانية القناة بشكل كبير وهو ما استوجب التخلص من عدد كبير من العمالة تصل إلى ثلثى العاملين، حيث شمل قرار الاستغناء عددا من المنتجين والفنيين والمصورين، أغلب البرامج التى توقفت لم تستمر أكثر من دورة برامجية واحدة، إلى جانب نشرات الأخبار، وسيتم التعامل مع باقى الفريق المتواجد كعاملين من الخارج حتى نهاية شهر زبريل، حيث يتحدد موقف القناة النهائى، ويتردد داخل القناة أنه لن يخرج عن ثلاثة اختيارات: بيع القناة بالكامل لمالك جديد، أو دخول شريك فيها والعمل على إعادة بثها بتكلفة أقل، أو دمجها مع قناة O TV، والتى لم تهرب من فخ الأزمة الاقتصادية، حيث اكتفت المحطة ببرامج الهواء ولم يتم إنتاج برامج جديدة منذ فترة طويلة، رغم ماتردد عن استعداد القناة لأكثر من برنامج منذ بداية العام، وتعطل ظهور برنامج «بلدنا» وهو مسائى يومى، وبرنامج جديد مسجل لأحمد العسيلى. الحال لم يكن أفضل فى قناتى دريم، حيث توقفت كل خطط القناتين لإنتاج برامج جديدة وتم تأجيل تطوير المحطة إلى أواخر شهر مارس، واستمر الوضع السيئ فى قناة «مودرن» والتى توقفت منذ يونيو الماضى لتتحول إلى «مودرن مصر» وتم تغيير رئيسها عمر زهران بتامر عبد المنعم، والذى حدد موعدا لإطلاق القناة فى أوائل ديسمبر الماضى، لكنها لم تظهر من وقتها ولم يتم تحديد موعد مبدئى أو نهائى لإطلاقها.