إذا كانت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية قد اكتشفت من خلال فحص الطعون التى تلقتها فى انتخابات الإعادة على منصب الرئيس وقوع عمليات تزوير خطيرة تهدد سلامة العملية الانتخابية، فعليها أن تعلن ذلك فى منتهى الشجاعة، وتقرر إلغاء الانتخابات، وإعادتها بين جميع المرشحين أو فتح باب الترشيح من جديد بعد إصدار الدستور، حتى لا تتورط اللجنة فى فرض رئيس مزور، أما إذا كانت التجاوزات لا تؤثر على نزاهة الانتخابات ويمكن تصحيح الأوضاع، فعليها وفوراً أن تعلن اسم الفائز أياً كان اسمه إذا كان قد حصل على أعلى الأصوات من واقع صناديق الانتخابات، الواجب على الشعب هنا تقبل النتيجة مهما كان انتماء الفائز، لوقف البلبلة وحالة الاحتقان المتزايدة فى الشارع، ومنع محاولات التدخل الخارجى. إن الحديث عن التزوير الذى وقع فى انتخابات الإعادة يؤكد أنه أبشع مما كان يحدث أيام الحزب الوطنى، حتى قيل إن أحمد عز الذى اشتهر فى السابق بتزوير الانتخابات وآخرها انتخابات عام 2010 منزوعة المعارضة يعتبر تلميذاً أمام التزوير الذى وقع فى انتخابات الإعادة الرئاسية الحالية، وهذا الكلام اعترف به المستشار حاتم بجاتو أمين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية عندما قال إن العملية الانتخابية تعرضت لمخطط خطير يهدد بإفسادها بدأ من المطابع الأميرية. الشعب يريد أن يعرف بالضبط ماذا حدث فى المطابع الأميرية، وهل تم كشف هذا المخطط حالياً، ومن وراءه، وما هى انتماءاتهم السياسية، ولصالح من يعمل المخططون وما حجم تأثير ما حدث على التصويت، ومن الذى استفاد منه، إننا نعلم عن تحقيقات على أعلى مستوى تتم فى هذا الموضوع، ونعلم عن ملايين البطاقات خرجت من المطابع الأميرية، وتم توزيعها على عدة محافظات لتعبئة الصناديق بها، هذه غزوة صناديق جديدة لابد من توضيح كافة تفاصيلها للرأى العام. كما أننا سمعنا عن أموال دفعت لتمرير هذه البطاقات، نريد أن نعرف كل شىء عن موقعة المطابع الأميرية، نحن لا نتهم العاملين البسطاء فى مطابع إمبابة، سمعت أحدهم يقول لو كنا عاوزين نزور كنا زورنا للحزب الوطنى فى السابق، لكن يتردد أن هناك رؤوساً كبيرة تورطت لا يعرفها العاملون البسطاء الذين خرجوا للتظاهر فى الشارع وقطعوا طريق الكورنيش للدفاع عن سمعتهم. كما سمعنا عن محاولات تتعرض لها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لتصدر النتيجة بشكل معين!! وسمعنا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون تطالب بسرعة تسليم السلطة فى مصر وتبدى انزعاجها من سلسلة الخطوات التى اتخذها المجلس العسكرى قبل إعلان النتيجة. لايخفى على أحد أن أمريكا تبحث عن فزاعة للتدخل فى شئوننا الداخلية، من خلال استغلال الانتخابات الرئاسية لتنفيذ مخططها، كما نفذته فى العراق. إن محاولات الاستقواء بالأمريكان مرفوضة تماماً، والشعب المصرى لن يرحم أحداً يستعين بالخارج لتقوية موقفه ولن يأتى رئيس بوضع اليد أو بإرادة غير المصريين، الرئيس الذى يوافق عليه المصريون هو الذى تكشف عنه صناديق الانتخابات. نحن أمام موقف لا نحسد عليه منذ بدء انتخابات الإعادة وإغلاق الصناديق، لدينا رئيسان، المرشحان اللذان خاضا الإعادة أعلن كل منهما أنه رئيس مصر. الدكتور محمد مرسى عقد مؤتمراً صحفياً فى الرابعة فجراً بعد ست ساعات من بدء عملية فرز الأصوات وقبل انتهاء جميع اللجان من عملية الفرز أبلغ فيه العالم وقت أن كان المصريون يغطون فى النوم بعد ليلة مرهقة أنه أصبح رئيساً لمصر، وإذا أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية فوز غيره فستكون الانتخابات مزورة، وبعد صمت طويل خرج الفريق أحمد شفيق يعلن أنه واثق فى الفوز ولكنه ينتظر كلمة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ويحترم قرارها مهما كان. الإخوان اختطفوا ميدان التحرير، ووجهوه للضغط على اللجنة العليا لإعلان مرسى رئيساً، واللجنة كان الله فى عونها، لكننا على ثقة فى أنها ستعلن الحقيقة كما قال مواطن عادى جداً وليس من النخب قال هذا الموطن ضمن تقرير أذاعته قناة فضائية لاستطلاع الرأى: أى كلام يتردد قبل ما يعلن فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية القرار النهائى باسم الرئيس يبقى تهريج، خدوا هذه الحكمة من فم مواطن مصرى بسيط.