«والله لأقف أنا وأنتم أمام الله أسألكم كما تسألوننى وأحاسبكم كما تحاسبوننى» «تزعلوا من «السيسى» ميجراش لكن المهم البلد دى تعيش» «لو قلت لكم أرقام مرتبات الجيش والشرطة هاتستغربوا جداً» المشروعات القومية الجديدة لا تكلف موازنة الدولة شيئاً أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن جميع الشهداء العسكريين والمدنيين قدموا ثمناً كبيراً حتى يعيش الوطن فى سلام وأمان. وتساءل، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة: «يا ترى بندى الجيش والشرطة مرتبات إيه؟ يا ترى بيقولوا لنا عاوزين فلوس وبيقولوا مش هانكمل لحد ما تدولنا، لا حصلت ولا هتحصل، والتمن اللى تم دفعه مايتعوضش خالص، ولو قلت لكم أرقام مرتبات الجيش والشرطة هاتستغربوا قوى، أرقام متواضعة وطول عمر الجيش والشرطة كان كده.. ومحدش أبداً طلب زيادة». وأعرب السيسى، عن فخره واعتزازه بوجوده مع أسر الشهداء بقوله: «موجودين هنا عشان نخلد الشرف، يعنى يا ريت أقدر أعمل أى حاجة لأسرة كل شهيد». وتابع: «مش هاقدر غير أقول إن ربنا يجمعنا بيهم فى مستقر رحمته، ويكون لينا نصيب معاهم فى المقام العالى قوى اللى يستحقوه لأنهم قدموا أرواحهم لأجل خاطر الناس ونعيش بسلام». وأضاف: «كل لقاء أسأل أهلى وأقول لهم مش عاوزين حاجة، الإجابة بتكون عجيبة، هو بعد اللى قدمت ابنها وزوجها أنا هاديها إيه؟.. ولا حاجة.. مش هاقدر أديها حاجة لأنها قدمت أغلى حاجة، فمهما عطيت مايسويش حاجة للى قدموه لبلدنا». كما تساءل «السيسى» : «كيف يمكن الحديث عن لقمة العيش ونحن نكرم أمهات وزوجات الشهداء.. أقول للست دى إيه.. أنت بتتكلم فى لقمة عيش وهى بتتكلم فى دم ابنها وزوجها؟». وتابع: «أقولها إيه؟.. دى قدمت دم ابنها وزوجها لأجل خاطرى وخاطرك، وهتعيش باقى عمرها يعلم بيها ربنا.. أقولها إيه؟.. عاوزين ناكل؟.. هما راحوا عشان خاطر مصر تقعد.. طيب إحنا نخلى بالنا منها ولا نضيعها كمان.. ردوا عليا يا مصريين.. ردوا عليا.. هنخلى بالنا منها.. بقالنا 6 سنوات ننزف.. الشهيد والمصاب، مش بس فى الجيش والشرطة.. هو اللى تم استهدافهم فى الكنائس ومسجد الروضة مش دم؟». وأكد الرئيس أن القوات المسلحة استطاعت تدمير الكثير من الأسلحة والذخائر والملاجئ والمخابئ والإرهابيين، خلال السنوات الماضية، وقال: «بقالنا 6 سنين بنقاتل الإرهابيين.. طيب هما كانوا بيعملوا ايه السنين اللى فاتت، كانوا بيجهزوا لإيه خلال 10 أو 15 سنة، و4 سنين اللى حصلت فيهم الأحداث فى 2011، والدفعة الهائلة اللى خدوها»، داعياً الجميع إلى التوقف لمعرفة المكائد وتدابير التحكم فى مصائر الأمم. وعلق السيسى على حادث الأزهر الإرهابى، قائلاً: «لما يتقال إن حادث زى ده تدبير وتطلع شائعات على الفيسبوك.. تدبير لتدمير بلدنا.. ندبر لتدمير وقتل ولادنا.. لأ يا جماعة.. ده فكر شرير قوى وأشر منه اللى يصدقه»، مؤكداً أنه لا يخشى على المصريين من الخارج، ولكنه يخشى عليهم من الشائعات وحملات التشكيك التى تنطلق من داخل البلاد. وقال: «لا أخشى عليكم من الخارج أبداً ولكن أخشى عليكم من الداخل فقط، ومن أنفسنا، فالكلام اللى بيتقال النهاردة على الشهيد لا يجوز.. دى دماء بذلت لأجل حماية الناس والوطن والحفاظ عليه». وتابع السيسى: «نشعر بأن فيه حد وسطنا يشككنا فى أى حاجة، عدا الأمور المتعلقة به هو، وهذا ليس من الأمانة أو الصدق أو الدين، لأنه إحنا مصريين مع بعضنا البعض، وهناك من يتصور أن يستبيح دمنا وآمالنا وأفكارنا ويشوهها عشان يهدم البلد فهذا ليس من الدين من شىء». وفى رده على انتقادات البعض للعاصمة الإدارية الجديدة، قال السيسى: «البعض يقول هيعملوا 200 مليار جنيه فى العاصمة الإدارية بنية أساسية.. طيب أسيوط الجديدة ورشيد والمنيا الجديدة والسويس الجديدة.. يا جماعة اللى بيطرح الطرح ده عاوز يألمك ويوجعك ويزعلك وينغص عليك عيشتك». وتابع: «طيب والله والله والله كل المدن الجديدة مش معمولة من موازنة الدولة.. طيب تقولوا لى بتعملوا إيه.. بتحفروا وتجيبوا فلوس من الأرض؟.. لا إحنا بنحول الأراضى اللى بلا قيمة إلى أراضى ذات قيمة.. بنعمل طريق فى أسيوط الجديدة ومحور لنعبر به بين النيل الغربى والشرقى، وعملنا حاجة وأراضى ونطرحها للبيع، والفلوس دى بندعم بيها الشغل، وهذا الكلام ينطبق على العلمين والمنصورة وأسيوط والمنيا، وأى حاجة كذلك، وبنحاول تحويل الأراضى محدودة القيمة إلى أراضٍ ذات قمية مرتفعة، من خلال تطويرها بما فيها العاصمة الإدارية الجديدة، والفلوس بنعمل بيها بنية أساسية، وقلت الكلام قبل ذلك وأقوله مرة أخرى»، مؤكدا أن المشروعات الجديدة تكلف الدولة نحو 4 تريليونات جنيه». واستطرد السيسى بالقول: «ممكن أطلع كل يوم فى التليفزيون، بس انتوا تزهقوا منى ومعنديش ملكات الإعلاميين وأنا أتحدث كمصرى إنسان منكم، وأنا بقولكم أنا مش رئيس لكم أنا واحد منكم، ووالله لأقف أنا وأنتم أمام الله أسألكم كما تسألونى وأحاسبكم كما تحاسبونى لأنه إحنا بنعمل كدا عشان خايفين عليكم». وأردف: «السنة فيها 52 أسبوع، عدد أسابيع المظاهرات فى مصر، خلال 2011 و2012 و2013 و2014 بمعنى 200 أسبوع مظاهرات فى 4 سنوات.. سياحة إيه اللى تشتغل؟ ومصالح إيه اللى تتحرك وتجارة إيه اللى بتمشى.. هو إحنا آخر النهار بناكل ولا نقول إحنا فى المظاهرات؟.. الاحتياطى اللى راح فى سنة والنصف منذ 2011 رغم تشكيله خلال 20 عاماً، وكان 38 مليار دولار. وتابع: «الدول جنبنا تتحدث عن الأوضاع الاقتصادية والظروف، وهى تضيع فى بلدانها؟!، وكل الكلام دا له ثمن ولازم يدفعه الشعب، والأولاد الصغار، والأجيال القادمة لا بد أن نؤمن بأن الاستقرار استثمار». ورداً على الشائعات التى أطلقها البعض على حملة «100 مليون صحة»، قال السيسى: « فيه شائعات كثيرة تقول إن التطعيم الذى يتم فى حملة 100 مليون صحة يؤذى الناس، إحنا نقدر نعمل كدا فى أنفسنا وأولادنا؟!.. ياااه.. البعض يصدق ذلك». وأضاف: «الحملة للتخفيف على أهلنا، فقد كنت متألماً من فيروس سى، وموجوع كمصرى لأهله وناسه، وقوائم الانتظار التى كان مطلوب التصدى لها 18 ألف، بينهم 6 آلاف عملية تم الانتهاء منهم، وتم إجراء دراسة حول التكلفة التى وصلت 235 مليون جنيه لعلاجهم، ولكننا استطعنا إنجاز أكثر من 100 ألف حالة على قوائم الانتظار.. إحنا كحكومة ودولة ومسئولين، عاوزين نخفف عن أهلنا ولا نضيعهم؟.. دول 100 ألف حالة من 100 مليون، وبقول ذلك عشان كل أسرة تنتبه مع أبنائها». وتساءل الرئيس: «هل وعدتكم فأخلفت؟.. قلت لكم معايا السمن والعسل بقدمهم لكم؟.. هاتوا كل تصريحاتى لما قلت نبقى مع بعض فى مواجهة تحديات مصر، وقلت التحديات كثيرة، وفى كل لقاء مع الوزراء أتحدث عن ذلك.. التكرار لتثبيت توصيف الحالة، كما أكرره الآن». وزير الأوقاف فى «يوم الشهيد»: الدول القوية يبنيها عظماء النفوس والهمم أكد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الدول القوية لا يبنيها إلا عظماء النفوس والهمم، وأن رجلاً فقيراً فى دولة غنية قوية خير من رجل غنى فى دولة فقيرة ضعيفة. جاء ذلك فى كلمة له ألقاها بالندوة التثقيفية التى أقامتها القوات المسلحة أمس بمناسبة يوم الشهيد. وأضاف وزير الأوقاف لعل أهم ما يجب أن نبينه للعالم كله هو تحديد مفهوم الشهادة، ومن هو شهيد الحق، ومن هو قتيل الباطل، إذ إن الجماعات الإرهابية الضالة تستخدم النصوص نفسها التى تتحدث عن منزلة الشهيد وللأسف الشديد تستخدم الآيات نفسها والأحاديث نفسها، لاوية أعناق النصوص، محرفة الكلمَ عن مواضعه، موهمة عناصرها الإجرامية بأنهم شهداء، فهم يقتلون ويذبحون ويحرقون ويمثلون بالبشر باسم الإسلام وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن بريئان من كل ذلك. وشدد وزير الأوقاف على عدة حقائق مهمة، وقال: أولاً: ما وضحه بيان الأزهر الشريف وأكدته كل من وزارة الأوقاف ودار الإفتاء من أن الشهداء الحقيقيين هم مَن يُدافِعون عن وطنهم ضدَ كلِّ مُعتَدٍ ويَدفعون أرواحهم فداءً لأهله وأرضه وبحره وسمائه، وليس هؤلاء الذين يُرَوِّعون أهلَ وطنهم ويُهَدّدون أمنهم وأمانهم، ويَسعَونَ فى الأرض فساداً، «وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ», وقد سأل رجل النبى (صلى الله عليه وسلم): « يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِى؟ قَالَ: فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِى؟ قَالَ: قَاتِلْهُ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِى؟ قَالَ: فَأَنْتَ شَهِيدٌ. قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ هُوَ فِى النَّارِ»، وليس الوطن أقل شأناً من المال، بل هو أولى وأعز, وقد قالوا رجل فقير فى دولة غنية خير من رجل غنى فى دولة فقيرة ضعيفة هزيلة، فالأول له دولة تحمله وتحميه والثانى لا سند له، وهذا هو الفارق بين فقه الجماعات وفقه الدول، فالدول لا يبنيها إلا عظماء النفوس والهمم. ولا جدال أنّ من واجبات المسلم أن يكون وفياً لوطنه، مخلصاً له، مدافعاً عنه بكل ما يملك من قولٍ أو فعلٍ، وأن حُبَّ الأوطان من الإيمان، وأنّ ذلك مما تؤيّده العقيدة الإسلاميّة والسنة النبوية وتجمع عليه سائر الشرائع والملل بل ويتفقّ عليه أصحاب الفِطَر السليمة والعقول الرشيدة، فالحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، إذ لا يوجد وطنى شريف لا يكون على استعداد لأن يفتدى وطنه بنفسه وماله، فإذا ضاع الوطن فلا بقاء للنفس ولا للعرض ولا للمال ولا للدين، إذ لا بد للدين من وطن يحمله ويحميه، فهل يمكن لفاقد الوطن المشرد بكل ما تحمله هذه الكلمةُ من معانٍ أن يقيم ديناً أو دولة. ثانياً: ما أجمع عليه العلماء قديماً وحديثاً ولم يشذ فيه أحد ممن يعتد برأيه من العلماء والفقهاء من أن إعلان الجهاد القتالى وهو ما يعرف فى عصرنا الحديث بإعلان حالة التعبئة العامة أو التعبئة النوعية أو إعلان حالة الحرب أو السلم ليس حقاً لعامة الناس أو آحادهم أو حزب أو جماعة، إنما هو حق لرئيس الدولة، أو مجلس أمنها القومى، وفق ما ينص عليه وينظمه قانون كل دولة ودستورها. ثالثاً: أن مكانة الشهداء الحقيقيين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه عظيمة عند الله (عز وجل)، فهم فى الحقيقة ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، حيث يقول الحق سبحانه: «وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ», ويقول (عز وجل): «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ». رابعاً: نوجه كل التحية والتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية الباسلة على ما يقدمون من تضحيات غالية فى سبيل الحفاظ على كل ذرة من ثرى وطننا العزيز، كما نوجه التحية إلى والد كل شهيد، وإلى أم كل شهيد، وإلى زوجة كل شهيد، وأحمل لزوجة كل شهيد بشرى الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول عليه الصلاة والسلام: «أنا وامرأة سعفاء الخدين هكذا فى الجنة- وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى- امرأة حبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتت»، وإذا كان هذا جزاء من تحبس نفسها على تربية يتاماها بصفة عامة، فما بالكم لو كانت من حبست نفسها عليهم هم أبناء الشهيد الذى ضحى بنفسه وروحه فى سبيل وطنه، مع تأكيدنا فضل رعاية أسر الشهداء واحتضانها مجتمعياً، فليس أحد أعز على المجتمع ممن ضحى بنفسه فى سبيله، وحق للشهيد أن نؤرخ ليومه: يومَ الشَهيد تحيةٌ وسلامُ بك والنضالِ تؤرَّخُ الأيام يومَ الشَهيد تحيةٌ وسلامُ بك والنضال تحرر الأوطان ونذكر بقول الحجاج الثقفى، إياكم وأهل مصر فى ثلاث: احذروا أرضهم، وعرضهم، ودينهم، فإنكم إن اقتربتم من أرضهم قاتلتكم صخور جبالهم، ولو اقتربتم من نسائهم لافترسوكم كما تفترس الأسد فرائسها، ولو مسستم دينهم أحرقوا عليكم دنياكم. وختاماً: يجب أن نوجه تحية واجبة لسيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى فتح أمامنا باب الاجتهاد والتجديد واسعاً لنعيد قراءة تراثنا الفكرى والفقهى قراءة عصرية فى إطار الحفاظ على الثوابت، مؤكدين أن التجديد سنة كونية، فقد قال نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا», على أن المجدد، قد يكون عالماً فقيهاً أو حاكماً عادلاً, أو قائداً مصلحاً, أو مؤسسة رائدة, أو ذلك كله معاً, وهنا يكون التجديد أسرع وأشمل وأعمق وأدق, لأنه يكون حينئذ نابعاً من روح الأمة كلها، داعين الله (عز وجل) أن يسبغ واسع فضله ورحمته على جميع شهدائنا من أبناء قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية وكل من ضحى بنفسه فى سبيل مصرنا العزيزة وتحقيق أمنها وأمانها وأمن البشرية جمعاء، ونسأله سبحانه أن يسكنهم جميعاً فسيح جناته، وأن يجعلهم فى الفردوس الأعلى، وأن ينعم عليهم بنظرة الرضا التى يرضى بها عنهم فلا يغضب بعدها أبداً، وأن يلقى فى قلوب أمهاتهم وآبائهم وذويهم الصبر والسلوان، وأن يملأ قلوب زوجاتهم وأبنائهم بالرضا والسكينة، وأن يخلفهم خيراً فى أهلهم ووطنهم، وأن يكرمهم فى أبنائهم وبناتهم، وأن يوفقنا للسير على خطاهم فى إخلاصهم لوطنهم، وأن يجعل مصرنا العزيزة أمناً أماناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد العالمين.