خطفت انتخابات الرئاسة الأضواء حتى كرة القدم التي كانت حياة قطاع كبير من المصريين لم تعد كما كانت، بعد أن أصبح الصراع بين مرسي وشفيق سيد الموقف حتى بطولة أوروبا والكوكبة المتميزة من النجوم والمنتخبات العريقة وأحدث الخطط والتكتيكات في عالم الساحرة المستديرة لم تعد تهم الناس كثيراً. صراع الرئاسة أصبح على طريقة «ملك ولاَّ كتابة» فليس لأي عملة في العالم إلا وجهان، وعليك أن تختار خاصة أن المصريين تغيروا واختفت من قاموسهم عبارة «أنا ماليش في السياسة»، فعليهم أن يختاروا وألا يلجأوا للمقاطعة أو ابطال الأصوات. وكالعادة تبادل الطرفان الضرب الموجع في أي مكان وتحت الحزام ولم يعد هناك أي ضوابط للصراع الانتخابي، وانتشرت عبارة «شفيق.. ياراجل» و«تعرف إيه عن المنطق يا مرسي» بفضل «الفيس بوك»! وبعيداً عن هذا الصراع أطرح عدة تساؤلات أهمها لماذا لا نأخذ الأمر بجدية أكثر، ولماذا يصر البعض على المقاطعة لأن حمدين صباحي خسر، وأبو الفتوح لم يصل إلى مرحلة الاعادة، ولماذا يحاول كل من مرسي وشفيق النيل من الآخر لحصد أصوات الناخبين اكثر من تركيزهم على عرض برامجهم وإقناع الجماهير بمنطقهم في التفكير ونظرتهم للمستقبل وطموحاتهم للشعب المصري؟! أتمنى أن يركز كل مصري قبل أن يضع صوته في الصندوق ويختار الأنسب للمرحلة الصعبة حتى لا نندم في وقت لن ينفع فيه الندم، خاصة أن المصريين تحملوا كثيراً حتى فاض بهم الكيل فخرجوا وثاروا وأصروا على رحيل نظام بأكمله، وليس من المنطقي أن يتكرر المشهد بعد وقت قصير إذا كان الاختيار خاطئاً واكتشفنا أن من جاء رئيساً خدعنا وضحك علينا ومصلحته ومن حوله أهم عنده من الشعب ومشاكله وأوجاعه، وأن كل ما قاله عن البرنامج والخطة والمشروع مجرد وهم وزيف انخدع به الغلابة والمساكين!.. لم يعد أمامنا إلا الاختيار يا شفيق.. يا مرسي؟! المصريون أذكياء وقادرون على معرفة الأصلح والأنسب لهم في السنوات الأربع المقبلة ويتمنون حياة كريمة بعيداً عن الذل والمهانة، ويتمنون ألا يكون مصير رئيسهم الجديد هو نفس مصير حسني مبارك السجن المؤبد، لأن مصر ورئيسها أكبر من أن تكون هذه هي نهايته مستقبلاً!