تشهد الكنائس المصرية هذه الأيام فاعليات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحين, و التي افتتحها نيافة الأنبا ثيودورس بكنيسة القديس مارجرجس التابعة للأقباط الأرثوذكس يوم الاثنين الماضي بمشاركة رؤساء وممثلي الكنائس المصرية وبحضور الأب بولس جرس الأمين العام الجديد لمجلس الكنائس المصرية في أولى مشاركاته بعد تقليده المنصب الجديد خلف القس رفعت فتحي الامين العام السابق,وقد استضافت الكنيسة الكاثوليكية "السيدة العذراء و الأم تريزا" اليوم الثلاثاء ثاني أيام الصلاة من أجل الوحدة بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة و الأساقفة و القساوسة الأقباط بمختلف طوائفهم, و من المقرر أن ينتهي هذا الحدث الغظيم يوم الاثنين المقبل الموافق 18 فبراير الجاري. يأتى أسبوع الصلاة من أجل الوحدة المسيحية لهذا العام تحت شعار "تَّبِع البِر ثم البِر", و يعود هذا الشعار الذي دعى إليه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان, التي بدأت في يناير الماضي بهدف تحقيق وحدة المسيحين و ضرورة الصلاة وبلوغ شهادة مشتركة للبِر والعدالة. و عادةً ما تقوم الكنائس المسيحية حول العالم بإقامة أسبوع الصلاة من أجل الوحدة سنويًا,و كانت قد قامت الكنيسة الكاثوليكية بهذا الحدث منذ ألاف السنين فقد ذكرت الكتب التراثية المسيحية أن جذور الصلاة من أجل وحدة المسيحين يعود إلى عام 1908 م, حين قام القس الأمريكي الأنغليكاني بول واتسون بمبادرة "الصلاة من أجل المسيحيين", على ان يكون سنويًا و يبدأ من يوم الثامن عشر من شهر يناير ذكرى لقيام كرسي القديس بطرس في روما عاصمة و مركز الطائفة الكاثوليكية في العالم و يستمر حتى الخامس و العشرين تذكار القديس بولس. من هنا إنطلقت هذه المبادرة التى تلبي كلمات الكتاب المقدس وهى وحدة أبناء المسيح. و في عام 1933 م بدأ الأب الفرنسي بول كوتورييه في بلجيكا بتنظيم ثلاثية من 20 إلى 22 من شهر يناير. ثم تحوَّلت الثلاثية إلى أسبوع (18-25 يناير )، يُعرف بأسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين, على ان تضمن هذه الصلاة على تأملات روحية يستطيع الانسان من خلالها الوصول إلى الصدق و البر والايمان و أن يتبع صفات المحبة و الاخلاص كما يدعوا الكتاب المقدس, وكانت قد ذكرت الكتب التراثية أن اول إنضمام لبعض الكنائس الأرثوذكس للمشاركة بهذا الحدث يعود لعام 1935 م . جدير بالذكر أن مجلس الكنائس المصرية كان قد إحتفل بمرور 6 أعوام لتأسيسة و قد ورد في الحفل الذي أقيم منذ أيام بالكلية الإكليريكة التابعة للكنيسة الكاثوليكية بالمعادي بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية ، وغبطة البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك و رئيس مجلس البطاركة و الأساقفة الكاثوليك بمصر و الأب دمسينكوس راعى كنيسة رؤساء الملائكة للروم الأرثوذكس مندوبًا عن البابا ثيودوروس الثاني، بابا الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس و المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية, و المطارنة و لفيف من الأساقفة , و قد نتج عن هذا اللقاء بعض القرارت التى تعزز تحقيق الوحدة القبطية و تعمل على بحث سبل الحوار من أجل نشر السلام و المحبة و الوحدة و التعايش.