وزير التعليم العالي: الجامعات والمعاهد تدعم خطط التنمية وتحقيق رؤية مصر    رئيس الوزراء يستعرض مقترحاً للاستغلال الأمثل سياحياً ل«مسار العائلة المقدسة»    إزالة 88 حالة تعد ضمن المرحلة الأولى للموجه ال 26 بأسوان    الإسكان: تفاصيل طرح سكن لكل المصريين 7 غدا ومميزات المبادرة    رئيس الوزراء يستقبل ولي عهد إمارة الفجيرة لاستعرض الفرص الاستثمارية    الرمادي يمنح لاعبي الزمالك راحة غداً من التدريبات    جنايات الإسكندرية تقضي بإعدام عامل قام بقتل أحد الأشخاص وشرع في قتل آخر    محمد رمضان يروج لأحدث أغانية |فيديو    ياسمين صبري تشارك متابعيها كواليس «فوتوسيشن» جديد    في جراحة دقيقة وعاجلة.. فريق طبي ينقذ يد مريض من البتر ب مستشفى السنبلاوين العام    بروتوكول تعاون بين جامعة جنوب الوادي وهيئة تنمية الصعيد    اتحاد الكرة يستقر على تغيير ملعب نهائي كأس مصر للسيدات    المحاولة الخامسة منذ 2008.. توتنهام يبحث عن منصات التتويج أمام مانشستر يونايتد    أول رد من بيراميدز على تصريحات سويلم بشأن التلويح بخصم 6 نقاط    إقبال منخفض على شواطئ الإسكندرية بالتزامن مع بداية امتحانات نهاية العام    باكستان والهند توافقان على سحب قواتهما إلى مواقع وقت السلم    بث مباشر.. الأهلي 13-11 الزمالك.. دوري السوبر للسلة    وزير السياحة: إنقاذ "أبو مينا" الأثرية يحظى بإشادة اليونسكو بفضل توجيهات السيسي- صور    غدا.. طرح الجزء الجديد من فيلم "مهمة مستحيلة" في دور العرض المصرية    الجيش السوداني يعلن تطهير الخرطوم من المتمردين    شروع في قتل عامل بسلاح أبيض بحدائق الأهرام    المشرف على "القومي للأشخاص ذوي الإعاقة" تستقبل وفدًا من منظمة هيئة إنقاذ الطفولة    خالد عبدالغفار يبحث تعزيز التعاون مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا    وفاة عجوز بآلة حادة على يد ابنها في قنا    رئيس الوزراء: نتطلع لتفعيل المجلس الأعلى التنسيقي المصري السعودي    وزير الدفاع يشهد مشروع مراكز القيادة التعبوي للمنطقة الغربية العسكرية    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    عبد المنعم عمارة: عندما كنت وزيرًا للرياضة كانت جميع أندية الدوري جماهيرية    جدل لغز ابن نجم شهير.. هل موجود أم لا ؟ | فيديو    «الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» يوضح مواصفات الحجر الأسود؟    بعد 9 سنوات.. تطوير ملاعب الناشئين في نادي الزمالك    «زهور نسجية».. معرض فني بكلية التربية النوعية بجامعة أسيوط    وزير الصحة: مصر تقود مبادرة تاريخية لدعم أصحاب الأمراض النادرة    طريقة عمل البصارة أرخص وجبة وقيمتها الغذائية عالية    بالصور.. يسرا وهدى المفتي من كواليس تصوير فيلم الست لما    مصرع شخص سقط من سطح عقار في الدقهلية    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    5 فرص عمل للمصريين في مجال دباغة الجلود بالأردن (شروط التقديم)    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    محافظة القدس تحذر من دعوات منظمات «الهيكل» المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    بعد دخول قائد الطائرة الحمام وإغماء مساعده.. رحلة جوية تحلق بدون طيار ل10 دقائق    مهرجان كان يمنح دينزل واشنطن السعفة الذهبية بشكل مفاجئ |صور    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    السفير المصري ببرلين يوجه الدعوة للشركات الألمانية للاستثمار في مصر    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    ب48 مصنعاً.. وزير الزراعة: توطين صناعة المبيدات أصبح ضرورة تفرضها التحديات الاقتصادية العالمية    مكتب الإعلام الحكومي بغزة: تصريحات يائير جولان إقرار واضح بجريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا    "أمين عام مجمع اللغة العربية" يطلب من النواب تشريع لحماية لغة الضاد    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    الحبس 3 سنوات لعاطلين في سرقة مشغولات ذهبية من شقة بمصر الجديدة    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    مصر كانت وستظل في مقدمة المدافعين عن فلسطين.. ورفض التهجير موقف لا يقبل المساومة    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فريدة الشوباشى:عدالة عمر بن الخطاب جذبتنى لاعتناق الإسلام
نشر في الوفد يوم 30 - 01 - 2019


رفضت التجسس على التنظيم الشيوعى داخل مصر
ثورة 30 يونية وراء إجهاض مشروع «الشرق الأوسط الكبير»
«السيسي» تسلم الدولة «بيت خربان» ويحتاج وقتًا لتحويلها إلى «قصر»
نجيب محفوظ كان يعتبرنى أهم كاتبة رواية قصيرة فى الستينيات
ترى الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى أنه لولا قيام ثورة 30 يونية لما كانت هناك الدولة المصرية بصفة خاصة ولا الوطن العربى بصفة عامة، مشددة على أن ثورة 30 يونية كان لها الفضل فى تمزيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، موضحة أن المقصود بالشرق الأوسط الكبير أى بدلًا من أن يكون الشرق الأوسط 27 دولة يصبح 270 دولة مقسمة لفصائل شيعية وقبطية وكاثوليك ومسلمة وعلوية.
وقالت «الشوباشي» فى حوارها مع موقع «أخبار مصر» إن الرئيس عبدالفتاح السيسى تسلم مصر ك«البيت الخربان» الذى تطايرت نوافذه وتمايلت جدرانه وانهارت أسقفه واقتلع بلاطه، ولا يمكننا مطالبته بأن يكون هذا البيت قصرًا بعد فترة قصيرة، فلابد أولًا من العمل والبناء مثلما تشهده البلاد الآن من مشروعات تنموية كبرى والتى تعطينا تفاؤلًا بأن القادم أفضل بكل تأكيد. وإلى نص الحوار:
حديثنا عن البداية والنشأة والدراسة؟
ولدت بقرية تبين التابعة لمحافظة حلوان والتحقت بإحدى المدارس الفرنسية ووالدى كان يضع كرامته فوق أى شيء وورثت هذا الأمر عنه، وهو كان أحد التجار الكبار ولكنه تعرض لعثرة مالية كبيرة تحولت حياتنا على أثرها من رغد العيش إلى درجة أننى كنت وأخوتى نفترش حظيرة بأرض الشقة للنوم عليها، وبالرغم من ذلك لم تتأثر حياتى بالسلب ولم أشعر بالنقص على الإطلاق، ولكن انعكس ذلك بأننى تحملت مسئولية أخوتى فمنذ أن كان عمرى 9 سنوات بدأت أعطى دروسًا خصوصية للأطفال الذين يصغروننى بعام بمدرستى «سانت فاميه» أى العائلة المقدسة، وكنت أتحصل من هذه الدروس على 50 قرشًا فى الشهر إلى أن بلغ عمرى نحو 14 عامًا كنت أتحصل من تلك الدروس على 80 قرشًا فى الساعة الواحدة، وفى ذلك الحين تعرضت لضغوطات من والدى أزعجتنى كثيرًا فهو كان صعيديًا من القوصية وأبلغ والدتى بأنه لا يريد أن أكمل تعليمى وأن أتعلم «الخياطة» لأنه لم يكن لديه أموال تغطى مصاريف دراستى أنا وأخوتى خاصة وأن مصروفات تعليمى كانت تبلغ ثلاثة جنيهات كل ثلاثة أشهر، وهو مبلغ مرتفع للغاية حينها، ولكن جدى رفض ذلك وتكفل بدفع المصروفات فى نهاية الأمر.
وأثناء مرحلة تعليمى الثانوية عام 1956عملت بشركة «أسمنت طره» بقسم الحسابات وكان عمرى حينها 17 عامًا، فأصحاب هذه الشركة كانوا يتحدثون الفرنسية وأنا كنت أجيد الفرنسية تحدثًا وكتابة ولهذا قبلت للعمل معهم، وكنت أتقاضى نحو 20 جنيهًا، وكان هذا مبلغًا مرتفعًا للغاية فى هذا التوقيت رغم عمرى الصغير، بالإضافة إلى المبالغ التى كنت أتحصل عليها من الدروس الخصوصية، وبالرغم من أن دخلى كان كبيرًا، إلا أننى كنت أعتبر هذا الدخل خاصًا بأخوتى وليس خاصًا بيّ.
التقيت مع على الشوباشى عام 1956 وكان فدائيًا متطوعًا وبدأت مشاعر حبى له تزداد، خاصة وأنه كان شخصًا مثقفًا ووطنيًا، وواجهتنا مشكلات عند زواجنا منها اختلاف الدين والوضع الاجتماعى نظرًا لأنه من عائلة أرستقراطية، ولكننا تزوجنا بالرغم من تلك الصعوبات عام 1958 وتم اعتقاله بعد 10 أشهر من زواجنا، وكنت أرسل إليه فى محبسه خطابات باللغة الفرنسية ولكن عقب شهر رفضت المباحث العامة إرسال خطابات باللغة الفرنسية وبكيت حينها وبدأت أتعلم اللغة العربية لكى أراسله وهو ما حدث بالفعل.
تخرجت فى كلية الحقوق عام 1966 وعملت بالمحاماة فى الوقت الذى بدأت فى كتابة القصة القصيرة وحظيت بتشجيع كبير من الأديب العالمى نجيب محفوظ، حيث كان يقول إننى أهم موهبة فى الستينيات، وعندما التقيت به عام 1993 ابتسمت وقلت له «يا أستاذ (نجيب) نبوءتك فشلت» لأننى انشغلت بالسياسة فى ذلك التوقيت وكتبت مجموعة «عبارة غزل» وساعدنى فى كتابة مقدمة المجموعة الأستاذ «هيكل»، وبعد عودتى لمصر استأنفت الكتابة بالأدب مرة أخرى، وأود القول بأن تجربتى مع على الشوباشى كانت جيدة للغاية وبعد هذا العمر الطويل أؤكد أن أهم شيء فى حياة المرأة هو الحب، فكنت أقطع مسافة كبيرة من القاهرة للواحات لكى أحتضن زوجى وأقبله فى محبسه، فنحن تحدينا كل العوائق الاجتماعية والثقافية من أجل الحب.
ما الذكريات المؤلمة والسعيدة فى حياتك؟
ذكرياتى المؤلمة تتمثل فى حالة من الفزع والرعب التى كانت تنتابنى من
الأقاويل التى كانت تردد بأن هناك أشخاصًا يموتون داخل المعتقل نتيجة تعرضهم لنوع من التعذيب، فكان هذا الأمر بمثابة الزلزال بداخلى، بالإضافة إلى الأعباء التى كانت تقع على عاتقى عقب اعتقال زوجى بعد فترة قصيرة من زواجنا، وبصراحة دخلت فى مصادمات مع السلطة حينها، وأتذكر بأنه يوم عودتى من حضور إحدى الجلسات العسكرية الخاصة بمحاكمة زوجى تم القبض على من منزلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتم احتجازى داخل قسم المعادى وحدث صدام بينى وبين العميد أحمد صالح داود من المباحث العامة والمختص بمكافحة الشيوعية آنذاك، حيث اتهمنى حينها بأننى أقوم بالإعداد لمظاهرة ضد الرئيس «عبدالناصر» بعد عودته من الخارج فأجبته بأننى لا أعلم أن الرئيس «عبدالناصر» خارج البلاد من الأساس، وطلب منيّ صالح داود التجسس على التنظيم الشيوعى داخل مصر وعندما رفضت قال ليّ إذا كنتِ «جبانة» أو خائفة من أن تعترفى بكونك شيوعية فأنا أؤكد لكى هذا الأمر وكان ردى عليه بأننى لست «جبانة» ولكننى لست مثقفة بالقدر الكافى لكى أقول بأننى شيوعية فأنا بالفعل ليس ليّ علاقة بالتنظيم ولا أعلم معنى الشيوعية من الأساس، فزوجى «علي» عندما تعرفت عليه وصارحنى بأنه شيوعى قلت له «يعنى إيه»؟ فقال ليّ بأنه يمكن أن تتزوجينى اليوم واعتقل فى الغد ولكننى وافقت على الزواج من منطلق إن حديثه مجرد دعابة.
أما فيما يتعلق بالذكريات السعيدة فكانت لحظات نجاحى فى الدراسة بصفة عامة وتخرجى فى كلية الحقوق بصفة خاصة، لأن معظم من حولى كانوا ينصحوننى بتجنب دراسة القانون ويقولون ليّ بأن من يدرس الحقوق يرسب باستمرار ولا يتخرج فيها مباشرة، ولكننى تفوقت وحصلت على التقدير فى بعض المواد برغم ظروف عملى بجانب دراستى.
هل دراستك اللغة الفرسية واطلاعك على الثقافة الغربية كان سببًا فى تحرر أفكارك وتمردك على أهلك؟
الشيء الوحيد الذى جعلنى ضد إرادة أسرتى هو «قلبي» لأننى أحببت على الشوباشى للحد الذى كان يقول ليّ والدى لا مشكلة فى حبك لرجل مسلم، ولكن عند الزواج تزوجى رجلًا يحمل نفس ديانتك، ولكننى رفضت وقلت له فى هذه الحالة سأصبح خائنة، وتزوجت على الشوباشى فى فبراير عام 1958 واعتنقت الإسلام فى سبتنمبر 1963 أى بعد 5 أعوم من الزواج، ودائمًا أقول بأن إسلامى يكمل مسيحيتى وليس ضغينة أو كراهية، ولا أحد يعلم أننى أسلمت حتى عام 2010 عندما كتبت مقالًا بعنوان «بل عنصر واحد» ردًا على خطاب الرئيس الأسبق «مبارك» والذى قال فيه إنه حريص على عنصرى الأمة، وكتبت هذا المقال لأؤكد له أننا عنصر واحد وليس عنصرين بدليل أننى كفتاة مصرية قبطية تظاهرت ضد العدوان الثلاثى على مصر عام 56، وأيضًا تظاهرت ضد العدوان الصهيونى فى 67 كفتاة مصرية مسلمة، وفى الحالتين كنت فريدة «المصرية» وجيناتى لم تتغير وهذا يعنى بأننا عنصر واحد وليس عنصرين، فعمرو ابن العاص لم يستقدم معه شعبًا من الجزيرة فالمسيحيون المصريون هم من اعتنقوا الإسلام، وهذا المقال أعجب به الكثيرون منهم الدكتور مفيد شهاب والأستاذ «هيكل» فى حين بكى الأستاذ مجدى الجلاد عند قراءته، فهذا المقال كان له كبير الأثر وأبلغونى بأنهم لم يكن يعلموا بأننى اعتنقت الإسلام، فهناك من يعتقد أننى أسلمت من أجل عيون على الشوباشى واتضح أنه ليس صحيحًا، والبعض كان يرى أننى أسلمت لكى أهاجم الإسلام؟ فهل كنت أعلم منذ عام 63 بأننى سأعيش إلى هذا التوقيت؟ فهناك أشخاص يحاولون تشويه أى شيء ولا يؤمنون بأية مبادئ ولكننى أقول لهم إن الدين الإسلامى دين عظيم وليس حكرًا على أحد، فعند دراستى مادة الشريعة بكلية الحقوق أعجبت كثيرًا بشخصية عمر ابن الخطاب وعدالته هى من جذبتنى للدين الإسلامى.
ولماذا لم تكملى عملك
بالمحاماة واتجهتِ للإعلام؟
عملت بالمحاماة نحو 8 سنوات وبعدها سافرت إلى باريس لكى أواصل عملى بالمحاماة بمكتب الدكتور محمود أبو عافية المحامى الدولى رحمه الله، وحين وصلت إلى باريس وكان معيّ خطاب توصية من الدكتور زهير جرانة نظرًا لأنه كان معجبًا جدًا بآرائى القانونية، ولكن ولسوء الحظ استشهد الدكتور «أبو عافية» على متن الطائرة البوينج المنكوبة، وحينها اتجهت للعمل بالمجال الإعلامى والعمل بإذاعة «مونت كارلو» لعدم رغبة زوجى العودة لمصر خوفًا من اعتقاله مرة أخرى بالرغم من ابتعاده عن الحركات السرية منذ عام 1962واتجاهه للعمل فى المجال الفنى.
وماذا عن فترة عملك بإذاعة «مونت كارلو» وماذا عن المشكلة الخاصة بعدم إجرائك حوارًا صحفيًا مع شيمون بيريز، رئيس الوزراء الإسرائيلى حينها؟
أنا ناصرية الهوى والاقتناع، هذا المنطلق فإن إسرائيل ستظل عدوًا ليّ إلى يوم القيامة، ومن المستحيل أن أصافح رجلًا رأيته فى يوم من الأيام يقوم بدفن أسرى مصريين أحياء، «بيريز» من وجهة نظرى رجل سفاح، فضلًا عن أنه ينتمى لبلد عنصرى، وإلى اليوم يتحدثون عن دولة تمتد من النيل إلى الفرات ولكننى أقول لهم «فى المشمش»، ودعنى أصارحكما بأن مديرى فى القناة كان متواطئًا مع الكيان الصهيونى حينها وحدث بينى وبينه نوع من الشد والجذب، بالإضافة إلى أنه كان هناك سبب آخر تسبب فى رفدى من الإذاعة، فبجانب رفضى إجراء الحوار مع شيمون بيريز رفضت أيضًا قراءة إحدى التصريحات الخاصة بالكاتب الباكستانى سليمان رشدى بالنشرة الإخبارية نظرًا لأن هذا الكاتب كان يستهزأ بالآيات القرآنية فى ذلك التوقيت.
ولكن المحطات والقنوات الإخبارية الغربية دائمًا ما تتحدث عن الحرية والمهنية؟
قضيت معظم فترات حياتى فى الدول الغربية، ولديّ قناعة بأنه لا مبادئ لدى الدول التى تحتل وتستعمر، وابتسم عندما كنت أستمع إلى رؤساء أمريكا وهو يتحدثون عن القيم والمبادئ وحقوق الإنسان رغم أنها أول دولة بالعالم تستخدم القنبلة النووية ضد «هيروشيما» و«ناكازاجي»، وهى أيضًا من أحدثت دمارًا وخرابًا بالعراق وأنشأت سجون «جوانتانمو» و«أبو غريب»، والآن تريد تقسيم الدول العربية وهو الأمر الذى أتخوف منه بشكل كبير، وآن الأوان لكى تستيقظ الأمة العربية من غفوتها وتعى أن هذه الدول تعمل لمصالحها فقط، فهم يريدوننا أن نندثر لكى ينهبوا ثرواتنا.
حديثنا عن تجربتك فى التليفزيون المصري؟
صفوت الشريف هو من رشحنى لتقديم برنامجى بالتليفزيون المصرى، وبصراحة شديدة لم يتدخل هذا الرجل فى أى شيء يخص برنامجى، بالرغم من الانتقادات الشديدة التى كنت أوجهها للدولة عبر برنامجى، وهذا البرنامج استمر إلى أن تولى أسامة هيكل، منصب وزير الإعلام، ولا أعرف السبب الذى دفعه لإيقاف البرنامج.
هل صحيح أنك هاجمتِ زوجة اللاعب محمد صلاح؟
لم يحدث هذا مطلقًا ومن يردد هذا الأمر فعليه إثبات ذلك من خلال مقال كتبته، أو تصريحات صوتية خاصة بيّ، أو من خلال مقطع منسوب إلى على شاشات التليفزيون.
هل كنتِ ظالمة أم مظلومة خلال الفترة الماضية؟
الحمد لله طوال حياتى لم أظلم أحدًا، ولم أفكر من الأساس فى إيذاء أى شخص، وفى الوقت ذاته أرفض القول بأننى ظلمت، فهناك افتراءات تعرضت لها ولكننى وقفت ودافعت عن نفسى وعن قناعاتى وأثبت كذب من يكذب.
وهل تخشين تعرضك للنقد؟
غير صحيح ولكننى أخشى الافتراءات والظلم فقط.
من وجهة نظرك.. ماذا لو لم تقم ثورة 30 يونية؟
لولا قيام ثورة 30 يونية لما كانت هناك مصر بصفة خاصة ولا الوطن العربى بصفة عامة، فثورة 30 يونية كان لها الفضل فى تمزيق مشروع الشرق الأوسط الكبير، والمقصود هنا بالشرق الأوسط الكبير أى بدلًا من أن يكون الشرق الأوسط 27 دولة يصبح 270 دولة مقسمة لفصائل شيعية وقبطية وكاثوليك ومسلمة وعلوية، فكانت هناك مكيدة ولكن الشعب المصرى العظيم تغلب عليها كعادته، وهناك أوجه تشابه كبير لما حدث فى 30 يونية وما حدث فى 9 يونية عام 67 خاصة، وأن المعطيات حينها كانت تشير إلى ضياع الدولة المصرية ولكن نزل الشعب وهزم الهزيمة وطالب ببقاء «عبدالناصر».
ماذا يعنى لكِ الوطن خاصة وأنك قضيتِ معظم حياتك خارج مصر؟
الوطن هو كل شيء بالنسبة ليّ، وأكره من يقلل من قيمة وطنه وأرى من يفعل ذلك بأنه خائن، ولابد أن أحترم وأنصف من يموت على الحدود لكى يدافع عنى.
أنت من أشد المناصرين للقضية الفلسطينية.. فما رهانك الآن على تسوية القضية بعد تعثر المفاوضات ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة؟
رهانى على الشعب العربى بصفة عامة والشعب الفلسطينى بصفة خاصة، بالإضافة إلى رهانى على التاريخ والمنطق، وأطرح تساؤلًا أريد الإجابة عنه من أمريكا وإسرائيل، فلسطين كان يقطن بها مواطنون اعتنقوا اليهودية وبعد ذلك جاء السيد المسيح وحينها اعتنق معظم اليهود وغيرهم المسيحية، وعندما جاء سيدنا «محمد» خاتم المرسلين فمعظم اليهود والمسيحيين اعتنقوا الإسلام، فلماذا يطردونهم الآن لمجرد أنهم ليسوا يهودًا، فما هذا المعيار الظالم؟ فيجب أن نفرق بين الوطن والديانة.
أخيرًا.. كيف ترين مستقبل الدولة المصرية؟
مثلما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى «مصر أم الدنيا.. وهتبقى اد الدنيا»، وأرى أن الرئيس «السيسي» تسلم مصر ك «البيت الخربان» الذى تطايرت نوافذه وتمايلت جدرانه وانهارت أسقفه واقتلع بلاطه، ولا يمكننا مطالبته بأن يصبح هذا البيت قصرًا بعد فترة قصيرة، فلابد أولًا من العمل البناء مثلما تشهده البلاد الآن من مشروعات تنموية كبرى والتى تعطينى تفاؤلًا بأن القادم أفضل بكل تأكيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.