في ظل ضوضاء التصريحات الإعلامية بين الجانبين الإسرائيلي و الإيراني عقب القصف الاسرائيلي لمناطق تابعة لفيلق القدس (الذراع العسكرية لإيران في سوريا)، علينا ان نقف قليلا لنستوعب ماذا يحدث . لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه من جانب اسرائيل ، و لكنه كان الأول الذي يعلن عنه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي ، فهل هذا يشكل فرقا فعليا، و ما هو سبب هذا الهجوم ؟. يرجع الخبراء أسباب هذا الهجوم الي أمرين ، اولهما المعتقد الاسرائيلي بان بناء اي منظومة صواريخ بعيدة المدي او متوسطة المدي علي حدودها يشكل خطرا فعليا عليها ، و هذا ما صرح به قائد سلاح الجو للجيش الايراني عزيز نصير زاده بان ايران لديها صواريخ يمكنها ان تدمر الاهداف من مسافات تصل الي 1000 كيلومتر . و الامر الاخر أن الانتخابات الاسرائيلية اصبحت قريبة ، و بالتالي فان النظام الاسرائيلي يحاول اظهار قوته عن طريق ضرب العدو الذي جعله الخطر الاكبر علي اسرائيل . ويري الخبراء أن تلك الضربات هي جزء من سياسة جديدة تنتهجها اسرائيل منذ بداية العام ، حيث ورد في تقرير صدر عن معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي ان هناك ثلاثة حروب محتملة يمكن ان تخوضها اسرائيل هذا العام، و اهمها الحرب الشمالية، والتي تعد أخطر تهديد لاسرائيل، حيث تواجه فيها تل أبيب طهران من جبهتين، الجبهة اللبنانية متمثلة في دعم ايران لحزب الله، و الثانية السورية في دعمها لفيلق القدس . في النهاية، فان سبب تلك الضربات هو امر مفهوم في ضوء السياسات بين الدولتين ، ولكن و في ظل صمت الولاياتالمتحدةالامريكية و روسيا عن الضربات الاخيرة ، و بدء انسحاب القوات الامريكية من سوريا ، يري الخبراء ان ايران و اسرائيل سيكونان اللاعبان الحاسمان علي الارض ، إضافة الي روسيا التي تحتفظ لنفسها بقنوات اتصال بين النظام السوري و ايران و اسرائيل . وفي ظل كل هذه الصراعات الإقليمية والدولية، يبقى الشعب السوري هو من يدفع فاتورة الخراب و الدمار علي اراضيه.