طالبت تركياالولاياتالمتحدة بتوفير دعم عسكري شامل لقواتها في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في شمال سوريا، بعد إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا. في هذا الصدد، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أبعاد هذه المطالب ومدى إستجابة الولايات لها. وتقول الصحيفة إن هذا الدعم العسكري يشمل الضربات الجوية والنقل والدعم اللوجيستي، وتعتبر هذه المطالب التركية كبيرة وشاملة لدرجة أنها تعمق الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بدلا من تقليله كما كان يأمل الرئيس الأمريكي، مما سيحبط من خططه لنقل مهمة القضاء على تنظيم داعش لتركيا، لتنفيذ استراتيجيته لخروج الجيش الأمريكي من سوريا، ومن غير المرجح موافقة الولايات على جميع المطالب بحسب مسؤول أمريكي. وتابعت الصحيفة أن المناقشات حول تولي تركيا المهمة في سوريا ستقام في العاصمة التركية أنقرة بمشاركة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "جون بولتون"، والجنرال "جو دانفورد" رئيس هيئة الأركان المشتركة، و"جيمس جيفري" مبعوث وزارة الخارجية لسوريا، وسط شكوك واسعة من البنتاجون حول جاهزيتها للقيام بالمهمة بالشكل المناسب. وكانت خطة ترامب المبدئية تقتضي بسحب القوات الامريكية خلال 30 يوم، الا أنه تباطأ في التنفيذ بعد الانتقادات الواسعة لقراره المفاجئ، وبرغم عدم وجود خطة زمنية محدده للانسحاب إلا أنه من المتوقع تنفيذه خلال 3 أسابيع بحسب مسؤول أمريكي. وتضيف الصحيفة أن مسؤولين عسكريين أمريكيين أشاروا إلى أن الأتراك لا يستطيعون تكرار الدور الذي لعبه الجيش الأمريكي في سوريا ضد داعش ، مشيرين إلى أن الجيش التركي لا يوجد لديه القدرة اللوجيستية لتحريك القوات إلى عمق وادي نهر الفرات الأوسط في سوريا لمحاربة الآلاف من مسلحي داعش المتبقين وتوفير الإمدادات التي يحتاجون إليها، كما يشكك مسؤولين أيضا في قدرة تركيا على شن حملة جوية كبيرة تشمل طائرات استطلاع وطائرات هجوم مجهزة بذخيرة دقيقة ضد الجماعة الإرهابية، حيث كانت هذه القوة الجوية جزءا رئيسيا من حملة التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاطر من شن الأتراك هجمات على الأكراد في الشمال، وفي محاولة للتخفيف من هذه المخاطر، يسعى مبعوث وزارة الخارجية، إلى صياغة ترتيب مع الأتراك يسمح لهم بدخول شمال سوريا مع تجنب المناطق الكردية إلى حد كبير، ومع ذلك، فإن إبقاء قوات أردوغان في سوريا بعيداً عن قواهم يمكن أن يكون صعباً. وذكرت الصحيفة عرض تركيا خلال إدارة أوباما المشاركة في القتال ضد داعش، لكن المسؤولين الأمريكيين اعتقدوا آنذاك أن تركيا تعد بأكثر مما تستطيع تقديمه على أرض الواقع، وأن الأتراك يفترضون أنهم سيحصلون على دعم من الجيش الأمريكي، حيث صرح مسؤول سابق في إدارة أوباما أن المسؤولين في البنتاجون كانوا متشككين للغاية في قدرة الأتراك على الإنجاز على الأرض في القتال ضد تنظيم داعش. ونوهت الصحيفة إلى تزايد ضربات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد داعش برغم إعلان ترامب هزيمة داعش في 19 ديسمبر الماضي، حيث كان هناك 469 ضربة لقوات التحالف ضد الجماعة الارهابية في سوريا، وفقاً للتحالف من من 16 إلى 29 ديسمبر.