ضربة أمنية جديدة جاءت في إطار جهود وزارة الداخلية المتواصلة، لملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ بعض العمليات العدائية، وتسعى لتصعيد مخططاتها الرامية لزعزعة الاستقرار الأمني، ومحاولة النيل من مقدرات الوطن، إذ قامت قوات الامن بالامس بمداهمة ثلاثة أوكار بمحافظتي شمال سيناء والجيزة. وقد أسفرت الضربة الامنية عن مقتل 40 تكفيريًا بينهم 14 إرهابيًا بمساكن أبوالوفا بالحي ال11 بمدينة 6 أكتوبر، و 16 إرهابيًا بمنطقة مساكن أبناء الجيوة بطريق الواحات، و10 إرهابيين بمساكن ابنى بيتك بالعريش بشمال سيناء. وأكد عدد من الخبراء في الشأن الامني أن الضربة الامنية التي قامت بها وزارة الداخلية تأتي في إطار سياسة الردع للتنظيمات الارهابية التي تقوم بها وزارة الداخلية وليست كرد على الحادث الارهابي الذي استهدف الاتوبيس السياحي بالهرم أول أمس الجمعة. وأشار الخبراء إلى أن الضربة الامنية كان مخطط لها من قبل قوات الامن نتيجة معلومات مسبقة بملاحقة الاوكار الارهابية ووضع خطة لمواجهتهم، مؤكدين أن العناصر الارهابية كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية على أعلى مستوى، ولكن القوات الامنية نجحت في مداهمتهم دون خسائر من قوات الامن مما يدل على يقظتهم في الكشف عن العناصر الارهابية وتصفيتهم. قال اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن مقتل 40 إرهابيًا، ومداهمة 3 أوكار ليست كرد على الحادث الإرهابي الذي استهدف الأتوبيس السياحي بالهرم، الجمعة الماضية، ولكنه كان يتم الترتيب له مسبقًا، مشيرًا إلى أن هذه الضربة تعد استباقية نتيجة توافر المعلومات لدى أجهزة الأمن. وأضاف البسيوني، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن المداهمة التي قامت بها وزارة الداخلية شملت 3 أوكار للعناصر الإرهابية، ليست وليدة ساعات بعد حادث المريوطية، ولكنها كان مخطط لها من قبل، مدللًا على ذلك بأن المداهمة لم تسفر عن خسائر للقوات الأمنية، بل أنها جاءت بناءً على معلومات مسبقة لقوات الأمن. وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أنه تم توجيه الضربة الأمنية بناءً على خطوات عدة، منها التأكد من صحة المعلومات بملاحظة ومراقبة الأوكار الإرهابية، واستطلاع الأجهزة المعنية لمداهمة تلك الأوكار، ووضع خطة للهجوم من خلال التنسيق بين قوات الأمن العام والوطني والمركزي، وبالتالي فإن هذه الضربة كانت مخطط من قبل قوات الأمن. ولفت البسيوني، إلى أن وزارة الداخلية رفعت حالة الطوارئ القصوى لتأمين احتفالات أعياد الميلاد، مؤكدًا أن مصر لا تزال في حالة حرب مع الإرهاب، وإذا حدثت أي عملية إرهابية فلن تعكر صفو احتفالات المواطنين، مشيرًا إلى أن الإرهاب حاليًا في مصر أصبح بغرفة الإنعاش، وبدأ في الانكماش بسبب قلة التمويل، فضلًا عن أن الإرهابيين لن يكن لديهم الأسلحة والقوة نفسها التي كانوا عليها من قبل، على حد قوله. ورأى اللواء حسين عماد، مساعد وزير الداخلية الاسبق، أن الضربة الامنية التي وجهتها وزارة الداخلية تعد استباقية تدل على يقظة وزارة الداخلية واحترافية ومهنية قوات الامن في الكشف عن العناصر الارهابية وتصفيتهم، والقضاء على البؤر الارهابية. وأشار عماد، إلى أن الضربة الامنية ليس لها علاقة بالحادث الارهابي الذي استهدف الاتوبيس السياحي بالهرم الجمعة الماضية، مشيرًا إلى أن الداخلية لديها معلومات مسبقة لاستهداف البؤر الارهابية من قبل، وقامت بوضع خطة أمنية كبيرة من خلال جمع المعلومات لمنع ارتكاب الجريمة وتجنيد مصادر سرية لنقل المعلومات أولا بأول، مؤكدًا أن منظومة الامن قد تغيرت بعد ثورة 25 يناير وأصبح هناك معلومات استباقية لتقليل حجم الخسائر، ومواجهة الارهاب. وذكر مساعد وزير الداخلية الاسبق، أن التنظيمات الارهابية كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية على أعلى مستوى لاستهداف المواطنين وقوات الامن خلال أعياد الميلاد، ولكن رجال الامن قامت بمداهمتهم قبل حدوث أي عمليات إرهابية مما يدل على أن هناك خطة أمنية محكمة لتأمين الاحتفالات. وأشاد العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الارهاب، بالضربة الامنية التي وجهتها وزارة الداخلية بالامس وأسفرت عن مقتل 40 تكفيريًا ، مشيرًا إلى أنها تأتي في إطار سياسة الردع للتنظيمات الارهابية التي تقوم بها وزارة الداخلية. وتابع صابر، حديثه قائًلا " أي عملية إرهابية تعتمد على الجماعات المساعدة والمعاونة والمنفذة للعملية والتي تقوم بتحديد الهدف ودراسته واختيار وقت التنفيذ، مؤكدًا أن الضربة الامنية تعد استباقية من قبل وزارة الداخلية والتي استهدفت 3 أوكار تابعة للارهابيين نتيجة تدريت قوات الامن الوطني على أعلى مستوى وتوافر المعلومات، مستبعدًا أن تكون الضربة الامنية لها علاقة بالحادث الارهابي بالهرم. ونوه خبير مكافحة الارهاب، إلى أنه لا يوجد دولة في العالم يمكن أن تتنبأ بالارهاب مهما كانت قوتها الامنية مشيرًا إلى أن مصر في حالة حرب مع الارهاب منذ يوليو 2013م، وبالتالي فإنه يمكن أن نحد من الارهاب، لافتًا إلى أن وزارة الداخلية قامت برفع حالة الطوارىء القصوى لتأمين احتفالات المواطنين بأعياد الميلاد.