عقدت المنظمة العربية لحقوق الانسان عصر اليوم الخميس حفل تأبين للدكتور الراحل أمين مكي رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الانسان ورئيس المرصد السوداني، بفندق هيلتون رمسيس بوسط القاهرة، والذي وافته المنية في الخرطوم صباح يوم الجمعة 31 أغسطس 2018 بمستشفى فضيل، تكريمًا له على ما قدمه طوال حياته من أعمال عظيمه، فهو من أبرز المدافعين عن حقوق الانسان في السودان خاصةً في المنظمات العالمية. وشارك في حفل التأبين كلًا من الدكتور علاء شلبي رئيس منظمة حقوق الانسان، ومها البرجس منظمة الخط الانساني بالكويت، ولفيف من كبار رجال المنظمة، فضلًا عن أفراد أسرة المرحوم أمين مكي. وقد افتتح الدكتور علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الحفل بكلمات حزينة يرثي بها المنظمة وأسرة الفقيد "مكي"، سائلًا الله عز وجل أن يتغمده برحمته، وأن يجازيه خيرًا لما قدمه من إنجازات عظيمة في مجال حقوق الانسان. فقال علاء شلبي، إن المرحوم أمين مكي رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان ورئيس المرصد السوداني لحقوق الإنسان كان قلقاً من مشاركتي في مجال حقوق الإنسان لصغر سني، ولكنه كان يقدم التعاون لي دائمًا، ضمن تواجدي في بعثة الأممالمتحدة في العراق. وأضاف علاء، خلال اجتماع المنظمة المنعقد في أحد فنادق القاهرة الكبرى، أنه بالرغم من تقاعد "مكي" من المشاركة ضمن أنشطة الأمم المتحدة واتحاد المحامين العرب وحقوق الإنسان، إلا أنه ظل جاهزا لأداء رسالته وواجبه المقدس نحو وطنه والإنسانية جمعاء. وأوضح شلبي، أن "مكي" قرر أن يعود إلى السودان بالرغم من المعاناة التي توقع أن يلقاها، والتي حدثت بالفعل، عندما تم اعتقاله من قبل القوات السودانية، وظل قابعا في المعتقل لمدة 105 يوم، وهو كهل عجوز يتجاوز عمره الخامسة والسبعون، لكن كانت إرادته صلبه للضغط من أجل الإصلاح في السودان. وأشار علاء، إلى أنه كان الأكثر سعادة بعد ما تمكنت أسرة مكين من زيارته داخل محبسه، وذكروا حينها أن أمين كان يتحدث معهم عن رغبته في التحدث معي فشعرت بالفرحة البالغة، وقد ذكر لي أبنه وليد، أن والده قد ارتفعت معنوياته وأصبح أكثر صلابة. وأختتم شلبي، حديثة عن مكين مشيراً إلي أنه بالرغم من قضاءه أكثر من خمسة وعشرون عاماً في المعتقل إلا إنه ظل يقدم نموذجا مشرفًا في الدفاع عن الوطن، وإعطاء الدروس التي تلهمنا. كما وجه الدكتورعبدالباسط بن حسن، رئيس المعهد القومي لحقوق الإنسان، كلمة اثناء حفل التأبين، مستطردًا "أن امين مكي مدني هو أحد رواد حركة حقوق الإنسان وهو ايضاً من ضمن الرجال والنساء الذين ساهموا في حقوق الإنسان وتاريخه له أثر ومعنى في بلداننا وكان لنا الحظ اننا تعلمنا علي يديهم". وأكد خلال كلمته أنه تعلمنا على يديه القوة والقيم، وأن المجتمع لابد أن يقوم على قيم الحرية والعدال والكرامة، قائلًا" رسالة أمين مكي مدني رسالة أصبحت اليوم ملحة أكثر من أي وقت مضى لأنه رغم كل ما تحقق في مجال حقوق الإنسان نحن نتذكر في التسعينات قلت ان هذه الرساله حاضرة اليوم أكثر من أي وقت أراه في زمن تتوالى فيه أزمات الارهاب وتدمير البلداناليوم لايمكن أن لبلدنا أن تنهض بدون رساله امين مكي" ، وأختتم كلمته بتحية له وحب وتقدير لما تركه من فضل كبير على المنظمة وحقوق الإنسان. قال صديق صادق المهدي ابن رئيس حزب الأمة السوداني ورئيس الوزراء السوداني السابق، إنه بالرغم من تعذر والده عن الحضور في تأبين الراحل أمين مكي، إلا أنه حرص على وجودي لإلقاء كلمته والمشاركة الروحية بالكلمات التي لن تفي بقيمة المناضل الكبير. وأضاف صديق، أن مكي تعرض للحبس والاعتقال وظل صامدا مع كل ما يعانيه من أمراض صحية، بالإضافة إلي تعنت السلطة معه وعدم سماحها له بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، وواجه مكين كل ذلك باليقين لفضح الجلاد. وأشار المهدي، إلي المكانة العظيمة التي اكتسبها مكي بين أبناء وطنه، بالإضافة إلي ثقل حسناته في ميزان الوطن، وكان له دور مهم في بناء السلام في العديد من الدول في المنطقة العربية. وأوضح صديق، أن مكي قد انضم سابقاً إلي حزب الأمة واستقال منه لاعتبارات وطنية، وحينها أبلغته أنه وطني حر في أي موقع شغلة، مشيراً أنه كان يتمنى أن يمتد به العمر حتى يرى السودان في سلام عادل وتحول ديمقراطي شامل. وقدم صديق، خالص تعازيه لأسرة الفقيد وزوجة وبناته وسائر أسرته الخاصة والعامة وعشيرتة وحقوق الإنسان. أكد محمد الصباغ الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان، أن المرحوم أمين مكي كان من الرجال الذين شكلوا ومنحوا حياتهم من أجل تنفيذ مبادئ حقوق الانسان، ونتيجة لحبه الشديد لعمله فقد تدرج في مناصب كثيرة ومهمة في حقوق الانسان عن جدارة واستحقاق. وأضاف خلال كلمته بالإجتماع منظمة حقوق الانسان لتأبين وفاة مكي، أنه قد رحل فجأة وبدون مقدمات، فكان موتًا مفاجئًا للجميع، لافتًا إلى أنه كان خفيف الظل طوال حياته وكان أكثر الأشخاص الذين يمسكون بجوهر الأصل، مضيفًا: " يجب ان يتوج في العديد من المؤتمرات وان ياخذ كثيرا من الجوائز لانه يستحق ذلك بجدارة ومشواره مليئ بالانجازات ". ولفت إلى أن مكي كان هرمً؟ا حقوقيًا يحتذى به، فضلًا عن امتيازه بالتحليل الهادف للقضايا فقد عاش صامدًا ومات شامخًا. ووجه الصباغ في نهاية كلمته بالمؤتمر رسالة امين مكي، أن ينام في مطمئنا فلك في السودان وفلسطين والمغرب اخوان سيواصلون الخطى من أجل بناء وطن عربي خالي من الإنتهاكات . وأشار عصام يونس، رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة والمفوض العام للجنة الفلسطينية لحقوق الإنسان، إن الدكتور امين مكي كان من القلة تواجدهم في المجتمع، وهناك حقائق لا أحد يعرفها عنه غيره فهو كان قريبا منه جدًا، لافتًا إلى أن كان لوجوده معنى وقيم للفلسطينين فهو إنساني وعربي حتى النخاع. وأضاف خلال كلمته التي ألقاها بحفل تأبين أمين مكي، والتي أقامته منظمة حقوق الإنسان عصر اليوم بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة ، أن المنظمة خسرت كثيرًا بعد وفاة مكي فقد كان عالما جليلًا ومفكرًا لم يؤثر في مكتب الأممالمتحدة فقط بل تخطى تأثيره الحدود فقد كان مناضلًا من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية على المستوى العالم العربي وأفريقيا. وكشف الدكتور علاء شلبي، رئيس منظمة حقوق الإنسان قبل الإنتهاء من إجتماع الجمعية العمومية لمنظمة حقوق النسان لتأبين وفاة أمين مكي بأنه سوف يتم إنشاء مؤسسة تحمل اسم المرحوم أمين مكي بالسودان وذلك كنوع من أنواع تكريمه لما قدمه من أعمال عظيمة لمنظمة حقوق الإنسان.