وضح الدكتور محمد أبو بكر، إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، فضل طاعة الوالدين وبرهما، قائلًا: لقد حثنا الإسلام على بر الوالدين، وجعله مرتبطًا برضا الله عز وجل عن المسلم، وليس أدل على ذلك، من أن آيات طاعة الوالدين، كثيرة في كتاب الله "القرآن الكريم"، فضلاً عن كثير من الأحاديث النبوية التي حثتنا على بر الوالدين. وتابع "أبو بكر"، "عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟ فقالوا: حارثة بن النعمان)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [وكان أبر الناس بأمه]) (1)". وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم، أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: (الصلاة على وقتها) قال: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين) قال ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) (7) ومن البر بهما والإحسان إليهما ألا يتعرض لسبهما ولا يعقهما؛ فإن ذلك من الكبائر بلا خلاف، وبذلك وردت السنة الثابتة؛ فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من الكبائر شتم الرجل والديه) قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال (نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه). فحقًا إن الإسلام دين البر الذي بلغ من شغفه به أن هون على أبنائه كل صعب في سبيل ارتقاء قمته العالية، فصارت في رحابه أجسادهم كأنها في علو من الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء وأعظم البر (بر الوالدين) الذي لو استغرق المؤمن عمره كله في تحصيله لكان أفضل من جهاد النفل. الأمر الذي أحرج أدعياء القيم والأخلاق في دول الغرب، فجعلوا له يومًا واحدًا في العام يردون فيه بعض الجميل للأبوة المهملة، بعدما أعياهم أن يكون من الفرد منهم بمنزلة الدم والنخاع كما عند المسلم الصادق.