سوهاج - مظهر السقطى: «طلعت» ابن إحدى قرى محافظة سوهاج كان يقطن وشقيقه الأصغر عبدالنبى مع والديها وبعد زواج شقيقتيه كانت أمه تقوم بخدمتهم وعندما زاد الحمل على طاقتها وزادت أعباؤهم، اقترحت وزوجها على ابنهما البكرى «طلعت» أن يبحث عن عروس لتخفف عنها ما تلاقيه من مشقة، خاصة أن السنين أخذت تأكل من جسدها حتى أنهكته وطالت الأوجاع والأمراض حتى العظام وفى كل مرة كان رده بأن البحث جارٍ عن الزوجة التى تناسبه وتراعى ظروف والديه حتى ساقته الأقدار عن طريق أحد المعارف إلى مركز أبوتشت بمحافظة قنا ليجد ضالته هناك. وجد «طلعت» عروسه «صابرين»، واتفق معه أهلها على المهر، وكل لوازم الفرح، وعاد مهرولاً لأسرته يزف إليهم النبأ السعيد وتهللت أسارير والدته وفرح أبوه وأخذ أخوه يتراقص فى صحن المنزل وقص عليهم ما دار بينه وبين أهل العروس وأعد «طلعت» العدة وجهز زيارة وأخذ والديه وشقيقه لقراءة الفاتحة والاحتفال بالخطوبة وتحديد موعد الزفاف وعند وصولهم، راقت لهم صابرين فقد كانت بالنسبة لهم فائقة الجمال وفارعة القوام. وبعد عدة أشهر تزوج «طلعت» وصابرين. عاش «طلعت» العامل البسيط، وصابرين سنوات فى ود وهدوء وسكينة رزقهما الله خلالها بولدين وبنت «بدر ومحمود وإيمان» فى ست سنوات، أنهك التعب «طلعت» وأصابه المرض جراء عمله الشاق باليومية فى الزراعة والمعمار، فبدأ يعمل يومًا ويستريح يومًا آخر، أرهق الزوج المرض والعمل ولم يعد يستطيع تلبية رغبات زوجته، وزاغت عيناها على شقيق زوجها عبدالنبى وأخذت تغريه بكل الطرق فتارة تكشف عن ساقيها وتتعمد الخروج أمامه وهى تبرز أكثر مما تخفى من جسدها، خاصة وهما بمفردهما فى صحن المنزل ووصل بها الفجور للخروج عليه بالملابس الداخلية. وتمكنت صابرين من استمالة عبدالنبى الذى يقطن معها فى نفس المنزل تحت سفح الجبل ولم يتمالك نفسه وسال لعابه عليها وانغمس معها فى بئر الرذيلة وأنساه الشيطان صلة الرحم وشقيقه الذى لم يبخل عليه بشىءن وكان بالنسبة له الأب الثانى وحلل له إبليس ما يفعله واستمر معها فى العلاقة الآثمة دون وعى وكأنه فى غيبوبة، أما هى فقد وجدت ضالتها فى عبدالنبى الذى أشبع رغباتها المحمومة ولم تستطع أن تبتعد عنه ودنست شرف زوجها وكانت تقيم علاقتها المحرمة فى غياب زوجها ووجود حماتها التى أنهكها المرض. واستمر الحال على هذا المنوال لأكثر من عام دون أن يشعر بهما أحد، وهما ينهلان من الحب الحرام ولأن دوام الحال من المحال فهمس ابنها الأكبر فى أذن والده بأن عمه عبدالنبى يعود إلى المنزل مرة أخرى بعد خروجهما معًا فى اليوم الذى يعمل فيه والده ويدخل غرفة والده، وأن والدته تطلب منهم الخروج للعب وعدم العودة حتى تناديهم، فأخذ الشك طريقه إلى قلب «طلعت» وظل يراقبهما لعدة أسابيع حتى تأكد من خيانة زوجته وشقيقه له فى غرفته وعلى سريره ولكنه لم يواجههما بذلك، وأخذ يفكر فى طريقة لرد اعتباره والانتقام لشرفه وكرامته دون أن يصل الأمر لأهل القرية حتى لا يفتضح الأمر ويضع رأسه ورأس أسرته فى الوحل. لاحظت صابرين تغير معاملة زوجها معها وكذلك مع شقيقه وجلوسه بالساعات صامتاً على غير عادته وأحست بأنه قد يكون علم بما يدور بينها وبين عشيقها، وأنه ربما يدبر مكيدة لهما ووسوس لها شيطانها بفكرة للتخلص منه ليخلو لها الجو مع عبدالنبى وأخذت تفكر كيف تقضى عليه دون أن تقع فى شرك العقاب وكيف تتخلص منه ولا توجه لها أصابع الاتهام وأهداها خطة الخلاص من أهلها ووجدت الطريقة التى أهداها لها إبليس اللعين ولم يشك بها أحد ولم تطلها أيدى العدالة وأعدت العدة لتنفيذها بحذافيرها دون أخطاء وكما خططت الملعونة. طلبت صابرين من زوجها زيارة أهلها بأبوتشت وقضاء عدة أيام معهم هى وطفلتها إيمان على أن تترك الولدين بالمنزل برفقته حتى تعود ووافق «طلعت» وجهزت زيارة وأخذها وخرج وهو لا يعلم ما تضمر فى نفسها ولم يدرِ بأنها عرفت بشأن علمه بعلاقتها غير المشروعة مع شقيقه وأنها قررت التخلص منه للأبد والزواج من عبدالنبى. مسكين «طلعت» لم يجل بخاطره أن هذه هى المرة الأخيرة التى يرى فيها والديه وأطفاله أو أنه لن يعود إلى قريته مرة أخرى. خرج «طلعت» لإيصال زوجته إلى موقف السيارات وفى قلبه صورة أمه وأبيه وأطفاله وحملت صابرين طفلتهما إيمان بين ذراعيها وساروا مسافة بعيدة وقبل أن يصلوا إلى موقف السيارات وفى مكان مهجور خال من المارة طلبت منه التوقف بجوار شاطئ الترعة الموازية للقرية ليتناقشا فيما نمى إليه من أخبار عن علاقتها بشقيقه ونزلت الكلمات كأنها صاعقة على جسده الهزيل المنهك وشلت حركته وتسمر مكانه وجلس أرضًا وهو غير مصدق بأن زوجته علمت بمعرفته بشأن ما يدور فى غرفة نومه وطأطأ المسكين رأسه فهجمت عليه اللئيمة كأنها نمر وجد فريسته بعد عناء ولفت حبل غسيل كانت قد جلبته معها حول رقبته وقامت بخنقه بكل ما أوتيت من قوة وهو يقاوم محاولاً التملص من بين يديها ونظرًا لمرضه لم يستطع ولم تتركه إلا جثة هامدة وألقت به فى الترعة. توجهت صابرين بعد أن تخلصت من هم «طلعت» الجاثم فوق قلبها والذى كان يفكر أن يفرق بينها وبين عشيقها إلى منزل أهلها وبعد مرور الساعات المتفق عليها على عودة «طلعت» إلى قريته وعندما لم يعد فى ليلته سارع والده بالاتصال بصابرين وسألها عنه فأخبرته بأنه قام بتوصيلها وتركها عائدًا إلى منزله وبعدما أعياهم البحث عنه، حرر والده محضر غياب بمركز الشرطة. وبعد أن تأكدت صابرين بأن الخطة الشيطانية التى رتبتها تسير كما رسمتها، عادت إلى منزل الزوجية بعد ثلاثة أيام وسألت عن زوجها فأخبروها بأنه لم يعد إلى المنزل منذ أن قام بتوصيلها، وبعد أن تيقنت من نوم كل من بالمنزل طرقت باب غرفة عبدالنبى الذى كان ينتظرها على أحر من الجمر لممارسة العشق الحرام ولم يكن يعلم بما فعلته الشيطانة بشقيقه وعندما أخبرته سرت القشعريرة فى أوصاله وأخذت فرائصه تنتفض وعندما شعرت بأنه قد يبوح بما فعلت أخبرته بأن ذلك من أجل حبها له وأن شقيقه علم بعلاقته المحرمة بها وأقنعته بأن ذلك لمصلحتهما، وأنها سوف تتزوجه بعد انتهاء فترة الحداد وقبل أن تتركه، هددته بأنها سوف تفشى سرهما إن باح هو بسر قتلها لشقيقه بل وسوف تتهمه بأنه شريك معها فى الجريمة. وبعد عدة أيام ظهرت الجثة فى الترعة وقام الأهالى بإبلاغ الشرطة التى أرسلت بدورها لكل من حرر محضراً بغياب شخص الحضور للتعرف على الجثة ولأن المياه شوهت الملامح لم يتعرف عليها أحد سوى شقيقه عبدالنبى والذى قال فى مفاجأة مدوية بأن الجثة لا تخص شقيقه خشية افتضاح أمر عشيقته وتتهمه كما هددته من قبل وفى نهاية المطاف لم يجد رجال الشرطة حلاً سوى دفنه بمقابر الصدقات لعدم وجود أهلية له وهنا تنهدت صابرين الصعداء وتهللت أساريرها وداعبها الشيطان بأنها تفوقت عليه وظنت وعشيقها أنها هربت من حبل المشنقة. وأرادت صابرين استكمال الجزء الثانى من المسلسل الذى كتبته وأخرجته لتسدل الستار على خطتها وبعد عام من غياب زوجها اتجهت إلى المحكمة للحصول على حكم بوفاته لانقطاع أخباره حتى تتمكن من الزواج من شقيقه وتحقق جزء آخر من الخطة وحصلت على حكم باستخراج شهادة الوفاة وهيأت نفسها واستعدت للزواج من عشيقها ولكن كانت الأم لها بالمرصاد لشكها بأن هناك شيئاً يحدث فى الخفاء بينها وبين ابنها الآخر وتحققت شكوكها بعد أن اتفقا على الزواج بأن بينهما علاقة آثمة وأنهما قد يكونان وراء قصة اختفاء ابنها البكرى وأنها لن تسمح بذلك وإن اضطرت لفضح أمرهما على الملأ أو حتى لو كان ثمن عدم إتمام زواجها من ابنها عبدالنبى هو حياتها. غلى الدم فى عروق صابرين عند سماعها كلمات حماتها برفضها القطعى زواجها من ابنها الثانى ووجدت بجوارها آلة حادة «منجل» وانهالت عليها به ومزقت جسدها النحيف وتركتها بعد أن أسلمت روحها لخالقها تسبح فى بركة من الدماء وفرت هاربة وعندما عاد عبدالنبى وأبناء شقيقه وجد أمه أشلاء ممزقة وبجوارها المنجل الذى استخدمته عشيقته فى جريمتها، أخذه وظل يبحث عنها فى كل مكان بالمنزل وخارج المنزل بدون وعى حتى ينتقم منها والأطفال من شدة الصدمة يصرخون بهيستيرية حتى تجمع أهالى القرية على أصواتهم ليشاهدوا ما حدث. استدعى الجيران رجال الشرطة الذين قاموا بنقل الجثة لمشرحة المستشفى ومن خلال التحقيقات وسؤال عبدالنبى اعترف بأن صابرين وراء الجريمة وقص لهم كل شىء وأنها هى من قامت بقتل شقيقه وأن الجثة التى تم دفنها منذ عام بمقابر الصدقات جثة أخيه ليتم القبض عليه لاشتراكه فى تضليل العدالة ويتم القبض على صابرين لتدفع ثمن ما اقترفته يداها.