لم تكن بالجميلة التى يتصارع عليها الشباب ولا بالغنية التى يتهافت عليها الرجال، بل فتاة والسلام، حتى اسمها كان غريباً، لم يتعود عليه أبناء المنطقة، فقد سماها أبوها «صبر الجمال»، فحاولت أسرتها تخفيف نطق الاسم فكانوا ينادونها «صابرين»، فقد نشأت فى أسرة بسيطة بمركز أبوتشت بقنا نشأة بائسة محرومة من ملذات الحياة، نظراً لظروف أسرتها البسيطة، بل إن والدها أقسم ألا يرفض أول عريس قادم. «طلعت» العامل البسيط، كان أول عريس قادم، وقد أبر والده بقسمه ووافق على زواجه من ابنته «صبر الجمال» ذات العشرين سنة عجاف، ولم يكن حال بيت الزوجية أحسن حالاً من بيت أسرتها، فهى تعيش مع حميها وحماتها وشقيق زوجها «محمد» فى غرفة متواضعة ورغم قسوة الظروف، فقد رزقت بثلاثة أطفال، وكان زوجها يعمل باليومية فهو يدبر لها ولأولادهما المعيشة يوماً بيوم، ولم يكن الزوج بالشاب الصحيح جسداً، فقد أنهكه المرض، وخارت قواه، فأصبح لا يقوى على العمل يومياً، بل كان يعمل يوماً ويستريح يوماً آخر. لاح فى الأفق شقيق الزوج، ذلك الشاب اليافع، وزينه الشيطان فى عينى الزوجة فنصبت شباكها حوله، فكان صيداً سهلاً وسقط فى الرذيلة معها، مستغلاً غياب شقيقه عن المنزل، فأصبح ذلك الشاب بالنسبة لها عوضاً عن الحرمان الذى عانت منه فى منزل أسرتها، وفى منزل زوجها ولكن بدأ الزوج يلاحظ بقاء أخيه وعدم ذهابه إلى عمله اليومى، فضيق عليهما الخناق فبدأ الشقيق يغيب عنها مما جعلها تفكر فى خطة، تبعد بها الزوج وتقرب بها العشيق، لقد أضمرت فى نفسها أمراً دون أن تأخذ رأى الأخ العشيق. طلبت من الزوج اصطحابها إلى منزل أهلها لقضاء يومين مع أسرتها التى لم تذهل إليهم منذ أكثر من ستة شهور على أن تترك الأطفال الثلاثة مع جدتهم، فاصطحبها فى الوقت الذى حددته له وهو بعد صلاة المغرب، وفى الطريق طلبت منه أن تستريح وقتاً صغيراً بجوار نهر النيل، وما إن جلسا حتى وضعت حول رقبته حبل بلاستيك، وأطبقت بكل قوة ولم تكن صحته تساعده للدفاع عن نفسه، بل سقط مغشياً عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة، ثم قامت بإلقائه فى نهر النيل، وذهبت لأهلها وحيدة. فى اليوم الثانى عندما لم يحضر طلعت إلى منزله اتصل بها أبوه، فأخبرته بأن زوجها قام بتوصيلها وعاد إلى منزلهم وأخبرته بأنها ستعود فوراً لإبلاغ الشرطة وتحرير محضر غياب بمركز شرطة أخميم، وبالفعل توجه الأب والزوجة والأخ وقاموا بتحرير المحضر وبعد أيام عثر الأهالى على الجثة، فطلبت منهم الشرطة الحضور للتعرف عليها، ولكن الزوجة طلبت من العشيق ألا يتعرف عليها وإلا اعترفت بجريمتها وزجت باسمه فى الجريمة، وبالفعل أكد الأخ أمام الشرطة أن الجثة لا تخص شقيقه. رجعت العلاقة الآثمة بين الأرملة وشقيق زوجها كسابق عهدها، حتى لاحظت الأم أموراً غير عادية تحدث بين ابنها الشاب وزوجة ابنها المرحوم، فقررت أن تفاتحها بما يساورها من شك، وما إن خلا المنزل من ساكنيه سألتها عن طبيعة علاقتها بابنها الأصغر، ولكن «صابرين» لم تجبها إلا بضربة قوية على رأسها أفقدتها الوعى، وانهالت عليها بآلة حادة ولاذت بالفرار إلى منزل أهلها مرة أخرى، ولكن مباحث سوهاج بإشراف العميد خالد الشاذلى، مدير المباحث وقيادة العقيد أحمد الراوى، رئيس فرع البحث لقطاع الشرق كشفت خيوط تلك الجريمة البشعة، وتم القبض على الزوجة القاتلة وأحالها اللواء مصطفى مقبل، مدير أمن سوهاج إلى النيابة العامة فأمرت بحبسها على ذمة التحقيق، وأحيلت إلى محكمة جنايات سوهاج فقضت بإعدامها شنقاً، وعندما تقدمت بالطعن على الحكم أمام محكمة النقض قررت إعادة محاكمتها أمام دائرة أخرى، فقررت الدائرة الجديدة للمرة الثانية إعدامها.