تحقيق - حسام أبوالمكارم / إشراف: نادية صبحي جلود الأضاحى مشكلة كل عام، فالعديد من المواطنين والمضحين لا يرغبون فى استخدامها، وفى نفس الوقت لا يستطيعون بيعها بسبب تحريم بيع أى جزء من أجزاء الأضحية، ويبقى الحل الأخير فى الجمعيات الخيرية التى تسعى للاستفادة من الجلود واستثمارها فى الأعمال الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين. وخلال عيد الأضحى تصل أسعار جلود الأضاحى إلى 30 مليون دولار سنويًّا، أى أنها تمثل حوالى ثلث قيمة الإنتاج السنوى المصرى من الجلود والبالغ 120 مليون دولار. وحسب دراسة غرفة صناعة الجلود فإن الاستثمارات بقطاع الجلود تصل إلى حوالى 5 مليارات جنيه ويعمل بها 250 ألف عامل وتضم 3500 ورشة إنتاجية و50 مصنع أحذية و150 مصنعًا وورشة منتجات جلدية، و20 مصنع نعال وأكثر من 100 وحدة صغيرة إلى جانب 300 مدبغة جلود و15 ورشة قوالب خشبية، فضلاً عن مصانع المواد اللاصقة والمكملة. ومن جانبه أكد الدكتور الدكتور يحيى إسماعيل، أمين جبهة علماء الأزهر، أنه لا يجوز التنازل عن جلد الأضحية لصالح الجزار مثلما يفعل البعض وإنما يلتزم المضحى بإخراجها كجزء لا يتجزأ من الأضحية، ويتم ذلك عن طريق بيعه والتبرع بقيمته لصالح الفقراء والمحتاجين أو تسليمه للجمعيات التى تنوب عنه فى القيام بذلك. وتهتم الجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة إحدى المؤسسات الأهلية المهتمة بهذا الأمر، ويقول الشيخ خميس حامد، مسئول إحدى الجمعيات بمحافظة الفيوم، إن الجمعية تجهز قبل العيد ملصقات لحث المواطنين على التبرع بجلود الأضاحى لإنفاقها على أوجه الخير المختلفة للجمعية، كما تقوم بتجهيز سيارة ومكبر صوت تجوب الشوارع لجمع الجلود، ثم يتم عمل مزاد لبيع كل ما تم جمعه، ويدخل لصالح ميزانية الجمعية التى ترعى أكثر من 200 أم معيلة وأكثر من 300 طفل يتيم. وأضاف أن بعض الجمعيات تقوم بتوزيع ما يصلها من جلود أضاحى على جمعيات صغيرة لتمويل نشاطها الخيرى. ولفت عبدالقادر جمال، المشرف على الأضاحى بالجمعية، أنه يصلهم عدد ضخم من تبرعات الأضاحى، حيث تنفق الجمعية على آلاف الأسر التى تحتاج لمساعدات مستمرة خاصة فى مثل هذه المناسبات، مضيفا أن بعض الجمعيات الخيرية تعتمد على تجميع الجلود التى لا يحتاجها المضحون ثم تتولى الجمعيات عملية بيعها لمؤسسات صناعة الجلود وتستفيد منها فى إقامة مشروعات تدر دخلًا للحالات الفقيرة. وأكد أنه يتم تخصيص عائد بيع الجلود لمساعدة الأسر الفقيرة من خلال إقامة مشروع صغير يعيشون منه ويساعدهم على تحمل أعباء المعيشة وتعليم أطفالهم وإنقاذهم من التسرب من التعليم، حيث يقوم المتطوعون بالجمعية برعاية الأسرة والمشروعات الصغيرة لمدة تكفى لأن تستطيع الأسرة الاعتماد على نفسها فى إدارته وتحمل أعباء المعيشة. من جانبه أكد مصدر بالتضامن الاجتماعى -رفض ذكر اسمه- أن الجمعيات الخيرية وحدها هى المختصة بجمع الجلود من المضحين، ولا تستفيد من ورائها مديريات التضامن بمختلف المحافظات، وإنما يقتصر دورها على رقابة تلك الجمعيات والتحقق من صرف قيمة الجلود على الفقراء، وفى حالة ثبوت مخالفات فيما يخص دور تلك الجمعيات يتم إحالتها من خلال مذكرة تقدم إلى الجهاز المركزى للمحاسبات الذى يختص برقابة حسابات تلك الجمعيات، وذلك للكشف عنها واتخاذ اللازم حيالها، مشيرًا إلى أن الجمعيات نوعان، إما جمعيات معانة أو غير معانة، كلاهما يعتمد على المساعدات من الأهالى والمواطنين، إلى جانب حساب الجمعيات غير المعانة السنوى الذى يخضع لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات، وأوضح أن هناك بعض الجمعيات فى المحافظات تقوم بجمع الجلود كل عام وبيعه لصالح الفقراء بما يقارب 5 ملايين جنيه سنوياً فى المحافظة الواحدة. من ناحية أخرى أكد محمد عبدالحميد، جزار، أن عيد الأضحى يعد موسمًا فى القطاعات التى عانت الركود طوال العام خاصة الأعوام الثلاثة الماضية، ويأتى على رأس القطاعات التى تنتعش خلال عيد الأضحى قطاع المدابغ والجلود، وأضاف أن هذا العام يشهد انخفاضًا فى معدلات شراء أضحية العيد بنسبة تصل إلى 40% عن العام الماضى بسبب غلاء الأسعار، وأوضح أن كثيرًا من المواطنين كانوا يشترون الأعوام الماضية أكثر من رأس ماشية، ولكن هذا العام فضل البعض شراء رأس واحدة أو الاشتراك فى أضحية. وعن أنواع الجلود قال إن أفضل أنواع الجلود هو الجلد البقرى ويتراوح سعر الواحد منها ما بين 400 و450 جنيهًا ويوجد نوع آخر من الجلد البقرى وهو أقل فى السعر من سابقه، لكونه أقل سمكًا ويتراوح سعره ما بين 250 و300 جنيه، ويأتى بعدهما جلد الضأن ويتراوح سعر جلد الخراف بين 10 و15 جنيهًا، بينما يتراوح سعر جلد الماعز بين 150 و250 جنيهاً. من جهته أعلن محمد مهران، رئيس شعبة أصحاب المدابغ والجلود بالغرفة التجارية بالقاهرة، متوسط أسعار جلود الأضاحى، قائلًا: «إن أسعار الجلود البقرى تتراوح بين 400 و450 جنيهًا، وتتراوح أسعار الجلود الجاموسى بين 300 إلى 350 جنيهًا، وتتراوح أسعار جلود الخراف من 10 جنيهات إلى 13 جنيهًا».
