نؤكد أن الملل يتسلل إلينا أو نصاب بالاكتئاب أو نكترث بالتهديد والوعيد وملاحقتنا بإقامة الدعاوي القضائية ضدنا بسبب كشفنا للفساد والمفسدين الذي يعيثون في الأرض فساداً وهم لا يشبعون ولا يتوارون خجلاً وحياءً.. نكتب اليوم عن مشاهد من مسلسل الفساد في وزارة التجارة والصناعة والذي علي ما يبدو أن جذوره لم تجتث بعد رغم اصابتها بالعفن الذي امتد الي العديد من أفرع الشجرة التي كانت مثمرة في يوم من الأيام.. ونظراً لإيماننا الشديد بأنك إذا اردت ان تعرف أسباب اي فساد ابحث عن الادارة. نسوق في السطور التالية بعض قصص فساد الادارة علي طريقة معظم النار من مستصغر الشرر. المشهد الأول عن المراكز التكنولوجية التي يديرها أحمد سامي الحاصل علي بكالوريوس تجارة والقادم من شركة »HP« عن طريق مساعد وزير التجارة السابق رشيد محمد رشيد.. تصل ميزانية المراكز التكنولوجية للعام المالي 2011/2010 إلي 48 مليون جنيه ينفق منها 21 مليوناً علي المرتبات »عدد الموظفين لا يزيد علي 350 موظفاً« والايرادات لا تتعدي مليون جنيه. مرتبات فلكية يتقاضي أحمد سامي 50 ألف جنيه شهرياً، ونائبه محمود الجرف »35« ألف جنيه، ومحمود عوض المستشار المالي 20 ألفاً، ومحمود جابر مسئول ال»IT« 15 ألفاً، وحسين الصباحي مدير الشئون الادارية 15 ألفاً، وموظفة مغمورة تدعي دعاء تعمل سكرتيرة لأحمد سامي 23 ألفاً، ومسئولة تنمية الموارد البشرية ومعها مسئولة الاعلام ومساعدة السكرتيرة 25 ألف جنيه للثلاث.. هذه المرتبات كان يقوم بتمويلها أدهم نديم المدير التنفيذي لبرنامج تحديث الصناعة بالمخالفة للقانون.. ننوه في هذا المشهد أن محمود الجرف هو ابن عم الدكتورة مني الجرف استاذة الاقتصاد بجامعة القاهرة والتي كانت تعمل كمساعدة للدكتورة سميحة فوزي ولا تزال متمسكة بالكرسي الذي تجلس عليه داخل الوزارة رغم رحيل الدكتورة سميحة مما يؤكد ما سنقوله في سطور قادمة أن وزارة التجارة أصبحت عائلية جداً! ونؤكد في هذا المشهد أيضاً أن المرتبات في المراكز التكنولوجية »15 مركزاً بلا فائدة« قبل قدوم المهندس أحمد سامي لا تتعدي 9 ملايين جنيه ومنها مكافآت كان يتم صرفها لموظفين بالديوان العام، وتنمية الموارد البشرية، وقطاع الشئون المالية والاقتصادية، وقطاع الأمن، والمكتب الفني للوزير.. كانت المرتبات قبل قدوم »سامي« لا تتعدي 9 ملايين جنيه وزادت بعد قدوم سامي الي 21 مليون جنيه من اجمالي 48 مليوناً هي ميزانية المراكز كما سبق الاشارة. حسابات مستقلة من ابتكارات أحمد سامي أنه اتفق مع »ترزي« المناقصات والمزايدات والمكافآت والحوافز طارق عطية، والدكتورة سميحة فوزي علي فتح حساب منفصل للمراكز بعيداً عن ديوان الوزارة وأصبحت فلوس المراكز تتحول علي الحساب الجديد بدون أي مراجعة مالية بعد نجاح الثلاثة في استصدار قرار من وزارة المالية بفصل الوحدة الحسابية، ونقل جميع أصول المراكز للحساب الخاص سواء كانت اراضي أو مباني أو حسابات نقدية أو موازنة عامة للدولة، وقام بالتوقيع علي الخطاب الذي ارسل الي وزارة المالية طارق عطية بصفته رئيس قطاع الشئون المالية والاقتصادية. عزبة طارق عطية المشهد الثاني عن هذا الرجل الذي يتمتع بذكاء ودهاء فهو يحرك كل شيء وأي شيء داخل الوزارة وكافة الهيئات التابعة لها بجرة قلم واحدة نظراً لأنه المتحكم والمسيطر علي قطاع الشئون المالية والاقتصادية.. هو طارق عطية.. والذي قام عام 2008 بانتداب موظف من الجهاز المركزي للمحاسبات وعمل له عقداً في مركز تحديث الصناعة ب20 ألف جنيه شهرياً مقابل عدم مراجعة بعض الاجور المالية في مركز تحديث الصناعة بمباركة أدهم نديم المدير التنفيذي المخلوع من المركز الذي تحول الي خرابة في عهده وننوه إلي أن عمليات الصرف في تحديث الصناعة من عام 2008 إلي 2010 كانت لا تخضع للقواعد المحاسبية الحكومية. حول طارق عطية إدارة الشئون المالية والاقتصادية الي عزبة خاصة يديرها لإرضاء قياداته في الوزارة وكان علي رأسهم المهندس رشيد الذي كان قد اصدر له قراراً بتفويضه في اجراء المناقصات والمزايدات حتي مليون جنيه.. استعان »طارق« بموظف مغمور بمصلحة الكفاية الانتاجية يدعي عبد الناصر سليم وعلي صلة قرابة به وقام بعمل عقد له في الادارة المالية التي يرأسها طارق عطية بهدف استفادته من الحوافز التي يحصل عليها الموظفون بالديوان العام للوزارة.. تم وضع عبد الناصر »المحظوظ« في كافة اللجان التي تخص قطاعي الصناعة والتجارة. وفي الفترة من عام 2006 إلي 2010 اعطي رئيس قطاع الشئون المالية والاقتصادية لقريبه عبد الناصر ثلاث علاوات تشجيعية دون وجه حق كان آخرها عام 2009/2008 وكان المفروض ان تأخذها موظفة تدعي نجلاء كمال ولكن لأن هذه النجلاء مغلوبة علي أمرها وليس لها »ظهر« في الوزارة ضاع حقها!. نقل طارق عطية المتعاقدين من الباب السادس الي الباب الأول لأصحاب الوساطة بدون وجه حق وبدون أقدمية منهم مصطفي رأفت وهو بالمناسبة متزوج من موظفة تدعي عزة عبد الله وتعمل كمدير عام لشئون العاملين »لاحظ أننا ذكرنا في السطور السابقة أن الوزارة عائلية جداً« من بين الموظفين الذين نقلوا من الباب السادس الي الباب الأول دون وجه حق أيضاً، معروف محمد. من بين سلطات طارق عطية، الاشراف علي ميزانية جهاز حماية المستهلك، وميزانية مشروع إحلال الديوان العام وينفق منها مرتبات عدد محظوظ من العاملين في قطاع الشئون المالية والاقتصادية وهم، كوثر عبيد »علي المعاش منذ 8 سنوات« وتتقاضي 5 آلاف جنيه، وأشرف القاضي »علي المعاش منذ عامين« ويتقاضي 5 آلاف جنيه، وفؤاد مصطفي »علي المعاش من عامين« ويتقاضي نفس المبلغ.. ونسأل طارق عطية عن أسباب تعيين سميرة مشرقي موظفة الشيكات في منصب مدير عام الشئون المالية، وزوجها كصراف لخزانة الديوان العام؟! نسأله عن أسباب منحه 8 مكافآت لقريبه »عبد الناصر« دون تقرير الانجازات أو أي شيء يثبت أحقيته في المكافآت!! لماذا تتم عمليات جرد الخزانة بشكل صوري؟! ونسأله أخيراً لماذا أنت باق إلي هذه اللحظة في وزارة التجارة.. ألا يوجد شجاع في الوزارة يسألك الرحيل؟!