كتب – محمد غنيم للوهلة الأولى وبمجرد أن تطأ قدماك شارع المعز بمنطقة مصر القديمة أحد أبرز الأماكن والشواهد التاريخية بالقاهرة الفاطمية، و الذي يٌعد أحد المتاحف المفتوحة و المتاحة للجميع لمشاهدة عبق التاريخ و ما تحويه بين جنباتها من آثار و شواهد تاريخية مدارس و خانقات و قصور و مساجد خلدت بين أسوارها العديد من الأثار و الروايات ، هنا يأخذك الحنين للعصور القديمة التي تقرأ عنها في كتب التاريخ فلا نجد مكان ينقلنا للعصور القديمة روحيًا سوى حواري و أزقة شارع المعزلدين الله الفاطمي. تجولت عدسة بوابة الوفد داخل الشارع الأثرى لتستقر عند قصر الأمير بشتاك أحد أمراء الدولة المملوكية و أحد الشواهد التاريخية داخل الشارع الأثرى و الذى يٌعد تحفة معمارية خلدت ذكراها داخل الشارع. إحتضن أسوار قصر الأمير العديد من الحرف و المهن الأثرية التي توارثها تجارها عن أسلافهم على مدار مئات السنين. خلف قصر الأمير بشتاك يجلس رجل خمسيني يدعى عم " محمود " على مقعد خشبي خرزان تراث ككل شيء قديم حوله ، أمام دكانه ذات الأبواب الخشبية يتأمل ما تحتويه من تراث و ذكريات الماضي و عبق التاريخ الذى يبحث عنه عشاقه وأصحاب الذوق الرفيع وهواة جمع التراث. يستقيظ " عم محمود " كل صباح حامًلا أحلامه البسيطة بحثًا عن قوت يومه من دكانه الصغير ، الذي يضم العديد من مقتنيات التراث و التي أغلبها يفوق عمره ، ليفتح أبواب دكانه الصغير و يخرج كرسيه الخشبي المفضل و يحتسي كوبًا من القهوة و يشرع في تجهيز بضاعته التراثية ، منصتًا إلى أغاني سيدة الغناء العربي " أم كلثوم " على جهاز الجرامافون الشيء الوحيد بحد وصفه على على السفر به إلى بحور الماضي الجميل ، عشقه لهذا الزمن يزداد يومًا بعد يوم ليزداد معها بحثه فى عالم الأثريات للحصول على مقتنيات تراثية نادرة يتخطى تاريخها نحو 100 عام على الأكثر. اقترن اسم الدكان الصغير باسم الأمير باشتاك " أنتيكات باشتاك " ويحوى المحل الصغير العديد من التحف و الأنتيكات النادرة و التاريخية و التى تحولت في زماننا إلى ما روبابيكيا لمن لا يعرف قيمتها التاريخية العظيمة مثل " الجرامافون و الراديو الفيلييس و جرائد مصرية تعود طبعاتها للقرن الثامن عشر و عملات و طوابع مصرية إبان حقبة العصر الملكي " يحكي " محمود " عن مقتنايته : " أحرص دائمًا في البحث عن هذه المقتنيات و شرائها و أنتقل من منزل لأخر و خاصة منازل كبار السن و بائعى الروبابيكيا ، ثم أقوم بتصنيفها و طرحها بين المعروض ، كل قطعة داخل المحل تحكي قصة و تاريخ مضى ، وأعتبرها إضافه للتاريخ المعاصر و هناك بعض البضائع حصلت عليها من المزادات و اخرى من الاسواق القديمة و البعض الاخر من المواطنين الذين يبحثو عن التخلص من الاشياء القديمة و استبدالها باخرى مواكبة للعصر. عندما تقف أمام المحل الصغير تشعر و كأنك أمام متحف صغير مميز بصغر مساحته و كأنك تملك الماضي الذى تشاهده فقط في الأفلام القديمة وتنسى معه ضجيج الشارع الذى لا يتوقف عن مرتاديه لحظه واحده وكان أبرز ما يوجد فى المحل الصغير " تلسكوب حربي روسي " تم استخدامه فى الحرب العالمية الثانية ، و ايضًا صورة قديمة للملك فؤاد الاول تتوسط المحل من الداخل و سط التحف و الانتيكات. ويعلو واجهة المحل " مشكاة " و صور متعددة بجوارها بعض العملات القديمة و النادرة و صور لنجوم زم الفن الجميل و الشاشة الفضية و بعض النسخ من الجرائد المصرية القديمة. ويقول "محمود" مرتادي شارع المعز و الجمالية من المصريين يحرصو فقط على التقاط الصور التذكارية ، المقتنيات التراثية تقدر بقيمتها المعنوية وليس قيمتها المادية ، ولا تباع إلا لأشخاص يعلمون جيدًا قدرها ، مؤكدًا أن الأجانب هم فقط من يقوموا بالشراء و أكثرهم شغف بالتراث المصري ، وكذا قلة من الجمهور المصري وأضاف " محمود " مهنة التحف و الانتيكات كان لها وضع مختلف عن باقى المحلات التجارية بالشارع فهى مهنة تعتمد على السائح بنسبة كبيرة و تحتاج الى صبر وبال طويل. جارى تجهيز الفيديو ..