طارق بائع الأنتيكات يتوسط مجموعة من التحف التى يزيد عمرها على 200 عام ايقونه للسيدة العذراء عمرها اكثر من 200 عام، وكاميرا من نوع لايكا التي لم يصنع منها سوي 12 الف نسخة علي مستوي العالم، وخوذة لرجل اطفاء مصري تعود الي العصر الملكي، وغيرها من التحف والانتيكات القديمة التي تعود الي حقب تاريخية مهمة وكل منها يمثل قصه ويحكي صفحة من صفحات الماضي.. هذا ليس وصفاً لمتحف كبير وانما لمحل صغير بمنطقة الحسين لتجارة ا لانتيكات القديمة زبائنه من اصحاب الذوق الرفيع وهواة شراء المقتنيات ، يقف فيه شاب صغير السن يشرح للزبائن تاريخ بضاعته، طارق ثروت يبلغ من العمر 25 سنة وورث عشقه للانتيكات والتحف من والده الذي ورثه هو الاخر من الاب، وقف طارق وسط محله صغير المساحة ولكنه عريق بتاريخه، فجدران المحل نفسه ومكانه بمنطقة الحسين يعود الي العصور الفاطمية، بالاضافة الي ما يحتويه من انتيكات وتحف ترجع الي فترات تاريخية مختلفة ،ارفف متراصة متعددة تنقلك كل قطعة تاريخية عليها الي عصر مختلف وزمن اخر وكأنها جولة حول العالم دون ان تقطع تذكرة سفر، اصطحبنا طارق في جولة داخل متحفه الصغير ليروي لنا قصته فيقول: اصبح جمع الانتيكات بالنسبة لي شغفا فبمجرد النظر الي اي قطعة استطيع سرد تاريخها وحكايتها ومن أكثر الاشياء التي أهوي جمعها كاميرات التصوير فلدي مجموعة نادرة منذ بداية صناعة الكاميرات منها كاميرا نوع لايكا كنت امتلك منها 4 كاميرات لم يتبق منها سوي واحدة فقط وقد أنتج منها 12 ألف نسخة فقط وغيرها من الأنواع الاثرية. وانتقل بنا الي رف الخناجر والمصنوعات النحاسية لنري عليها مجموعة نادرة من الخناجر التركية التي تعود بنا الي العصر العثماني والتي كان يمتلكها الجنود والضباط ومنقوش عليها كلمات بالاحرف التركية، وعلي نفس الرف توجد مجموعة من الطوابع القديمة التي يهوي طارق اقتناءها وبيعها لجامعي طوابع البريد والتي تم اصدارها ليسجل كل طابع فترة تاريخية مهمة وحدثا جليلا مثل الطابع الموجود عليه صورة السد العالي واخر مطبوع عليه صور الملك فاروق وهناك طوابع خاصة بملوك اوروبا. وفي ركن اخر من اركان المحل تجد مقتنيات قديمة للغاية مثل التليفون القرص واخر «بالمنفلة « يعود استخدامه لفترة الثلاثينيات ومقتنيات وتحف ونجف نحاسي ملكي وساعات قديمة، بالاضافة الي العديد من الواح معدنية محفورة بنصوص والتي كانت تستخدم في عمليات الطباعة القديمة، وكان علي الرفوف خوذة لرجل اطفاء مصري في فترة الملكية وعليه رمز الدولة الملك بالاضافة الي عدد من اقنعة ومقتنيات خشبية ومعدنية ترمز الي بعض القبائل الافريقية.. اكد طارق انه يستمتع جدا وسط متحفه الصغير ويشعر بالتميز لاقتنائه اشياء قد لا يوجد منها في العالم الا التي لديه وبعضها قد يعود الي فترات تاريخية قديمة يشعر بالفخر لاقتنائه لها، وفي نهاية الجولة اختتم طارق كلامه بجملة « الدول التي لها ماض وحضارة تسيطيع قراءة مستقبلها، وانا حارس التاريخ «.