بالطبل والمزمار ، بالرقص على الأنغام ، يصطف الصبية بالّلافتات حاملين الصور، جميع وسائل الإعلام والفضائيات تتسابق منذ الصباح الباكر ، حركة المرور تتوقف ، الكل يهرع يتساءل عن التكدس والزحام يتساءل عن الزفة .......ماالجديد فيك يامصر ؟؟ هاهو المطرب الشعبى يضع برنامجا لإنقاذ البلاد من تلك الكبوة التدهور الأمنى ، الوضع الإقتصادى المتردى ، التعليم ،الصحة ، ملف حوض النيل ، السياحة ، ومن المؤكد أيضا أنه وضع برنامجا إستراتيجيا يعيد مصر الى مكانها الطبيعى الرائد على خريطة العالم ، بعد تراجع دورها الإقليمى على مدار ثلاثة عقود المطرب الشعبى تجمع حوله أبناء الحتة الطيبين ، فى جلسة مرح وفرح ليدور هذا الحوار : - سمّعنا حاجه علشان الليلة تبقى حلوة - العنب العنب ..... وكل الفاكهه - العيشة بقت مرة والحاجة غالية ، ياريت تدق لنا شوية ع الطبلة - كله يرقص كله يغنى ، فين النقطة ؟ أحد الحضور طرأت على ذهنه فكرة لولوبية ، هذا المطرب متواجد بكثافة فى الشارع المصرى ، فماالمانع لو ترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية ، فهو خيرمن يمثل طبقة الكادحين ، البؤساء والمحتاجين ، خير من يمثل الشباب ، لكن بالطبع ليس شباب الثورة فأخذ الميكروفون ، ليعلن على الملأ خبر هام فقال : سكوت دقيقتين من فضلكم فالتسمحوا لى بكلمة ، لنعلن فى هذه الزفة ،مرشحكم الهمام الفنان الكبير وما أن نطق باسمه حتى ضجّ العرس بالتصفيق ، والنسوة تشاركن بالزغاريد ، الرقص والحركات البهلوانية تنطلق ، والأطفال على الأعناق ، الكل يهتف ........... سعد..... سعد لم تكن مفاجأة لمطرب المانجو ، فالعديد من أصدقائه كثيرا ماأوغروا فى صدره أن بعد الثورة لم يعد هناك ممنوع ، الثورة تعنى الحرية وهاهى الحرية التى دفع ثمنها الشهداء وآلاف المصابين ومن فقدوا نور العيون فى كل ميادين التحرير ، فلنسعد بها ونستغلها ، سنوات وسنوات لم يجرؤ أى منا أن يمارس حقه ، أو يفكر فى الترشح أمام بعض القامات أمثال عمرو موسى أوعبد المنعم أبو الفتوح ، الفريق أحمد شفيق ، أو حمدين صباحى جاء اليوم يامصر الذى نعيش الديمقرطية الحقيقية ، فلتتساوى الرؤوس ودعنا من تاريخ حياة المرشح العلمى ، ودوره الفاعل من أجل مصر ، ثم خرج المطرب عن صمته فقال : - إخوانى صدقونى تفاجأت مثلكم ، لكن مادامت هذه رغبة الأغلبية فأنا أعلن من هذا الفرح ، وبعد إذن العريس والعروسة ترشحى للرئاسة ، وهمتكم معى ، هذه هى الديمقراطية التى حبتنا بها ثورة يناير العظيمة ، ووعد منى فى حالة فوزى ، صندوق خضار لكل مواطن - كلنا معك ، سنجمع لك التوكيلات ، والى اللجنة العليا للإنتخابات نحيطك بالحب والتشجيع ، حارتنا والحوارى المجاورة كلها معك سنذهب كلّ يحمل طبلته ، ليعلم القاصى والدانى أنك لست أقل من كل المتقدمين فى هذا السباق ، يكفى طلتك وسماحة وجهك أما أنا فأقول : نعتذر يامصر ...... فكم نقشنا بك ولك أجمل عبارات الحب ، ياموطن الخير والطهر، أنت الأوفى فى زمن الأحجار وجبروت الكلمات تتساءلين وفى مقلتيك خوف على النهر والشمس ، لماذا يحرقون المروج ويزرعون فى ربوعك الألغام ؟ يتبارون فى الهدم ، ويأخذوننا الى الهلاك فيخجل التاريخ منا ، ويثقلنا العجز تحاصرنا القيود فتضحك منّا الأمم ، مخنوق كل صوت ينادى بالفجر المضئ كى لاتهوى بنا الجسور ، يامصر من يداوى الجرح إن تكالب عليك الأقزام واطفأوا القنديل ، وتناسوا أن التشابه لايمكن أن يكون إلا فى الأسماء
لندع كل وفق أهوائه ، وبما أنه من الصعب وأد أحلام اليقظة فمن المستحيل المقارنة بين زعيم الأمة ، وزعيم الطبلة