تحقيق - محمود إسماعيل / إشراف : نادية صبحي البعض يحلو له أن يقضى ليالى رمضان أمام دراما التليفزيون ولكن هناك فريقًا كبيرًا قرر أن يقضى ليالى رمضان فى أحضان الثقافة والإبداع, حيث المهرجانات الفنية والثقافية التى تنظمها هيئة قصور الثقافة فى كل أنحاء مصر, على رأسها قبة الغورى وبيت السحيمى والسور الشمالى وجميعها فى القاهرة الفاطمية. ففى سور القاهرة الشمالى, فى نهاية شارع المعز, الذى يشهد واحدًا من أهم المهرجانات الثقافية والفنية, وهو مهرجان ليالى رمضان الثقافية والفنية, والتى تنظمه هيئة قصور الثقافة, على المسرح المفتوح بالسور الفاطمى. وطوال الشهر الكريم تتواصل العروض الثقافية داخل قاهرة المعز ويأتى على رأسها العروض الفنية التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة والتى نجحت من خلاله فى جذب الجماهير وتغيير بوصلتهم من أمام شاشات الفضائيات والدراما إلى متابعة السهرات والليالى الرمضانية وحينما تقرر الذهاب إلى أحد الأماكن التابعة لوزارة الثقافة تجد الفن يزين أرجاءها وينقش على جدرانها حقيقة الهوية المصرية كاشفة وعى الجمهور الذى يبحث عن الجيد, مؤكدًا أن الثقافة أصبحت معهم وبين أيديهم حيث استقبل سور القاهرة الشمالى مع بداية الشهر الكريم فرق التذوق الفنى والعريش وسوهاج وبورسعيد للفنون الشعبية, وفرقة النيل للآلات الشعبية التى تعبر عن الثقافات المصرية المتنوعة على المسرح ولم يتطرق الأمر للعروض الفنية والمسرحية فقط بل تطرق إلى العديد من الورش والمعارض «رسم بورتريه», رسم بالرمل الملفوف على وحدات فخار, نسيج بالجلد, جدارية حارتنا «مظاهر الحارة المصرية فى رمضان», ورشة فنية زينة رمضان بالورق الملون والخامات المختلفة, جدارية رمضان جانا, ورشة فوانيس رمضان «اصنع فانوسك» باستخدام خامات البيئة المختلفة مع ورق الكانسون, ورشة شخصيات رمضانية «عرائس بالجوارب» بالإضافة لرسم على الوجه, إلى جانب معرض إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة ومسرح الطفل بسور القاهرة الشمالى تقام عروض سينمائية تسجيلية منها «رمضان جانا, الشهيد إبراهيم الرفاعى» بالإضافة لعرض لفريق أجيال للعرائس, ومعرض مشروع ذاكرة الوطن. وقال محمد ناصر 19 عامًا انه حضر خصيصًا لسور القاهرة من أجل التقاط بعض الصور والخروج مع زملائه داخل شارع المعز ولكنه فوجئ بالعروض الفنية أمام سور القاهرة الشمالى خاصة أن العروض متميزة ومجانًا للجمهور وبالتالى وجدت إقبالًا جماهيريًا كبيرًا قائلًا: «اتبسطت جدًا بالعروض الفنية اللى شوفتها النهاردة وكانت مختلفة ورائعة امام سور القاهرة». واتفقت معه فى الرأى هند على, 21 عامًا, وقالت: العروض رائعة خاصة ورش الرسوم اليدوية وفرق الفنون الشعبية ومواعيد العروض مناسب أيضًا للعائلات والشباب والفتيات والتى تبدأ فى التاسعة مساء يوميًا وأتمنى تستمر كل سنة أنشطة وزارة الثقافة فى رمضان فهى أفضل من متابعة المسلسلات والدراما قائلة: «الجو هنا رائع والمكان تحفة والعروض جميلة خاصة ورش الحرف اليدوية والرسوم وجيت مع زمايلى لأنهم قالولى فيه أنشطة وعروض رائعة وانبسطت جدًا وأتمنى تتكرر كل سنة». وعلى بعد 500 متر من سور القاهرة الشمالى ستجد مركزًا ثقافيًا وإبداعيًا آخر داخل أروقة المعز فإذا لم تكن تهوى الأماكن المفتوحة والزحام الجماهيرى الكبير فوجهتك ستكون إلى «بيت السحيمى» وهو من أجمل آثار القاهرة التاريخية وقد صدر قرار بتحويل بيت السحيمى إلى مركز للإبداع الفنى تابع لصندوق التنمية الثقافية بعد ترميمه وإعادة افتتاحه مع بداية الألفية الجديدة ليكون مركز إشعاع ثقافي وفني فى منطقة الجمالية, ومركز إبداع السحيمى نموذجًا فريدًا للتأثير الاجتماعى للعمل الثقافى والأثرى, من حيث تأثير الموقع الثقافى فى المجتمع المحيط به. فنلمس التطور الذى أحدثه وجود هذا المركز فى البيئة المحيطة به وفى سلوكيات الأفراد والمجتمع هناك, وذلك من خلال الأنشطة الثقافية والفنية التى يقدمها والتى أصبحت جزءًا من برنامج الحياة اليومية لسكان المنطقة, كما يقام فى بيت السحيمى بشارع المعز, أمسية «قراءات فى الشعر الصوفى» لشعراء الصوفية منهم «ابن الفارض, محيى الدين بن عربى, طاهر أبوباشا» للشاعر السماح عبدالله. وقال يوسف على, موظف 42 عامًا: حضرت إلى بيت السحيمى لأنى من سكان الجمالية وحريص دائمًا على متابعة العروض والأنشطة مع أولادى خاصة فقرات الأطفال «الأراجوز» والتى ترسم البهجة والسعادة على وجوههم وهو أفضل لهم من الجلوس أمام شاشات التلفاز ومتابعة الدراما. وقال عبدالوهاب فتحى رئيس صندوق التنمية الثقافية: إن مهمتنا هى أن تصل الثقافة لجموع المواطنين فى مختلف ربوع مصر وتقديم مشهد جديد للثقافة الجماهيرية , سوف يتكرر فى محافظات أخرى بالتراث المتنوع. وأضاف عبدالوهاب: تعمل وزارة الثقافة للحفاظ على تطوير الحرف اليدوية أثناء الأنشطة المختلفة التى تقام داخل القاهرة الكبرى والمراكز الثقافية تقوم بعرض أعمال كثيرة لأصحاب هذه المهن لدعمهم وذلك من خلال ورش التدريب فى المجالات المتعددة لخلق أجيال جديدة تحافظ عليها. وتابع رئيس صندوق التنمية الثقافية حديثه بأن رمضان هنا وسط أركان القاهرة الفاطمية له مذاق خاص نتعاون فيه مع وزارة الآثار لتقديم أنشطة الهيئة وقطاعات الوزارة فى الأماكن الأثرية التابعة لها, وكذلك التعاون بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدنى لتقديم الأنشطة للجمهور المواطنين للنزول وحضور الأنشطة والفعاليات التى تقدمها وزارة الثقافة لهم وبالمجان.