كتب - محمد سعيد: سيطرت حالة من القلق داخل أروقة الجهاز الفني للمنتخب الوطني، عقب الخسارة الثقيلة التي تلقاها الفراعنة، أمس الأول على يد منتخب بلجيكا القوي، بثلاثية نظيفة، في البروفة الأخيرة قبل المشاركة في نهائيات كأس العالم، التي تنطلق في روسيا الأسبوع المقبل. بالنظر لنتائج المنتخب منذ حسم الصعود إلى المونديال، نجدها مخيبة للآمال، وتثير القلق قبل البطولة، حيث كان آخر فوز حققه المنتخب الوطني منذ 270 يومًا على حساب الكونغو في مباراة الصعود إلى كأس العالم، وبعدها خاض 6 مباريات، واحدة رسمية و5 وديات لم يحقق في أي منها الفوز، حيث تعادل في 3 وتلقى هزيمة في مثلها، وسجل لاعبوه 3 أهداف فقط وتلقت شباكه 8 أهداف. ورغم أن المنتخب أمام شياطين أوروبا ظهر بشكل أفضل عن مباراتي كولومبيا والكويت وخلق فرصًا محققة للتسجيل، إلا أن الأخطاء الفردية الساذجة لخط الدفاع، وحارسي المرمى، كذلك الرعونة من جانب مهاجمي الفراعنة في إنهاء الهجمات أمام مرمى كورتوا، كانا أهم سببين في الخسارة الثقيلة أمام منافس قوي والمصنف الثالث عالميًا، والمرشح للمنافسة في المربع الذهبي للمونديال. كشفت الخسارة الأخيرة جانبًا كبيرًا من نقاط الضعف في المنتخب، منها عدم إتقان تنفيذ الضغط العالي على الخصم، على رغم أنه نجح في بعض اللقطات في إرباك الدفاع البلجيكي، والحصول على الكرة، إلا أنه كان يتم بشكل عشوائي، وسمح في أكثر من مناسبة لاستخلاص الكرة وبناء هجمات في مناطق خطرة على الخصم. عاب أيضًا المنتخب غياب الانسجام بين قلبي الدفاع علي جبر وأحمد حجازي في تغطية المساحات بينهما ورقابة القاطرة البشرية روميلو لوكاكو، كذلك عدم التواصل مع الحارسين عصام الحضري ومحمد الشناوي في أكثر من هجمة، إلى جانب الأخطاء الفردية التي كلفت المنتخب كثيرًا، منها التباطؤ في إبعاد الهجمات الخطرة مثل الكرة التي تسببت في الهدف الثاني من خطأ أحمد فتحي. لكن على رغم الهزيمة تظل هناك مكاسب عدة حققها الجهاز الفني من اللقاء، منها الظهور بشكل أخطر على المرمى، ولولا الرعونة الهجومية من مروان محسن ورمضان صبحي لكانت النتيجة مختلفة تمامًا، كما ظهر انسجام كبير بين الثنائي طارق حامد ومحمد النني، خصوصًا الأخير، الذي شكلت عودته قوة لوسط الفراعنة وكان سببًا في التحول السريع من الدفاع للهجوم عن طريق تمريراته السليمة، حيث مرر خلال اللقاء 57 تمريرة صحيحة للأمام، وعلى الأطراف بنسبة دقة 91%. وأثبت عمرو وردة، أنه الأحق بالمشاركة أساسيًا في مركز الجناح الأيمن أمام أحمد فتحي، حيث كان مميزًا في مسألة التغطية العكسية مع فتحي أمام ثلاثي رهيب في الناحية اليسرى لبلجيكا الذي تكون من يانيك كاراسكو ودينيس ميرتنز وعليهما إدين هازارد أيضًا. كما كان محمد عبدالشافي، أحد نجوم اللقاء فإلى جانب خبراته الكبيرة وثباته في النواحي الدفاعية والتغطية العكسية أظهر «شيفو» الكثير من إمكاناته الهجومية، حيث نفذ 3 انطلاقات مباشرة ووجه 4 عرضيات إحداها كانت لمروان محسن المنفرد بالمرمى، وكادت تسجل الهدف الأول للمنتخب لولا سوء القرار من مروان. واستفاد الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للمنتخب، من اللقاء ليتأكد أنه لا بديل عن مشاركة محمود حسن «تريزيجيه» في مركز الجناح الأيسر، وما دون ذلك لن يفيد المنتخب، حيث حرك المياه الراكدة في تلك الجبهة، وسيكون مفيدًا في المونديال، إذا استمر في التعاون مع عبدالله السعيد، الذي بدأ يستعيد مستواه المعهود. وقال كوبر في تصريحاته في المؤتمر الصحفي بعد المباراة أنه بمقارنة أداء المنتخب أمام كولومبيا، ظهر خط دفاعنا بشكل غير مناسب أمام بلجيكا، لافتًا إلى أن هناك أخطاءً دفاعية سيعمل على تصحيحها خلال الفترة المقبلة، على رغم ضيق الوقت قبل المونديال. وعن مركز حراسة المرمى، أكد أحمد ناجى، مدرب حراس المنتخب، أنه راضٍ بنسبة كبيرة عن مستوى الحضري والشناوي خلال المباراة الأخيرة، مشيرًا إلى أن المنتخب واجه فريقًا كبيرًا يمتلك لاعبين من نجوم العالم، موضحًا أن معظم الاختبارات التي تعرض لها الثنائي عصام الحضري ومحمد الشناوي تعاملًا معها بشكل جيد للغاية، وكان هناك سرعة في رد الفعل والتمركز الجيد. وأكد أن حارس مرمى الفراعنة في المونديال لم يتم اختياره بشكل نهائي، إذ سيتم تقييم الأمر ومستوى الحراس الثلاثة قبل المونديال. في سياق متصل، عادت مساء أمس بعثة المنتخب قادمة من بروكسيل في آخر مراحل معسكر الإعداد، حيث يحصل اللاعبون على راحة من التدريبات اليوم وسيسمح لهم بزيارة أقاربهم قبل أن يعودوا للمعسكر صباح الغد ليشاركوا في المران الاستعراضي المقام على ستاد القاهرة، بحضور الجماهير لتحفيزهم قبل السفر إلى جروزوني لخوض أولى مباريات المونديال أمام أوروجواي الجمعة المقبل. وعلى رغم حصول الجميع على راحة إلا أن الجهاز الفني سيعمل مثل خلية النحل، حيث يعكف كوبر ومعاونه محمود فايز على تجهيز تقارير حول حالة كل لاعب وأدائه بشكل عام خلال المعسكر الأخير للوقوف على نقاط القوة والضعف بالمنتخب، ومحاولة تصحيح السلبيات التي ظهرت في اللقاءات الثلاثة، قبل أولى المواجهات الرسمية. على الجانب الآخر، تلقى المنتخب بشرى سارة بوصول الفرعون محمد صلاح إلى القاهرة مساء أمس، حيث بدا اللاعب في حالة جيدة ومتفائل باللحاق بأولى مباريات المنتخب، بعد تطور مستواه العلاجي، حيث سينضم إلى المعسكر غدًا السبت، ويواصل برنامجه التأهيلي، تحت إشراف الدكتور محمد أبوالعلا، طبيب المنتخب، ومتابعة مباشرة من طبيب فريق ليفربول.