منتصر الداروتي (رضى الله عنهم ورضوا عنه) وردت هذه الآية الكريمة فى أكثر من سورة والآية تتكون من شقين الشق الأول هو رضى الله عن العبد وهذا هو ما نسعى له جميعاً والشق الثانى وهو الشق الأصعب وهو قول الله تعالى «ورضوا عنه» هل تعرف ما معنى أن تكون راضيا عن ربك. الرضا عن الله هو التسليم والرضا بكل ما قسمه الله لك فى هذه الحياة الدنيا من خير أو شر. الرضا عن الله يعنى إذا أصابك بلاء امتلك قلبك يقينا أن ربك أراد بك خيرا بهذا البلاء. الرضا عن الله يعنى أن تتوقف عن الشكوى للبشر وتفوض أمرك لله وتبث له شكواك. الرضا عن الله يعنى أن ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك وإذا أغناك وإذا أخذ منك وإذا كنت فى صحة وإذا مرضت أن ترضى عن ربك فى كل أحوالك. انظر حولك واسأل نفسك هل أنت راض عن شكلك؟ هل انت راض عن زوجك؟ هل أنت راض عن أهلك؟ هل أنت راض عن قدرك؟ فكل هذه الأشياء قد اختارها الله لك فهل انت راض عن اختيار الله لك. هناك فرق بين الصبر والرضا فالرضا درجة أعلى من الصبر.. أن تصبر يعنى أن تتحمل الألم لأن هذا قدرك وليس فى يدك شىء غير الصبر ولكن الرضا أن تشكر الله على هذا الألم. الرضا عن الله منزلة عالية لا يصل إليه الا من امتلك قلبه حبا لله واعلم أن الله لا يبتليك الا ليغفر ذنوبك أو ليرفع درجتك فى الجنة تذكر أن الرضا عن الله هو السبيل لرضا الله عنك واذا لم يرض الانسان عن ربه فلن يرضى أبدا حتى لو ملك الدنيا كلها. كلما ضاقت عليك الدنيا كرر قول الرسول عليه الصلاة والسلام «رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا».