سوهاج - مظهر السقطى: «بسنت» الطفلة بريئة، ذات الثلاث سنوات والتى تقيم مع أسرتها بأحد منازل مركز أخميم شرق محافظة سوهاج، مرحة شقية تملأ الدنيا فرحاً وضجيجاً فى سيرها ذهاباً وعودة يستقبلها كل من يشاهدها من الأهل والجيران بالبشاشة والحب لخفة دمها وروحها الجميلة وترتمى فى أحضان الجميع وعندما تتأخر فى الخروج من منزلها يسأل عنها الكبار قبل أقرانها الصغار. «بسنت» شقيقة لطفل وحيد يصغرها بعام ونصف العام هما كل حياة والديهما وروحهما، هما الدنيا بأسرها وأعينهما أسرة جميلة اكتسبت محبة كل جيرانها. كانت «بسنت» دلوعة المنزل وأول فرحة لوالديها ورغم صغر سنها ذكية كانت تعرف موعد عودة والدها من عمله يومياً فتقوم بفتح باب المنزل قبل دقائق من دق الجرس وترتمى فى أحضانه وتقبله فى وجنتيه وتهلل وتتفوه بكلمات طفولية معظمها غير مفهوم مما يدعو الأب والأم للانفجار فى وصلة ضحك متواصلة على كلماتها المكسرة وتقوم الأم كثيراً بترجمة كلمات بسنت ويحملها والدها بين ذراعيه. وكانت على بعد خطوات من منزل «بسنت» تقطن جارتهم «إسراء» ربة منزل وتبلغ من العمر 17 عاماً، ورغم ثراء والدها، إلا أنه وبعد زواجها رفع يده عنها ولم يساعدها وشكت لأمها من ضيق ذات يد زوجها العامل البسيط الذى يعتمد على نفسه، ويجتهد ليستر بيته ورفض أن يمد يده لأسرته لتساعده وطالبت والدتها بأن تتوسط لدى والدها ليمدها ببعض المال لتشترى ما تهفو نفسها ولكن كان الرفض دائماً هو رد الأب، ولأن إسراء ومنذ صغرها كانت تشتهى كل ما بيد الغير حتى وإن كان تافهاً ولعب شيطانها الخبيث بأن تستولى على القرط الذهبى الذى ترتديه الطفلة «بسنت» والتى تلعب دائماً أمام منزلها ولأنها صغيرة فلن تستطيع أن تخبر أحداً بفعلتها، لم يتركها إبليس حتى أقنعها وراحت لها الفكرة. أخذت إسراء تتحين الفرصة لجذب «بسنت» بالمحايلة تارة وبالحلوى تارة أخرى فتذهب إليها وترتمى فى بين ذراعيها وتفرح بالحلوى فتحاول إسراء نزع القرط من أذنى «بسنت» خلسة وعندما تشعر «بسنت» بها تنتفض وتحاول الهروب من بين يديها وتحاول نزعه بالقوة فتصرح الطفلة وتتركها إسراء وتهرول مبتعدة عنها حتى لا ينكشف أمرها وكررت المحاولة وفى كل مرة تفشل إما لمرور أحد الجيران فتتصنع بأنها تداعبها أو لصراخ الطفلة لإحساسها بالألم أثناء محاولة نزع القرط وفى المحاولة قبل الأخيرة خرجت والدة «بسنت» على صوت صراخها وأسرعت الطفلة لتحتمى بحضنها وتنظر بعينين تملأهما البراءة مشوبة بالرعب وأشارت لأمها إلى أذنيها ولكن لعدم مقدرتها على الكلام لم تفهم معنى إشارتها. وأصرت «إسراء» على الحصول على قرط الطفلة، الذى لا يتجاوز ثمنه 500 جنيه، بأى طريقة ممكنة وتحينت فرصة خلو الشارع من المارة إلا من الطفلة التى خرجت من منزلها لتلهو - ولم تعلم أنها لن تعود إليه مرة أخرى- وأخذت تداعبها حتى أدخلتها منزلها واصطحبتها لأعلى بالطابق الثانى وقامت بنزع فردة من القرط والطفلة مستسلمة وشاردة وعند محاولتها نزع الأخرى ونظراً لإحكام القفل تألمت «بسنت» وأخذت فى الصراخ وحاولت إسكاتها بغلق فمها بيدها ولكن زاد صراخها واستنجادها بأهلها، وعندما فشلت وخشيت افتضاح أمرها حملتها بين يديها وألقت بها من الطابق الثانى داخل بئر قديمة مهجورة لتستقر بالقاع دون أن تصدر صوتاً وعادت لتجلس فى مكانها بعد أن تملك منها الرعب وتخلى عنها شيطانها اللعين. وعندما عاد الأب إلى المنزل تملك منه الخوف وأحس بقبضة فى قلبه وغصة مرارة بحلقه وسأل عن طفلته التى لم يعتد منها أن يدخل إلى منزله وهى ليست فى انتظاره فكان رد الزوجة بأنها تلعب فى الشارع وخرجا مسرعين للبحث عنها وسؤال الأهل والجيران وعندما فشلا فى وجودها حدثت جلبة وهرج ومرج فى الشارع خرجت على أثره «إسراء» وكأنها لا تعلم شيئاً لتتساءل ماذا حدث؟ فيجيبها أحد الجيران بأن «بسنت» اختفت وتشارك الشيطانة فى عملية البحث وكأن شيئاً لم يحدث وعندما أعياهم التعب وتورمت أقدامهم من البحث ترك الأب والدة «بسنت» مغشياً عليها وهرول إلى مركز شرطة أخميم ليقدم بلاغاً باختفاء نجلته. مر 5 أيام على اختفاء «بسنت» وكأنها خمس سنوات من العذاب والآلام والأسرة تنتظر عودتها أو مكالمة هاتفية من مجهول يخبرهم بخطفها وطلب فدية وأمها ما بين إغماء متواصل وإفاقة للحظات ودموع تغرق ملابس الأب ونظرات طفل صغير تبحث فى أرجاء المنزل وخلف الأبواب والأماكن التى كانت تختبئ بها شقيقته أثناء لعبهما معاً بحثا عنها وبدأت رائحة جثة الطفلة تظهر، وعندها شك أهلها أنها من الممكن أن تكون قد سقطت فى ذلك البئر المهجورة أحضروا سلماً وهبطوا إلى قاع البئر وعثروا عليها وتركوها وأبلغوا الشرطة وتم استخراج جثة «بسنت» من البئر. وأمام الجميع أظهرت «إسراء» حزنها عليها، ولم تعلم بأن أمرها سوف ينكشف وظنت بأنها أفلتت من العقاب ولم يدر فى خلدها ولو لحظة واحدة بأن رب «بسنت» من فوق سبع سموات شاهد على فعلتها، وتم كشف ستر القاتلة من خلال أحد الجيران الذى شاهد «بسنت» أثناء دخولها منزل «إسراء» فقام بإبلاغ الشرطة التى ألقت القبض عليها وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة تفصيلياً وأحالتها النيابة العامة محبوسة لمحكمة الجنايات.