أثبتت دراسة علمية عن "جوانب تربية الشخصية الإسلامية في كتابات سيد قطب" قدمها الباحث أبو الخير نشأت أحمد عطا المعيد بكلية الشريعة بجامعة الأزهر لنيل درجة الماجستير أن سيد قطب كان له جهود تربوية في كثير من نواحي العملية التعليمية؛ حيث قدم مقترحات متعددة بشأن المدارس والمناهج والمقررات وطرق التدريس، وبين أنها متخلفة إذا ما قيست بمقررات ومناهج المدارس في الدول الأوربية، وتحدث عن ضرورة الإعداد الأكاديمي والتربوي للمعلم، ومجانية التعليم، ومراقبة إحصائية للعملية التعليمية، ومحو الأمية، وتعليم المرأة، ودور الأزهر ورسالته، كما قدم كثيرا من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والتربوية. وأوضحت الدراسة أن العمل السياسي وممارسته يرتبط أيما ارتباط بالعملية التربوية من حيث التأثير والتأثر، فالسلطة والممارسة السياسية عند قطب مفهوم كلي يتكون ويتشكل من خلال مجموعة مفاهيم رئيسية مرتبطة؛ لتشكل رابطة سياسية تنطلق من مبدأ جعل الحاكمية لله تعالى ابتداء، ومن ثم باقي المبادئ السياسية الأخرى للدولة الإسلامية كالشورى والمساواة والحرية والعدالة، والتي تلقي بظلالها التربوية فكرا وسلوكا على حياة الأفراد والمجتمعات والدول. وأضافت الدراسة أن لقطب تصنيفا خاصا للقيم؛ فقد صنفها حسب مصدرها، حيث ذهب إلى أن القيم نوعان: قيم السماء، وقيم الأرض، وقد جعل القيم الإيمانية على رأس السلم القيمي، وهذا ما ذهبت إليه معظم الدراسات الإسلامية المعاصرة التي عالجت موضوع القيم. مشيرة إلى أن حياة سيد قطب الفكرية الإسلامية كانت دعوة إلى الإصلاح والتغيير، وكانت دعوة دؤوبة إلى الالتزام بالإسلام في الفكر والتصور، ثم القيام بالجهد العملي، وتقديم شهادة الحق عملياً لهذا الإسلام، فكانت حياة مباركة عطاء متجددا متواصلا، عطاء بدون توقف سواء كان العطاء فكريا تربويا من خلال كتبه الحركية التي أصدرها، أو كان عطاءً عملياً واقعياً من خلال ملحمته الرائعة التي كتبها في سجنه بصموده وثباته وجرأته وشجاعته وصبره واستعلائه، وبذلك أعطى درسا لكل داع إلى الله في تحمل المصاعب والمتاعب. وقالت الدراسة إن ظروف أي إنسان تؤثر على فكره، وعلى طريقة حكمه على الأشياء، وسيد قطب - كأي إنسان - عاش ظروفاً خاصة بمعنى الكلمة؛ فقد كان سجيناً في ظروف صعبة، ومن الطبيعي أن يتأثر بالظروف الصعبة التي مر بها عند كتابته لمعظم كتبه، ولذلك كله جاءت لهجته شديدة أحيانا بعض الشيء. وقد قررت اللجنة التى تكونت من الأستاذ الدكتورعبدالقوي عبد الغني محمد أستاذ ورئيس قسم التربية الإسلامية- كلية التربية بالقاهرة - جامعة الأزهر، الدكتورعلي عمر فؤاد الكاشف أستاذ أصول التربية المتفرغ- كلية التربية - جامعة الأزهر، والدكتور صلاح الدين محمد توفيق أستاذ أصول التربية ورئيس قسم الإعلام التربوي بكلية التربية – جامعة بنها، والدكتور كمال عجمي حامد مدرس التربية الإسلامية كلية التربية بالقاهرة- جامعة الأزهر بالإجماع منح الباحث أبو الخير نشأت أحمد عطا درجة الماجستير في التربية الإسلامية بتقدير ممتاز مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى.