سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اليوم الأربعاء الضوء على قمة الأمن النووي التى اختتمت أمس الثلاثاء فى سول ، مشيرة الى وقوع صدام غير دبلوماسي بين حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقمة الأمن النووى . وأشارت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الالكترونى- الى ان نتيجة الاصطدام غير الدبلوماسى جاءت مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذى انتقد ميت رومني، المرشح الجمهوري الأوفر حظا للرئاسة الأمريكية لتبنيه وجهات نظر "عفا عليها الزمن" ووقوف البيت الأبيض مع الروس فى انتقاد رومني الذى وجه بدوره انتقادا لكل من البيت الأبيض والكرملين . وأضافت الصحيفة ان هذه العاصفة بدأت أمس الأول الاثنين عندما التقط الرئيس الأمريكي باراك أوباما الميكروفون ، وهو يبلغ ميدفيديف بأنه سيكون أكثر مرونة للتعامل مع المخاوف الروسية بشأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي عقب الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها فى نوفمبر المقبل . وتابعت الصحيفة ان ميدفيديف رد بالقول " اتفهم ذلك ..وسوف احيل هذه المعلومات إلى فلاديمير " وذلك في اشارة الى فلاديمير بوتين الذي فاز بفترة ولاية أخرى كرئيس للبلاد في الانتخابات التى جرت الشهر الحالي . وأشارت الصحيفة الى أن الجمهوريين انقضوا على رومنى لإجرائه حديثا صريحا من هذا القبيل مع زعيم أجنبى ، واصفين ذلك بأنه ينذر بخطر ويعرقل التنمية وأن رئيس مجلس النواب جون بونير قال إنه سيكون فضوليا لسماع مايعنيه أوباما بالمرونة . أوضحت الصحيفة ان الرئيس ميدفيديف التقى بالرئيس أوباما مرة أخرى أمس الثلاثاء للتحدث هذه المرة عن عملية مشتركة لتطهير موقع للتجارب النووية في كازاخستان . وفى معرض توجيه سؤال له بما كان يعنيه خلال التبادل غير الخاص بشكل بالغ كان على استعداد لقلب الطاولة . وتابعت الصحيفة ان أوباما خاض فى بحث تعقيدات التفاوض على معاهدات الحد من التسلح وانه فى هذه الحالة ستركز روسيا على نظام الدفاع الصاروخية في أوروبا لأنها تقول أنه يمكن استخدامه ضد صواريخها الباليستية العابرة للقارات بالاضافة الى مطالبتها بتوفير ضمانات الا ان الولاياتالمتحدة قد ترفض هذه القيود . وأضاف اوباما ان البيئة الحزبية للغاية في واشنطن من شأنها أن تجعل من الصعب سد الثغرات مع روسيا بشأن قضايا حساسة قائلا لميدفيديف "لا يمكنك أن تبدأ ذلك قبل بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونجرس في الولاياتالمتحدة، وفي وقت انتهت فيه الانتخابات في روسيا وهى حاليا في عملية الانتقال الرئاسي"وقام أوباما بربط الخلاف بصدد نظام الدفاع الصاروخي لتقليص حجم الترسانة النووية الأمريكية بشكل جذري قائلا " ان الولاياتالمتحدة بحاجة للفوز بتخفيضات مماثلة في الترسانة الروسية الأمر الذي يتطلب بناء الثقة - وهذا أمر يمكن القيام به عن طريق حل الخلافات بشأن الدفاع الصاروخية.. مضيفا "أريد أن أرى تدريجيا، بصورة منتظمة تقليل الاعتماد على الأسلحة النووية ".